الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: سعيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٩
وتخصب بها جنابنا (١١) ، وتقبل بها ثمارنا ، وتعيش بها مواشينا ، وتندى بها أقاصينا ، وتستعين بها ضواحينا ، من بركاتك الواسعة ، وعطاياك الجزيلة ، على برّيتك المرملة (١٢) ، ووحشك المهملة ، وأنزل علينا سماء مخضلة (١٣) ، مدراراً هاطلة ، يدافع الودق منها الودق ، ويحفز (١٤) القطر منها القطر ، غير خلّب برقها ، ولا جهام عارضها (١٥) ، ولا قزع (١٦) ربابها ، ولا شفان (١٧) ذهابها (١٨) ، حتى يخصب لإِمراعها المجدبون ، ويحيا ببركتها المسنتون (١٩) ، فإنّك تنزل الغيث من بعد ما قنطوا وتنشر رحمتك وأنت الولي الحميد » .
٦٧٥٢ / ٣ ـ وفيه : ومن خطبة له ( عليه السلام ) في الاستسقاء : « ألا وإنّ الأرض التي تحملكم ، والسماء التي تظلكم ، مطيعتان لربكم ، وما أصبحتا تجودان لكم ببركتهما ، توجّعا لكم ، ولا زلفة إليكم ، ولا لخير ترجوانه منكم ، ولكن أُمرتا بمنافعكم فأطاعتا ، وأُقيمتا على حدود مصالحكم فقامتا ، إن الله يبتلي عباده عند الأعمال السيئة ، بنقص الثمرات ، وحبس البركات ، وإغلاق خزائن الخيرات ، ليتوب تائب ، ويقلع مقلع ، ويتذكر متذكر ، ويزدجر مزدجر ، وقد جعل الله
__________________________
(١١) الجناب : الناحية .
(١٢) المرملة : الفقيرة .
(١٣) مخضلة : مُبَلَّلة .
(١٤) يحفز : يدفع .
(١٥) العارض : السحاب ، وجهام : لا ماء فيه .
(١٦) القزع : القطع الصغار المتفرقة من السحاب .
(١٧) الشفان : الريح الباردة .
(١٨) الذهاب : الأمطار اللينة .
(١٩) المسنتون : من أصابتهم السَّنَة ، وهي القحط .
٣ ـ نهج البلاغة ج ٢ ص ٣٤ ح ١٣٩ ، وعنه في البحار ج ٩١ ص ٣١٢ ح ٣ .
سبحانه الإِستغفار سبباً لدرور الرزق ورحمة الخلق ، فقال : ( اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ ) .
فرحم الله امرء استقبل توبته ، واستقال خطيئته ، وبادر منيّته ، اللهم إنّا خرجنا إليك من تحت الأستار والأكنان ، وبعد عجيج البهائم والولدان ، راغبين في رحمتك ، وراجين فضل نعمتك ، وخائفين عذابك ونقمتك ، اللهم فاسقنا غيثك ولا تجعلنا من القانطين ، ولا تهلكنا بالسنين ، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ، يا أرحم الراحمين ، اللهم إنا خرجنا إليك ، نشكو إليك ما لا يخفى عليك ، حين ألجأتنا المضائق الوعرة ، وأجاءتنا المقاحط المجدبة ، وأعيتنا المطالب المتعسرة ، وتلاحمت علينا الفتن المستصعبة ، اللهم إنا نسألك ، أن لا تردنا خائبين ، ولا تقلبنا واجمين ، ولا تخاطبنا بذنوبنا ، ولا تقايسنا بأعمالنا ، اللهم انشر علينا غيثك وبركتك ، ورزقك ورحمتك ، واسقنا سقياً ناقعة (٢) ، مروية معشبة ، تنبت بها ما قد فات ، وتحيي بها ما قد مات ، ناقعة (٣) الحيا (٣) ، كثيرة المجتنى ، تروي بها القيعان (٥) ، وتسيل بها البطنان (٦) ، وتستورق الأشجار ، وترخص الأسعار ، إنّك على ما تشاء قدير » .
__________________________
(١) نوح ٧١ : ١٠ ـ ١٢ .
(٢ و ٣) وفيه : نافعة .
(٤) الحيا : الخصب والمطر .
(٥) القيعان : جمع قاع ، وهو الأرض السهلة المطمئنة قد انفرجت عنها الجبال ( لسان العرب ج ٨ ص ٣٠٤ ) .
(٦) البطنان : جمع بطن ، وهو ما انخفض من الأرض في ضيق ( لسان العرب ج ١٣ ص ٥٥ ) .
٦٧٥٣ / ٤ ـ الشيخ الطوسي في المصباح : روي أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) خطب بهذه الخطبة في صلاة الاستسقاء فقال : « الحمد لله سابغ النعم ، ومفرّج الهم ، وباریء النسم ، الذي جعل السموات المرساة (١) عماداً ، والجبال أوتاداً ، والأرض للعباد مهاداً ، وملائكته على أرجائها ، وحمل عرشه على أمطائها (٢) ، وأقام بعزّته أركان العرش ، وأشرق بضوئه شعاع الشمس ، وأطفأ بشعاعه ظلمة الغطش (٣) ، وفجّر الأرض عيوناً والقمر نوراً ، والنجوم بهوراً (٤) ، ثم تجلّى فتمكن ، وخلق فأتقن ، وأقام فهيمن ، فخضعت له نخوة المستكبر ، وطلبت إليه خلّة المتمكن (٥) .
اللهم فبدرجتك الرفيعة ، ومحلّتك المنيعة ، وفضلك البالغ ، وسبيلك الواسع ، أسألك أن تصلّي على محمد وآل محمد ، كما دان لك ، ودعا إلى عبادتك ، ووفى بعهودك ، وانفذ أحكامك ، واتبع اعلامك ، عبدك ونبيّك وأمينك على عهدك إلى عبادك ، القائم بأحكامك ، ومريد من أطاعك ، وقاطع عذر من عصاك .
اللهم فاجعل محمداً اجزل من جعلت له نصيباً من رحمتك ، وانضر من اشرق وجهه بسجال عطيتك ، وأقرب الأنبياء زلفة يوم القيامة عندك ، وأوفرهم حظاً من رضوانك ، وأكثرهم صفوف أُمّة في جنانك ، كما لم يسجد للأحجار ، ولم يعتكف للأشجار ، ولم يستحل
__________________________
٤ ـ مصباح المتهجّد ص ٤٧٤ ، وعنه في البحار ج ٩١ ص ٢٩٣ ح ٢ .
(١) في نسخة : لكرسيّة ، منه ( قدّه ) .
(٢) المطا : الظهر والجمع : أمطاء ( لسان العرب ج ١٥ ص ٢٨٦ ) .
(٣) الغطش : الظلام ( لسان العرب ج ٦ ص ٣٢٤ ) .
(٤) بهر القمر النجوم : غمرها بضوئه ( لسان العرب ج ٤ ص ٨١ ) .
(٥) في نسخة : المتمسكن ، منه قدّه .
السباء ، ولم يشرب الدماء ، اللهم خرجنا إليك حين فاجأتنا المضائق الوعرة ، وألجأتنا المحابس العسرة ، وعضّتنا علائق الشين ، وتأثّلت علينا لواحق المين ، واعتكرت علينا حدابير السنين ، واخلفتنا مخائل الجود ، واستظمأنا الصوارخ القود (٦) ، فكنت رجاء المبتئس ، والثقة للملتمس ، ندعوك حين قنط الأنام ، ومنع الغمام ، وهلك السوام ، يا حيّ يا قيوم ، عدد الشجر والنجوم ، والملائكة الصفوف ، والعنان المكفوف (٧) ، ان لا تردّنا خائبين ، ولا تؤاخذنا بأعمالنا ، ولا تحاصنا (٨) بذنوبنا ، وانشر علينا رحمتك ، بالسحاب المتأق (٩) ، والنبات المونق ، وامنن على عبادك بتنويع الثمرة ، واحي بلادك ببلوغ الزهرة ، واشهد ملائكتك الكرام السفرة ، سقياً منك نافعة ، دائمة غزرها ، واسعاً درّها ، سحاباً وابلاً ، سريعاً عاجلاً ، تحيي به ما قد مات ، وتردّ به ما قد فات ، وتخرج به ما هو آت .
اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً ، ممرعاً طبقاً مجلجلاً ، متتابعاً خفوقه ، منبجسة بروقه ، مرتجسة (١٠) هموعة (١١) ، وسيبه (١٢) مستدر ، وصوبه مسبطر (١٣) ، ولا تجعل ظلّه علينا سموماً ، وبرده علينا حسوماً ، وضوءه
__________________________
(٦) في نسخة : العود ، منه ( قدّه ) .
(٧) وفي نسخة : المعكوف ، منه ( قدّه ) .
(٨) تحاصنا : يقال : سنة حصاء : إذا كانت جدبة قليلة النبات ( لسان العرب ج ٧ ص ١٣ ) وهو كناية عن شدة الحساب .
(٩) المتأق : شديد الإِمتلاء ( لسان العرب ج ١٠ ص ١٣ ) .
(١٠) مرتجسة : متمخضة ومرعدة ( لسان العرب ج ٦ ص ٩٥ ) .
(١١) هموعة : سائلة ( لسان العرب ج ٨ ص ٣٧٥ ) .
(١٢) سيبه : جريانه ( مجمع البحرين ج ٢ ص ٨٥ ) .
(١٣) اسبطرت : امتدت للإِرضاع ( لسان العرب ج ٤ ص ٣٤٢ ) .
علينا رجوماً ، وماءه أجاجاً ، ونباته رماداً رمداداً (١٤) .
اللهم إنا نعوذ بك من الشرك وهواديه (١٥) ، والظلم ودواهيه ، والفقر ودواعيه ، يا معطي الخيرات من أماكنها ، ومرسل البركات من معادنها ، منك الغيث المغيث ، وأنت الغياث المستغاث ، ونحن الخاطئون من أهل الذنوب ، وأنت المستغفَر الغفار ، نستغفرك للجهالات من ذنوبنا ، ونتوب إليك من عوام خطايانا .
اللهم فارسل علينا ديمة مدراراً ، واسقنا الغيث واكفاً مغزاراً ، غيثاً واسعاً ، وبركة من الوابل نافعة ، يدافع الودق بالودق دفاعاً ، ويتلو القطر منه القطر ، غير خلّب برقه ، ولا مكذب رعده ، ولا عاصفة جنائبه ، بل ريّا يغصّ بالري ربابه ، وفاض فانصاع به سحابه ، وجرى اثار هيدبه (١٦) جنابه ، سقياً منك محيية مرويّة ، محفلة متصلة ، زاكياً نبتها ، نامياً زرعها ، ناضراً عودها ، ممرعة آثارها ، جارية بالخصب والخير على أهلها ، تنعش بها الضعيف من عبادك ، وتحيي بها الميت من بلادك ، وتنعم بها المبسوط من رزقك ، وتخرج بها المخزون من رحمتك ، وتعم بها من نأى من خلقك ، حتى يخصب (١٧) لا مراعها المجدبون ، ويحيا ببركتها المسنتون ، وتترع بالقيعان غدرانها ، وتورع (١٨) ذرى الآكام رجواتها ، ويدهام بذرى الآكام شجرها ،
__________________________
(١٤) وفي نسخة : رمدداً ، منه ( قدّه ) .
(١٥) هوادي : جمع هادٍ ، وهو متقدَّم كل شيء ( لسان العرب ج ١٥ ص ٣٥٦ ) .
(١٦) الهيدب : السحاب الذي يدنوا ويتدلّى ( لسان العرب ج ١ ص ٧٨٠ ) .
(١٧) في المصدر : يخضب .
(١٨) فيه وفي البحار : وتورق .
ويستحق (١٩) علينا بعد اليأس شكراً مِنَّةً من مننك مجلّلة ، ونعمة من نعمك متصلة ، على بريّتك المرملة ، وبلادك المعزبة ، وبهائمك المعملة ، ووحشك المهملة ، اللهم منك ارتجاؤنا ، وإليك مآبنا ، فلا تحبسه عنّا لتبطنك سرائرنا ، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا ، فإنك تنزل الغيث من بعد ما قنطوا ، وتنشر رحمتك ، وأنت الولي الحميد » .
ثم بكى ( عليه السلام ) وقال : « سيّدي صاحت جبالنا ، واغبرت أرضنا ، وهامت دوابنا وقنط ناس منّا ، وتاهت البهائم وتحيّرت في مراتعها ، وعجّت عجيج الثكلى على أولادها ، وملّت الدوران في مراتعها ، حين حبست عنها قطر السماء ، فدقّ لذلك عظمها ، وذهب لحمها ، وذاب شحمها ، وانقطع درّها ، اللهم ارحم أنين الآنة ، وحنين الحانّة ، ارحم تحيرها في مراتعها ، وأنينها في مرابضها ، يا كريم » .
٦٧٥٤ / ٥ ـ القطب الراوندي في لبّ اللباب : وخرج موسى ( عليه السلام ) بالناس للإِستسقاء ، فرأى نملة مستلقية تقول : اللهم اسقنا ، ولا تأخذنا بذنوب بني آدم ، فقال : « انصرفوا فقد استسقي لكم ، وجاء المطر » .
٦٧٥٥ / ٦ ـ الصدوق في الفقيه : باسناده إلى حفص بن غياث ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنه قال : « إن سليمان بن داود ( عليهما السلام ) ، خرج ذات يوم مع أصحابه ليستسقي ، فوجد نملة
__________________________
(١٩) وفيهما : وتستحق .
٥ ـ لبّ اللباب : مخطوط .
٦ ـ من لا يحضره الفقيه ج ١ ص ٣٣٣ ح ٣ .
قد رفعت قائمة من قوائمها إلى السماء ، وهي تقول : اللهم إنا خلق من خلقك ، لا غناء بنا عن رزقك ، فلا تهلكنا بذنوب بني آدم ، فقال سليمان لأصحابه : ارجعوا فقد سقيتم بغيركم » .
٦٧٥٦ / ٧ ـ أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق : عن عمر بن خارجة ، أنه قال : أخبرني جلهمة بن عرفطة قال : أقبلت عير من أعلى نجد ، حتى إذا جاءت الكعبة ، وإذا بغلام قد رمى نفسه عن عجز بعير ، فأتى الكعبة فتعلّق بأسجافها (١) ، ثم قال : أيا ربّ البنيّة أجرني ، فقام إليه رجل جسيم وسيم ، له سيماء الملوك وبهاء الأنبياء ، فقال : ما شأنك يا غلام ؟ فقال إني أنا ربّها (٢) قال جلهمة : فسألت عن الشيخ من هو ؟ فقيل : هو أبو طالب بن عبد المطلب ، قال : وإذا بشيخ نجدي قد أسرع نحو الغلام ، وانتزع يده من أسجاف الكعبة ، فقال الغلام لأبي طالب : إن أبي مات وأنا صغير ، وإن هذا الشيخ قد استعبدني ، وقد كنت أسمع أن لله بيتاً يمنع به من الظلم ، فأجرني ممّن ظلمني ، فأجاره أبو طالب ( عليه السلام ) من النجدي ، وانتزعه من يده ، ومضى النجدي وقد يبست يداه .
قال عمر بن خارجة : فلما سمعت منه هذا الخبر ، قلت : إنّ لهذا الشيخ لشأنا ، فضربت نحو مكّة باحثاً عن شأنه ، حتى وردت الأبطح ، وقد كانت أجدبت مكّة وما حولها ، باحتباس المطر عنها ، قال : فإذا قريش قد اجتمعت بالأبطح ، وارتفعت ضوضاؤها ، فقائل
__________________________
٧ ـ كتاب الأخلاق :
(١) السجف : الستر ، يعني هنا كسوة البيت المكرم . ( لسان العرب ـ سجف ـ ج ٩ ص ١٤٤ ) .
(٢) في العبارة اضطراب وسقط .
منهم يقول : اعبدوا اللات والعزى ، وقائل منهم يقول : اعبدوا المناة الثالثة الأُخرى ، فقام إليهم رجل منهم من أهل الكتاب ، يقال له : ورقة بن نوفل ، فقال : يا معشر قريش ، أين تذهبون ؟ وأنّى تؤفكون ؟ فيكم بقيّة إبراهيم ( عليه السلام ) ، وسلالة إسماعيل ، فقالوا : كأنك تعني أبا طالب ، فقال : أجل ، فلم نلبث إذ خرج علينا أبو طالب من دار نسائه ، وعليه حلّة خضراء ، وكان رأسه يقطر من دهانه ، فقاموا إليه بأجمعهم وأنا منهم ، وقالوا : يا أبا طالب قد قحطت البلاد ، وأجدبت العباد ، فهلّم فاستسق بنا ، فقال : نعم موعدكم دلوك الشمس ، وقت هبوب الريح ، يعني بالدلوك الزوال ، فلمّا زالت الشمس ، فإذا بأبي طالب قد أقبل نحو الكعبة ، وحوله اغيلمة من بني عبد المطلب ، وفي وسطهم غلام كأنه شمس دجن ، إذا نفرت عنها غمامة قتما ، يعني رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، فأقبل أبو طالب حتى أسند ظهره إلى الكعبة في مستجارها ، ثم رمق السماء بعينه ، ولاذ باصبعه ، وحرّك شفتيه ، ونضنضت (٣) الأغيلمة حوله كذلك ، وما في السماء يومئذ قرعة ، فأقبل السحاب من ها هنا وها هنا ، ونما ودنا ، وكثف وأوكف (٤) ، وأسجم واقتم (٥) ، واغدودق وأبرق ، واثعنجر (٦) واسحنفر (٧) ، ثم سحّ سحا ، أفعم منه الوادي ، وأخصب له البادي .
__________________________
(٣) نضنض لسانه : حرّكه ، الضاد فيه أصل وليست بدلاً من صاد كما زعمه قوم . ( لسان العرب ـ ج ٧ ص ٢٣٨ ) .
(٤) وكف الدمع والماء : سال ( لسان العرب ـ وكف ـ ج ٩ ص ٣٦٢ ) .
(٥) القتمة : سواد ليس بشديد ( لسان العرب ـ قتم ج ١٢ ص ٤٦١ ) .
(٦) اثعنجر : انصبَّ . ( لسان العرب ـ ثعجر ـ ج ٤ ص ١٠٣ ) .
(٧) اسحنفر المطر : كثر . . والمسحنفر : الكثير الصب الواسع ( لسان العرب ـ سحفر ـ ج ٤ ص ٣٥٢ ) .
٦٧٥٧ / ٨ ـ الشيخ الطبرسي في الاحتجاج : عن ثابت البناني قال : كنت حاجاً وجماعة عبّاد البصرة ، مثل : أيوب السجستاني ، وصالح المري ، وعتبة العلام ، وحبيب الفارسي ، ومالك بن دينار ، فلما أن دخلنا مكّة ، رأينا الماء ضيّقاً ، وقد اشتدّ بالناس العطش ، لقلّة الغيث ، ففزع إلينا أهل مكّة والحجاج ، يسألونا أن نستسقي لهم ، فأتينا الكعبة وطفنا بها ، ثم سألنا الله خاضعين متضرعين بها ، فمنعنا الإِجابة ، فبينما نحن كذلك ، إذا نحن بفتى قد أقبل وقد أكربته أحزانه ، وأقلقته أشجانه ، فطاف بالكعبة أشواطاً ، ثم أقبل علينا فقال : « يا مالك بن دينار ، ويا ثابت البناني ، ويا أيوب السجستاني ، يا صالح المري ، ويا عتبة العلام ، ويا حبيب الفارسي ، ويا سعد ، ويا عمرو ، ويا صالح الأعمى ، ويا رابعة ، ويا سعدانه ، ويا جعفر بن سليمان » . فقلنا : لبيك وسعديك يا فتى ، فقال : « أما فيكم أحد يحبّه الرحمن ؟ » فقلنا : يا فتى علينا الدعاء وعليه الإِجابة ، فقال : « ابعدوا عن الكعبة ، فلو كان فيكم أحد يحبّه الرحمن لأجابه » ثم أتى الكعبة فخرّ ساجداً ، فسمعته يقول في سجوده : « سيدي بحبّك لي ، إلّا سقيتهم الغيث » قال : فما استتم الكلام حتى أتاهم الغيث كأفواه القرب ، فقلت : يا فتى من أين علمت أنه يحبّك ؟ قال : « لو لم يحبّني لم يستزرني ، فلمّا استزارني علمت أنه يحبّني ، فسألته بحبّه لي فأجابني ـ ثم ولّى عنا وأنشأ يقول ـ :
من عرف الرب فلم تغنه |
|
معرفة الرب فذاك الشقي |
ما ضرّ في الطاعة ما ناله |
|
في طاعة الله وماذا لقي |
ما يصنع العبد بغير التقى |
|
والعزّ كلّ العزّ للمتقي » . |
__________________________
٨ ـ الاحتجاج ص ٣١٦ .
فقلت : يا أهل مكّة ، من هذا الفتى ؟ قالوا : علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) .
٦٧٥٨ / ٩ ـ الجعفريات : أخبرنا عبد الله بن محمد ، قال : أخبرنا محمد بن محمد ، قال : حدثني موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، إذا نظر إلى المطر قال : « اللهم اجعله صبيباً نافعاً » .
٦٧٥٩ / ١٠ ـ مجموعة الشهيد : عن الصادق ( عليه السلام ) أنه قال في خواص سورة عبس : « من قرأها وقت نزول الغيث غفر الله له بكلّ قطرة ، إلى وقت فراغه » .
__________________________
٩ ـ الجعفريات ص ٢١٧ .
١٠ ـ مجموعة الشهيد :
أبواب نافلة شهر رمضان
١ ـ ( باب استحباب صلاة مائة ركعة ليلة تسع عشرة ، ومائة ركعة ليلة إحدى وعشرين منه ، ومائة ركعة ليلة ثلاث وعشرين ، والإِكثار فيها من العبادة )
٦٧٦٠ / ١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « صلوا في ليلة إحدى وعشرين ، وثلاث وعشرين ، مائة ركعة ، تقرؤون في كل ركعة فاتحة الكتاب مرّة واحدة ، وقل هو الله أحد عشر مرات ، واحسبوا الثلاثين الركعة (١) من المائة ، فإن لم تطق ذلك من قيام ، صلّيت وأنت جالس ، وإن شئت قرأت في كلّ ركعة مرة مرة قل هو الله أحد ، وإن استطعت أن تحيي هاتين الليلتين إلى الصبح فافعل ، فإنّ فيها فضلاً كثيراً ، والنجاة من النار ، وليس سهر ليلتين يكبر فيما أنت تؤمّل » .
٦٧٦١ / ٣ ـ الصدوق في الهداية : قال الصادق ( عليه السلام ) : « ليلة
__________________________
أبواب نافلة شهر رمضان
الباب ١
١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٢٤ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٨٥ ح ٤ .
(١) وهي نوافل الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان ، راجع في تفصيلها شرح اللمعة ج ١ ص ٣٢٠ .
٢ ـ الهداية ص ٤٨ ، وعنه في البحار ج ٩٧ ص ٩ ح ١١ .
ثلاث وعشرين ، الليلة التي فيها يفرق كلّ أمر حكيم ، وفيها يكتب وفد الحاج ، وما يكون من السنة إلى السنة » .
وقال ( عليه السلام ) : « يستحب أن يصلّى فيها مائة ركعة ، تقرأ في كلّ ركعة الحمد وعشر مرات ( قل هو الله أحد ) » .
٦٧٦٢ / ٣ ـ وفي فضائل الأشهر الثلاثة : عن أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان ، [ قال : حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب ] (١) ، قال : حدثنا تميم بن بهلول ، قال : حدثنا أبو معاوية الضرير ، عن إسماعيل بن مهران ، عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، قال : « من اغتسل ليالي الغسل من شهر رمضان ، خرج من ذنوبه ـ إلى أن قال ـ فقلت له : هل فيها صلاة غير ما في سائر ليالي الشهر ؟ قال : لا ، إلّا في ليلة إحدى وعشرين ، وثلاث وعشرين ، لأنّ فيها يرجى (٢) ليلة القدر ، ويستحب أن يصلّى في كلّ ليلة منها مائة ركعة ، في كل ركعة الحمد مرة وقلّ هو الله أحد مائة مرة ، فان فعل ذلك أعتقه الله من النار ، وأوجب له الجنّة ، وشفّعه في مثل ربيعة ومضر » .
٦٧٦٣ / ٤ ـ دعائم الإِسلام : عن أبي جعفر محمّد بن علي ، عن آبائه ( عليهم السلام ) : أن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، نهى أن
__________________________
٣ ـ فضائل الأشهر الثلاثة ص ١٣٧ ح ١٤٧ .
(١) أثبتناه من المصدر وهو الصواب « راجع معجم رجال الحديث ج ٣ ص ٣٤٩ » .
(٢) في المصدر : يرجو .
٤ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٢٨١ ، وعنه في البحار ج ٩٧ ص ٩ ح ١٢ .
يغفل عن ليلة إحدى وعشرين ، وليلة ثلاث وعشرين ، أو ينام (١) أحد تلك الليلة .
٢ ـ ( باب نافلة شهر رمضان )
٦٧٦٤ / ١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « أروي عن العالم ( عليه السلام ) : أن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، كان يخرج فيصلي وحده في شهر رمضان ، فإذا كثر الناس خلفه دخل بيته » .
٣ ـ ( باب استحباب صلاة ألف ركعة في كل يوم وليلة ، بل في كل يوم ، وفي كل ليلة ، من شهر رمضان وغيره ، مع القدرة )
٦٧٦٥ / ١ ـ أحمد بن محمّد بن عياش ، في مقتضب الأثر : عن أبي القاسم علي بن حبشي ، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري ، عن الحسين بن أحمد المنقري التميمي ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن زرّ بن حبيش ، عن جماعة من التابعين ، منهم مينا مولى عبد الرحمن بن عوف ، وسعيد بن جبير ، عن أم سليم ـ في حديث طويل ـ قالت : فجئت إلى علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، وهو في منزله قائماً يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة .
٦٧٦٦ / ٢ ـ محمد بن علي بن شهرآشوب في مناقبه : عن ابانة العكبري ،
__________________________
(١) في المصدر : ونهى أن ينام .
الباب ٢
١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ١١ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٨٥ ح ٣ .
الباب ٣
١ ـ مقتضب الأثر ص ٢١ .
٢ ـ المناقب لابن شهرآشوب ج ٢ ص ١٢٣ .
عن سليمان بن المغيرة ، عن أُمّه ، قالت : سألت أُم سعيد سريّة علي ( عليه السلام ) ، عن صلاة علي ( عليه السلام ) ، في شهر رمضان فقالت : رمضان وشوّال سواء ، يحيي الليل كله .
٦٧٦٧ / ٣ ـ وعن الباقر ( عليه السلام ) : « كان علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة » .
٤ ـ ( باب استحباب زيادة ألف ركعة في شهر رمضان ، وترتيبها وأحكامها )
٦٧٦٨ / ١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « اعلم (١) أن لشهر رمضان حرمة ليس كحرمة سائر الشهور ـ إلى أن قال ( عليه السلام ) ـ اتبعوا سنّة الصالحين ، فيما أمروا به ونهوا عنه ، وصلّوا منه أول ليلة إلى عشرين يمضي منه ، من الزيادة على نوافلكم في غيره ، في كلّ ليلة عشرين ركعة ثمان منها بعد صلاة المغرب ، وإثنتا عشرة بعد عشاء الآخرة ، وفي العشر الأواخر ، في كلّ ليلة ثلاثون ركعة ، إثنتان وعشرون بعد العشاء الآخرة ، وروى أن الثماني مثبتة بعد المغرب لا يزداد ، واثنتين وعشرين بعد العشاء الآخرة (٢) ، وصلّوا في ليلة إحدى وعشرين ، وثلاث وعشرين ، مائة ركعة (٣) ، واحسبوا الثلاثين ركعة من المائة » .
__________________________
٣ ـ المناقب لابن شهرآشوب ج ٤ ص ١٥٠ .
الباب ٤
١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٢٤ .
(١) في المصدر زيادة : يرحمك الله .
(٢) وفيه إضافة : وقيل إثنتي عشرة ركعة منها بعد المغرب وثماني عشرة ركعة بعد العشاء الآخرة .
(٣) وفيه إضافة : تقرؤون في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وقل هو الله أحد عشر مرات .
٦٧٦٩ / ٢ ـ الشيخ المفيد في كتاب الأشراف : باب عدد النوافل من شهر رمضان وعددها ، سوى نوافل الفرائض ، ألف ركعة منها أربعمائة في عشرين ليلة ، بحساب كل ليلة عشرين ركعة ، ثمان بين المغرب وعشاء الآخرة ، وإثنتا عشرة بعد عشاء الآخرة ، وثلاثمائة في العشر الثالث في كلّ ليلة ثلاثون ركعة منها ثمان بين العشاءين ، واثنتان وعشرون بعد العشاء الآخرة ، فذلك سبعمائة ركعة وثلاثمائة في ثلاث ليال ، في جملة الشهر : ليلة تسع عشرة مائة ركعة ، وليلة إحدى وعشرين مائة ركعة ، وليلة ثلاث وعشرين مائة ركعة ، فذلك تكملة ألف ركعة في طول الشهر .
وقد روي : أن الليالي التي تصلي فيها المائة ، تسقط منها ما يجب في غيرها من ليالي الشهر ، فيسقط بحساب الثلث ثمانون ركعة ، يصلّى على ما جاء به الأثر ، في ستّ دفعات في كلّ يوم جمعة من الشهر عشر ركعات ، منها صلاة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وفي ليلة آخر جمعة من الشهر ، عشرون ركعة من صلاة فاطمة ( عليها السلام ) ، فذلك ثمانون ركعة ، بدل الثمانين الساقطة تكملة الألف ركعة .
٥ ـ ( باب استحباب الصلاة المخصوصة ، كلّ ليلة من شهر رمضان ، وأول يوم منه )
٦٧٧٠ / ١ ـ الشيخ إبراهيم الكفعمي في جنته : يستحب أن يصلى كلّ ليلة من شهر رمضان ركعتين ، بالحمد فيهما والتوحيد ثلاثاً ، فإذا سلّم
__________________________
٢ ـ كتاب الأشراف :
الباب ٥
١ ـ جنّة الأمان ( المصباح ) ص ٥٦٣ ـ الحاشية .
قال : سبحان من هو حفيظ لا يغفل ، سبحان من هو رحيم لا يعجل ، سبحان من هو قائم لا يسهو ، سبحان من هو دائم لا يلهو ، ثم يقول التسبيحات الأربع سبعاً ، ثم يقول ثلاثاً : سبحانك سبحانك سبحانك ، يا عظيم اغفر لي الذنب العظيم ، ثم يصلّي على النبي وآله ( عليهم السلام ) عشرا ، من صلّاهما غفر الله له سبعين ألف ذنب ، الحديث .
٦ ـ ( باب عدم وجوب نافلة شهر رمضان ، وعدم استحباب زيادة النوافل المرتبة فيه ، وحكم صلاة الليل )
٦٧٧١ / ١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « قال العالم ( عليه السلام ) : قيام شهر رمضان بدعة ، وصيامه مفروضة ، فقلت : كيف أُصلّي [ في ] (١) شهر رمضان ؟ فقال : عشر ركعات والوتر ، والركعتان قبل الفجر ، كذلك كان يصلّي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ولو كان خيراً لم يتركه » .
٧ ـ ( باب عدم جواز الجماعة في صلاة النوافل ، في شهر رمضان ولا غيره ، عدا ما استثني )
٦٧٧٢ / ١ ـ سليم بن قيس الهلالي في كتابه : قال : ( سمعت علياً ( عليه السلام ) يقول ) (١) : « منهومان (٢) لا يشبعان : منهوم في الدنيا
__________________________
الباب ٦
١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ١١ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٨٤ ح ٣ .
(١) أثبتناه من المصدر .
الباب ٧
١ ـ كتاب سليم بن قيس ص ١٦١ .
(١) في المصدر بدل ما بين القوسين :
سمعت أبا الحسن ( عليه السلام ) =
لا يشبع ، ومنهوم في العلم لا يشبع منه » إلى أن قال : ثم أقبل بوجهه على ناس من أهل بيته وشيعته فقال :
« ( والله لقد علمت ما عملت قبلي الأئمة ، أُموراً ) (٣) عظيمة خالفت فيها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) متعمدين ، لو حملت الناس على تركها وتحويلها عن موضعها إلى ما كانت [ تجري عليه ] (٤) على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، لتفرق عني جندي ، حتى لا يبقى في عسكري غيري وقليل من شيعتي ، الذين إنّما عرفوا فضلي [ وإمامتي ] (٥) من كتاب الله وسنّة نبيّ الله ( صلى الله عليه وآله ) ، لا من غيرهما ـ إلى أن قال ـ وأمرت الناس أن لا يجمعوا شهر رمضان إلّا في الفريضة ، فصاح أهل العسكر وقالوا : غيّرت سنّة عمر ، ونهيتنا (٦) أن نصلّي في شهر رمضان تطوعاً ، حتى خفت أن يثوروا في ناحية عسكري » ، الخبر .
٦٧٧٣ / ٢ ـ دعائم الإِسلام : عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) أنه قال : « صوم شهر رمضان فريضة ، والقيام في جماعة في ليله بدعة ، وما صلّاها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( في لياليه بجماعة التراويح ) (١) ولو كانت (٢) خيراً ما تركها ، وقد صلّى في
__________________________
= يحدّثني ويقول : إنّ النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) قال :
(٢) المنهوم في الأصل هو الذي لا يشبع من الطعام ( مجمع البحرين ـ نهم ـ ج ٦ ص ١٨٢ ) .
(٣) في المصدر : لقد عملت الأئمّة قبلي بأُمور .
(٤) أثبتناه من المصدر .
(٥) أثبتناه من المصدر .
(٦) في المصدر : نهينا ، وفي نسخة : نهانا .
٢ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٢١٣ ، وعنه في البحار ج ٩٧ ص ٣٨١ ح ٤ .
(١) ليس في المصدر . |
(٢) في المصدر : كان . |
بعض ليالي شهر رمضان وحده ، فقام قوم خلفه فلمّا أحسّ بهم دخل بيته ، فعل ذلك ثلاث ليال ، فلما أصبح بعد ثلاث [ ليال ] (٣) صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيّها الناس لا تصلّوا النافلة (٤) ليلاً ، في شهر رمضان ولا غيره ، في جماعة ، فإن الذي صنعتم بدعة ، ولا تصلوا الضحى ، فإن الصلاة ضُحىً بدعة ، وكلّ بدعة ضلالة ، وكلّ ضلالة سبيلها إلى النار ، ثم نزل وهو يقول : [ عمل ] (٥) قليل في سنّة ، خير من [ عمل ] (٦) كثير في بدعة » .
قال مصنف الكتاب : وقد روت العامة في مثل هذا عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، وأن الصلاة نافلة في جماعة في ليل شهر رمضان ، لم يكن في عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ولا في أيام أبي بكر ، ولا في صدر من أيام عمر ، حتى أحدث ذلك عمر ، فاتبعوه عليه .
قلت : قال أبو القاسم الكوفي في كتاب الإِستغاثة : أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) استن على المصلين النوافل ، في ليل رمضان فرادى ، وهي التي تسمى التراويح ، فاجتمعت الأُمة أن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) لم يرخص في صلاتها جماعة ، فلمّا ولّي عمر أمرهم بصلاتها جماعة ، فصلّوا كذلك ، وجعلوها من السنن المؤكدة ، ثم والوا عليها وواظبوا ، وهم في ذلك مقرّون بأنها بدعة ، ثم يزعمون أنّها بدعة حسنة . . . إلى آخر ما قال (٧) .
__________________________
(٣) أثبتناه من المصدر .
(٤) في المصدر : غير الفريضة .
(٥ و ٦) اثبتناه من المصدر .
(٧) الإِستغاثة ص ٤١ باختلاف في اللفظ .
٨ ـ ( باب نوادر ما يتعلق بأبواب نافلة شهر رمضان )
٦٧٧٤ / ١ ـ الصدوق في فضائل الأشهر : حدثنا أبو محمد عبدوس بن علي بن العباس الجرجاني ، قال : حدثنا أبو عمران موسى بن الحسين الباغثي (١) المؤدّب ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد القرشي ، قال : أخبرنا الحسين بن علي بن خالد ، قال : حدثنا معروف بن الوليد ، قال : حدثنا سعد ، قال : حدثنا أبو طيبة ، عن كردين وبرد الحاري (٢) عن الربيع بن خيثم ، عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) قال : « والذي بعثني بالحق ، أن جبرئيل خبّرني عن إسرافيل ، عن ربّه تبارك وتعالى ، أنه قال : من صلّى في آخر ليلة من شهر رمضان ، عشر ركعات ، يقول (٣) في كل ركعة : فاتحة الكتاب مرّة ، وقل هو الله أحد عشر مرات ، ويقول في ركوعه وسجوده عشر مرات : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، ويتشهد في كلّ ركعتين ، ثم يسلّم ، فإذا فرغ من آخر عشر ركعات ، قال بعد فراغة من التسليم : أستغفر الله ، ألف مرّة ، فإذا فرغ من الإِستغفار سجد ، ويقول في سجوده : يا حيّ يا قيوم ، يا ذا الجلال والإِكرام ، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ، يا أرحم الراحمين ، يا إله الأولين والآخرين ، اغفر لنا ذنوبنا ، وتقبّل منّا صلاتنا وصيامنا وقيامنا » .
__________________________
الباب ٨
١ ـ كتاب فضائل الأشهر الثلاث ص ١٣٤ ح ١٤٣ وعنه في الوسائل ج ٥ ص ١٨٩ ح ٣ .
(١) في المصدر : الباغشي .
(٢) وفيه : الحادي .
(٣) وفيه : يقرأ .
قال النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) : « والذي بعثني بالحق ، إنه لا يرفع رأسه [ من السجود ] (٤) حتى يغفر الله له ، ويتقبّل منه شهر رمضان ، ويتجاوز عن ذنوبه ، وإن كان قد أذنب سبعين ذنباً ، كل ذنب أعظم من ذنوب العباد ، ويتقبل من جميع أهل الكورة (٥) التي هو فيها » . وقال النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) لجبرئيل : « يا جبرئيل يتقبّل الله منه خاصة شهر رمضان ، ومن جميع أهل بلاده عامة ؟ قال : نعم ، والذي بعثك نبيّاً ، إنه من كرامته عليه ، وعظم منزلته لربّه ، يتقبل الله منه ومنهم صلواتهم وصيامهم وقيامهم ، ويغفر لهم ذنوبهم ، ويستجيب له دعاءه ، والذي بعثني بالحقّ ، إنه متى صلّى هذه الصلاة ، واستغفر هذا الإِستغفار ، يتقبّل الله منه صلاته وصيامه وقيامه ، ويغفر له ، ويستجيب دعاءه لديه ، لأن الله جلّ جلاله يقول في كتابه : ( اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ) (٦) ويقول : ( وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ) (٧) وقال : ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ ) (٨) ويقول عز وجل : ( وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ) (٩) وقال عز وجلّ : ( وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ) (١٠) » .
__________________________
(٤) أثبتناه من المصدر .
(٥) الكورة : المدينة والناحية ( مجمع البحرين ـ كور ـ ج ٣ ص ٤٧٨ ) .
(٦) نوح ٧١ : ١٠ .
(٧) هود ١١ : ٩٠ .
(٨) آل عمران ٣ : ١٣٥ .
(٩) هود ١١ : ٣ .
(١٠) النصر ١١٠ : ٣ .