محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-01-9
ISBN الدورة:
الصفحات: ٥٠٤
يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ) (١) قال : من يرد الله أن يهديه بإيمانه في الدنيا إلى جنّته ودار كرامته في الآخرة يشرح صدره للتسليم لله ، والثقة به ، والسكون الى ما وعده من ثوابه حتى يطمئن اليه ، الحديث .
[ ١٨٤ ] ٣ ـ أحمد بن أبي عبد الله البرقي في ( المحاسن ) : عن علي بن الحكم ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من بلغه عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) شيء من الثواب فعمله كان أجر ذلك له ، وإن كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لم يقله .
[ ١٨٥ ] ٤ ـ وعن أبيه ، عن أحمد بن النضر ، عن محمّد بن مروان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من بلغه عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) شيء من (١) الثواب ففعل ذلك طلب قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان له ذلك الثواب ، وإن كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) لم يقله .
[ ١٨٦ ] ٥ ـ وعن علي بن محمّد القاساني ، عمّن ذكره ، عن عبد الله بن القاسم الجعفري ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من وعده الله على عمل ثواباً فهو منجزه له ، ومن أوعده على عمل عقاباً فهو فيه بالخيار .
ورواه الصدوق في ( التوحيد ) عن محمّد بن الحسن ، عن الصفار ، عن محمّد بن الحسين وأحمد بن أبي عبد الله ، عن علي بن محمّد ، مثله (١) .
[ ١٨٧ ] ٦ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي
__________________
(١) الأنعام ٦ : ١٢٥ .
٣ ـ المحاسن : ٢٥ / ٢ .
٤ ـ المحاسن : ٢٥ / ١ .
(١) في المصدر : فيه .
٥ ـ المحاسن : ٢٤٦ / ٢٤٣ .
(١) التوحيد : ٤٠٦ / ٣ .
٦ ـ الكافي ٢ : ٧١ / ١ .
عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من سمع شيئاً من الثواب على شيء فصنعه كان له ، وإن لم يكن على ما بلغه .
ورواه ابن طاوس في كتاب ( الإِقبال ) نقلاً من كتاب هشام بن سالم ، الذي هو من جملة الأصول ، عن الصادق ( عليه السلام ) مثله (١) .
[ ١٨٨ ] ٧ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان ، عن عمران الزعفراني ، عن محمّد بن مروان قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : من بلغه ثواب من الله على عمل فعمل ذلك العمل التماس ذلك الثواب أوتيه ، وإن لم يكن الحديث كما بلغه .
[ ١٨٩ ] ٨ ـ أحمد بن فهد في ( عدة الداعي ) قال : روى الصدوق ، عن محمد بن يعقوب ، بطرقه إلى الأئمة ( عليهم السلام ) أنّ من بلغه شيء من الخير فعمل به كان له من الثواب ما بلغه ، وإن لم يكن الأمر كما نقل إليه .
[ ١٩٠ ] ٩ ـ علي بن موسى بن جعفر بن طاوس في كتاب ( الإِقبال ) عن الصادق ( عليه السلام ) قال : من بلغه شيء من الخير فعمل به كان له [ أجر ] (١) ذلك وإن ( لم يكن الأمر كما بلغه ) (٢) .
١٩ ـ باب تأكّد استحباب حبّ العبادة والتفرّغ لها
[ ١٩١ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ،
__________________
(١) الإِقبال : ٦٢٧ .
٧ ـ الكافي ٢ : ٧١ / ٢ .
٨ ـ عدّة الداعي : ٩ .
٩ ـ إقبال الأعمال : ٦٢٧ .
(١) أثبتناه من المصدر .
(٢) في المصدر : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لم يقله .
الباب ١٩ فيه ٧ أحاديث
١ ـ الكافي ٢ : ٦٧ / ١ .
عن ابن محبوب ، عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : في التوراة مكتوب : يا بن آدم ، تفرّغ لعبادتي أملأ قلبك غنى ، ولا أكلك (١) إلى طلبك ، وعليَّ أن أسُدَّ فاقتك ، وأملأ قلبك خوفاً منّي ، وإن لا تُفرّغ لعبادتي أملأ قلبك شغلاً بالدنيا ، ثمّ لا أسُدّ فاقتك ، وأكلك إلى طلبك .
[ ١٩٢ ] ٢ ـ وعن عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن عمرو بن جميع ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أفضل الناس من عشق العبادة فعانقها ، وأحبّها بقلبه ، وباشرها بجسده ، وتفرّغ لها ، فهو لا يبالي على ما أصبح من الدنيا ، على عسر أم على يسر .
[ ١٩٣ ] ٣ ـ وعنه ، عن محمّد بن عيسى ، عن أبي جميلة قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : قال الله تبارك وتعالى : يا عبادي الصدّيقين ، تنعّموا بعبادتي في الدنيا ، فإنّكم تتنعّمون بها في الآخرة .
ورواه الصدوق في ( المجالس ) عن محمّد بن الحسن ، عن الصفار ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن أبي جميلة ، مثله (١) .
[ ١٩٤ ] ٤ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن الأحول ، عن سلام بن المستنير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال ـ في حديث ـ : كفى بالموت موعظة ، وكفى باليقين غنى ، وكفى بالعبادة شغلاً .
[ ١٩٥ ] ٥ ـ محمد بن علي بن الحسين في كتاب ( العلل ) : عن محمّد بن
__________________
(١) أي لا يخلّي الله تعالى بينه وبين طلبه ( راجع مجمع البحرين ٥ : ٤٩٥ ) .
٢ ـ الكافي ٢ : ٦٨ / ٣ .
٣ ـ الكافي ٢ : ٦٨ / ٢ .
(١) أمالي الصدوق : ٢٤٧ / ٢ .
٤ ـ الكافي ٢ : ٦٩ / ١ ، وأورده بتمامه في الحديث ٥ من الباب ٢٦ من أبواب مقدمة العبادات .
٥ ـ علل الشرائع : ١٣ / ١١ .
الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن عبد الله بن أحمد النهيكي ، عن علي بن الحسن الطاطري ، عن درست بن أبي منصور ، عن جميل بن دَرّاج قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : جعلت فداك ، ما معنى قول الله عزّ وجلّ : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) (١) ؟ فقال : خلقهم للعبادة .
[ ١٩٦ ] ٦ ـ وعن محمّد بن موسى بن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن ابن فضّال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن جميل بن دَرّاج ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سألته عن قول الله عز وجل : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) ؟ قال : خلقهم للعبادة ، قلت : خاصة أم عامة ؟ قال : لا ، بل عامة .
[ ١٩٧ ] ٧ ـ وعن محمّد بن أحمد السناني ، عن محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن عليّ بن سالم ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) ؟ قال : خلقهم ليأمرهم بالعبادة .
قال : وسألته عن قول الله عزّ وجلّ : ( وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ) (١) ؟ قال : خلقهم ليفعلوا ما يستوجبون به رحمته فيرحمهم .
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٣) .
__________________
(١) الذاريات ٥١ : ٥٦ .
٦ ـ علل الشرائع : ١٤ / ١٢ .
٧ ـ علل الشرائع : ١٣ / ١٠ .
(١) هود ١١ : ١١٨ و ١١٩ .
(٢) تقدّم في الباب ٩ من أبواب مقدمة العبادات .
(٣) يأتي في الباب التالي .
٢٠ ـ باب تأكّد استحباب الجدّ والاجتهاد في العبادة
[ ١٩٨ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي المغرا ، عن زيد الشحّام ، عن عمرو بن سعيد بن هلال الثقفي ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ أنه قال له : أوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد .
[ ١٩٩ ] ٢ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : جاء جبرئيل ( عليه السلام ) إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا محمّد ، عش ما شئت فإنّك ميّت ، وأحبب من شئت فإنّك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنّك لاقيه .
[ ٢٠٠ ] ٣ ـ وعنه ، عن أبيه ، وعن محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعاً ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الرحمٰن بن الحجّاج وحفص بن البختري وسلمة بيّاع السابري جميعاً ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : كان علي بن الحسين ( عليه السلام ) إذا أخذ كتاب علي ( عليه السلام ) فنظر فيه قال : من يطيق هذا ؟ ! من يطيق ذا ؟ ! ، قال : ثم يعمل به ، وكان إذا قام إلى الصلاة تغيّر لونه حتى يعرف ذلك في وجهه ، وما أطاق أحد عمل علي ( عليه السلام )
__________________
الباب ٢٠ فيه ٢٢ حديثاً
١ ـ الكافي ٢ : ٦٢ / قطعة من الحديث ١ ، وأورده بتمامه في الحديث ٢ من الباب ٢١ من أبواب جهاد النفس .
٢ ـ الكافي ٣ : ٢٥٥ / ١٧ ، ورواه الحسين بن سعيد في كتاب الزهد ٧٩ / ٢١٤ ويأتي بسندين مختلفين عن الخصال في الحديثين ٣ و ٢٧ من الباب ٣٩ من أبواب بقية الصلوات المندوبة .
٣ ـ الكافي ٨ : ١٦٣ / ١٧٢ .
من ولده من بعده إلا علي بن الحسين ( عليه السلام ) .
[ ٢٠١ ] ٤ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن أبي أسامة قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : عليك بتقوى الله والورع والاجتهاد ، الحديث .
ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن أحمد بن محمّد وعلي بن حديد جميعاً ، عن أبي أسامة ، مثله (١) .
[ ٢٠٢ ] ٥ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن علي بن عقبة ، عن أبي كهمس ، عن عمرو بن سعيد بن هلال ، قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : أوصني ، قال : أوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد ، الحديث .
[ ٢٠٣ ] ٦ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن الحسن بن علّان ، عن أبي إسحاق الخراساني ، عن عمرو بن جميع ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : شيعتنا الشاحبون (١) ، الذابلون ، الناحلون ، الّذين إذا جنّهم اللّيل استقبلوه بحزن .
[ ٢٠٤ ] ٧ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن منصور بُزرج ، عن مفضّل قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : إياك والسفلة ، فإنّما شيعة علي ( عليه السلام ) من عفّ بطنه وفرجه ، واشتدّ جهاده ، وعمل
__________________
٤ ـ الكافي ٢ : ٦٣ / ٩ ، ويأتي بتمامه في الحديث ١٠ من الباب ٢١ من أبواب جهاد النفس وما يناسبه .
(١) المحاسن : ١٨ / ٥٠ .
٥ ـ الكافي ٢ : ٦٣ / ١١ ، ويأتي في ذيل الحديث ٢ من الباب ٢١ من أبواب جهاد النفس .
٦ ـ الكافي ٢ : ١٨٣ / ٧ .
(١) شحب جسمه : إذا تغيّر ( لسان العرب ١ : ٤٨٤ ) . وفي نسخة : السائحون .
٧ ـ الكافي ٢ : ١٨٣ / ٩ ، ويأتي مثله بسند آخر عن صفات الشيعة في الحديث ١٣ من الباب ٢٢ من أبواب جهاد النفس .
لخالقه ، ورجا ثوابه ، وخاف عقابه ، فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر ( عليه السلام ) .
[ ٢٠٥ ] ٨ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إنّ شيعة علي ( عليه السلام ) كانوا خمص (١) البطون ، ذبل الشفاه ، أهل رأفة وعلم وحلم ، يعرفون بالرهبانيّة ، فأعينوا على ما أنتم عليه بالورع والاجتهاد .
[ ٢٠٦ ] ٩ ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الله بن سنان ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : أما والله لقد عهدت أقواماً على عهد خليلي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وإنهم ليصبحون ويمسون شعثاً ، غبراً ، خمصاً ، بين أعينهم كركب المعزا ، يبيتون لربّهم سجّداً وقياماً ، يراوحون بين أقدامهم وجباههم ، يناجون ربَّهم ويسألونه فكاك رقابهم من النار ، والله لقد رأيتهم مع هذا وهم خائفون مشفقون .
وعنهم ، عن إبن خالد ، عن السندي بن محمّد ، عن محمّد بن الصلت ، عن أبي حمزة ، عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) ، نحوه (١) .
[ ٢٠٧ ] ١٠ ـ وعنهم ، عن ابن خالد ، عن محمد بن علي ، عن محمّد بن سنان ، عن عيسى النهرسيري (١) عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من عرف الله وعظّمه منع فاه من
__________________
٨ ـ الكافي ٢ : ١٨٣ / ١٠ ، ويأتي أيضاً في الحديث ١٦ من الباب ٣ من أبواب جهاد النفس .
(١) خمص : جمع خميص وهو الضامر البطن من الجوع وغيره ( لسان العرب ٧ : ٣٠ )
٩ ـ الكافي ٢ : ١٨٥ / ٢١ .
(١) الكافي ٢ : ١٨٥ / ٢٢ .
١٠ ـ الكافي ٢ : ١٨٦ / ٢٥ .
(١) في هامش الأصل عن نسخة : « النهريري » .
الكلام ، وبطنه من الطعام ، وعَنّىٰ (٢) نفسه بالصيام والقيام ، قالوا : بآبائنا وأُمّهاتنا يا رسول الله ، هؤلاء أولياء الله ؟ قال : إنّ أولياء الله سكتوا فكان سكوتهم ذكراً ، ونظروا فكان نظرهم عبرة ، ونطقوا فكان نطقهم حكمة ، ومشوا فكان مشيهم بين الناس بركة ، لولا الآجال التي قد كتبت عليهم لم تقرّ أرواحهم في أجسادهم خوفاً من العقاب (٣) ، وشوقاً إلى الثواب .
محمّد بن علي بن الحسين في ( المجالس ) : عن الحسين بن أحمد بن إدريس ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد بن خالد (٤) .
وعن محمّد بن علي ماجيلويه ، عن محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن علي الكوفي ، مثله (٥) .
[ ٢٠٨ ] ١١ ـ وعن محمّد بن الحسن ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أن أباه قال لجماعة من الشيعة : والله إني لأحبّ ريحكم وأرواحكم ، فأعينوا (١) على ذلك بورع واجتهاد ، واعلموا أنّ ولايتنا لا تنال إلّا بالعمل والاجتهاد ، من ائتمّ منكم بعبد فليعمل بعمله ، الحديث .
ورواه الكليني عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، نحوه (٢) .
[ ٢٠٩ ] ١٢ ـ وعن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبد الرحمٰن بن
__________________
(٢) عنّى بالعين المهملة والنون المشددة أي أتعب نفسه ( مجمع البحرين ١ : ٣٠٨ ) ، وفي المصدر : عفى .
(٣) في المصدر : العذاب .
(٤) أمالي الصدوق : ٢٤٩ / ٧ .
(٥) أمالي الصدوق : ٤٤٤ / ٦ .
١١ ـ أمالي الصدوق : ٥٠٠ / ٤ .
(١) في المصدر : فأعينوني .
(٢) الكافي ٨ : ٢١٢ / ٢٥٩
١٢ ـ أمالي الصدوق : ٢٣٢ / ١٤ .
أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن محمّد بن قيس ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) أنّه قال : والله إن كان علي ( عليه السلام ) ليأكل أكل العبد ، ويجلس جلسة العبد ، وإن كان ليشتري القميصين السنبلانييّن (١) فيخيّر غلامه خيرهما ، ثمّ يلبس الآخر ، فإذا جاز أصابعه قطعه ، وإذا جاز كعبه حذفه ، ولقد ولي خمس سنين ما وضع آجرة على آجُرة ، ولا لبنة على لبنة ، ولا أقطع قطيعاً ، ولا أورث بيضاء ولا حمراء ، وإن كان ليطعم الناس خبز البرّ واللحم وينصرف الى منزله ويأكل خبز الشعير والزيت والخل ، وما ورد عليه أمران كلاهما لله رضاً إلّا أخذ بأشدّهما على بدنه ، ولقد أعتق ألف مملوك من كدِّ يده ، وتربت فيه يداه ، وعرق فيه وجهه ، وما أطاق عمله أحد من الناس ، وإن كان ليصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة ، وإن كان أقرب الناس شبهاً به علي بن الحسين ( عليه السلام ) ، وما أطاق عمله أحد من الناس بعده ، الحديث .
ورواه الطبرسي في ( مجمع البيان ) عن محمّد بن قيس ، نحوه (٢) .
[ ٢١٠ ] ١٣ ـ وفي ( العلل ) : عن عليّ بن أحمد ، عن محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي ، عن الحسين بن الهيثم ، عن عباد بن يعقوب ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، قال : سألت مولاةً لعلي بن الحسين ( عليه السلام ) بعد موته فقلت : صفي لي أُمور علي بن الحسين ، فقالت : أُطنب أو أختصر ؟ فقلت : بل اختصري . قالت : ما أتيته بطعام نهاراً قطّ ، ولا فرشت له فراشاً بليل قطّ .
[ ٢١١ ] ١٤ ـ وفي ( معاني الأخبار ) : عن الحسن بن عبد الله العسكري ، عن محمّد بن أحمد ، عن أحمد بن عيسى ، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن
__________________
(١) ثوب سُنبلانيّ : أي سابغ في الطول ، أو منسوب الى بلدة سُنبلان بالروم ( مجمع البحرين ٥ : ٣٩٣ ) .
(٢) مجمع البيان ٥ : ٨٨ .
١٣ ـ علل الشرائع : ٢٣٢ / ٩ .
١٤ ـ معاني الأخبار : ٣٢٥ / ١ .
جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) في قول الله عزّ وجلّ : ( وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ) (١) قال : لا تنس صحّتك ، وقوّتك ، وفراغك ، وشبابك ، ونشاطك ، أن تطلب بها الآخرة .
[ ٢١٢ ] ١٥ ـ وفي ( عيون الأخبار ) : عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبد السلام بن صالح الهروي ـ في حديث ـ أنّ الرضا ( عليه السلام ) ( كان ربّما يصلّي ) (١) في يومه وليلته ألف ركعة ، وإنّما ينفتل (٢) من صلاته ساعة في صدر النهار ، وقبل الزوال ، وعند إصفرار الشمس ، فهو في هذه الأوقات قاعد في مصلّاه يناجي ربّه .
[ ٢١٣ ] ١٦ ـ وعن جعفر بن نعيم بن شاذان ، عن أحمد بن إدريس ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن إبراهيم بن العبّاس ، عن الرضا ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ أنّه كان ( عليه السلام ) قليل النوم بالليل ، كثير السهر ، يحيى أكثر لياليه من أوّلها إلى الصبح ، وكان كثير الصيام ، فلا يفوته صيام ثلاثة أيّام في الشهر ، ويقول : ذلك صوم الدهر ، وكان كثير المعروف والصدقة في السرّ ، وأكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة ، فمن زعم أنّه رأى مثله في فضله فلا تصدّقه .
[ ٢١٤ ] ١٧ ـ وفي ( الخصال ) عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن أبي محمّد الأنصاري ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه قال : قال لي أبو جعفر ( عليه السلام ) يا أبا المقدام ، إنّما شيعة علي ( عليه السلام ) الشاحبون ، الناحلون ، الذابلون ، ذابلة شفاههم ،
__________________
(١) القصص ٢٨ : ٧٧ .
١٥ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ١٨٣ / ٦ ، ويأتي صدره في الحديث ٤ من الباب ٣٠ من أبواب أعداد الفرائض .
(١) في المصدر : لأنّه ربّما صلّى .
(٢) انفتل فلان عن صلاته : أي انصرف ( لسان العرب ١١ : ٥١٤ ) .
١٦ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ١٨٤ .
١٧ ـ الخصال : ٤٤٤ / ٤٠ .
خميصة بطونهم ، متغيّرة ألوانهم ، مصفرّة وجوههم ، إذا جنّهم الليل اتخذوا الأرض فراشاً ، واستقبلوا الأرض بجباههم كثير سجودهم ، كثيرة دموعهم ، كثير دعاؤهم ، كثير بكاؤهم ، يفرح الناس وهم ( محزونون ) (١) .
[ ٢١٥ ] ١٨ ـ محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد في ( الإِرشاد ) : عن سعيد بن كلثوم ، عن الصادق جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) قال : والله ما أكل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) من الدنيا حراماً قطّ حتّى مضى لسبيله ، وما عُرض له أمران ( كلاهما ) (١) لله رضاً إلّا أخذ باشدّهما عليه في دينه (٢) ، وما نزلت برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نازلة قطّ إلا دعاه ثقةً به ، ( وما أطاق أحد ) (٣) عمل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من هذه الأُمّة غيره ، وإن كان ليعمل عمل رجل ، كان وجهه بين الجنّة والنار يرجو ثواب هذه ويخاف عقاب هذه ، ولقد اعتق من ماله ألف مملوك في طلب وجه الله والنجاة من النار ممّا كدَّ بيديه ، ورشح منه جبينه ، وإن كان ليقوت أهله بالزيت والخلّ والعجوة (٤) ، وما كان لباسه إلّا الكرابيس (٥) ، إذا فضل شيء عن يده ( دعا بالجلم ) (٦) فقطعه ، وما أشبهه من ولده ولا أهل بيته أحد أقرب شبهاً به في لباسه وفقهه من علي بن الحسين ( عليه السلام ) ، ولقد دخل أبو جعفر ( عليه السلام ) ابنه عليه فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد ، فرآه قد اصفرَّ لونه من السهر ، ورمصت عيناه من البكاء ، ودبرت (٧) جبهته ، وانخزم (٨) أنفه من
__________________
(١) في المصدر : يحزنون .
١٨ ـ الإِرشاد : ٢٥٥ .
(١) في المصدر : قطّ هما .
(٢) في نسخة : بدنه ، منه قدّه .
(٣) في المصدر : وما ( أطاق ) قدر .
(٤) العجوة : ضرب من التمر يقال هو ما غرسه النبي ( صلى الله عليه وآله ) بيده ( لسان العرب ١٥ : ٣١ ) .
(٥) الكرابيس : جمع كرباس وهو القطن ( لسان العرب ٦ : ١٩٥ ) .
(٦) في المصدر : من كمه دعا بالمقراض ، والجلم : المقصّ ( لسان العرب ١٢ : ١٠٢ ) .
(٧)
الدبرة : قرحة تتكون من ملازمة الجلد لشيء خشن ، وتكون في جبهة الإِنسان من أثر
السجود
السجود ، وورمت ساقاه وقدماه من القيام في الصلاة ، وقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : فلم أملك حين رأيته بتلك الحال البكاء ، فبكيت رحمةً له ، فإذا هو يفكّر فالتفت إليّ بعد هنيهة من دخولي ، فقال : يا بُنيّ ، أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فأعطيته ، فقرأ فيها شيئاً يسيراً ، ثم تركها من يده تَضجّراً ، وقال : من يقوى على عبادة علي ابن أبي طالب ( عليه السلام ) ! .
[ ٢١٦ ] ١٩ ـ وعن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : كان علي بن الحسين ( عليه السلام ) يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة ، وكانت الريح تميله مثل السنبلة .
[ ٢١٧ ] ٢٠ ـ محمّد بن الحسين الموسوي الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ في خطبة له ـ قال : وعليكم بالجدّ والاجتهاد ، والتأهّب والاستعداد ، والتزوّد في منزل الزاد .
[ ٢١٨ ] ٢١ ـ الحسن بن محمّد الطوسي في ( الأمالي ) قال : روي أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) خرج ذات ليلة من المسجد ـ وكانت ليلة قمراء ـ فامَّ الجبّانة (١) ، ولحقه جماعة يقفون أثره فوقف عليهم ، ثمّ قال : من أنتم ؟ قالوا : شيعتك يا أمير المؤمنين ، فتفرَّس في وجوهم ، ثمّ قال : فمالي لا أرى عليكم سيماء الشيعة ؟ ! قالوا : وما سيماءُ الشيعة يا أمير المؤمنين ؟ ! قال : صفر الوجوه من السهر ، عمش (٢) العيون من البكاء ،
__________________
= على الأرض بلا حائل . ( أنظر لسان العرب ٤ : ٢٧٣ ) .
(٨) في المصدر : وانخرم ، والخزم : الثقب ، ( راجع لسان العرب ١٢ : ١٧٠ و ١٧٥ ) .
١٩ ـ الإِرشاد : ٢٥٦ .
٢٠ ـ نهج البلاغة ٢ : ٢٥١ / ٢٢٥ .
٢١ ـ أمالي الطوسي ١ : ٢١٩ .
(١) في المصدر : فأتى الجبّانة ، والجبّانة بالتشديد : الصحراء وتسمّى بها المقابر لأنّها تكون في الصحراء تسمية للشيء بموضعه ( لسان العرب ١٣ : ٨٥ )
(٢) العَمَش : أن لا تزال العين تسيل الدمع ولا يكاد الأعمش يبصر بها . . . ( لسان العرب ٦ : ٣٢٠ ) .
حدب الظهور من القيام ، خمص البطون من الصيام ، ذبل الشفاه من الدعاء ، عليهم غبرة الخاشعين .
[ ٢١٩ ] ٢٢ ـ وعن أبيه ، عن هلال بن محمّد الحفّار ، عن إسماعيل بن علي الدعبلي ، عن علي بن علي أخي دعبل بن علي ، عن الرضا ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبي جعفر ( عليهم السلام ) أنه قال لخيثمة : أبلغ شيعتنا أنّا لا نغني من الله شيئاً ، وأبلغ شيعتنا أنَّه لا ينال ما عند الله إلّا بالعمل ، وأبلغ شيعتنا أنَّ أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلاً ثمّ خالفه إلى غيره ، وأبلغ شيعتنا أنَّهم إذا قاموا بما أمروا أنَّهم هم الفائزون يوم القيامة .
أقول : والأحاديث في ذلك كثيرة جدّاً ، وقد تقدّم بعضها (١) ، ويأتي جملة أخرى منها متفرّقة (٢) .
٢١ ـ باب استحباب استواء العمل ، والمداومة عليه ، وأقلّه سنة
[ ٢٢٠ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن أبي علي الأشعري ، عن عيسى بن أيّوب ، عن علي بن مهزيار ، عن فضالة بن أيّوب ، عن العلاء ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : كان علي بن الحسين ( عليه السلام ) يقول : إنّي لأحُبّ أن أقدم على ربّي وعملي مستو .
__________________
٢٢ ـ أمالي الطوسي ١ : ٣٨٠ .
(١) تقدم ما يدل عليه :
أ : في الحديث ٢ من الباب ١٦ من أبواب مقدّمة العبادات .
ب : وتدلّ عليه أيضاً أحاديث الباب ١٩ من هذه الأبواب .
(٢) تأتي جملة أخرى :
أ : في الحديث ١ من الباب ٢٢ من أبواب مقدّمة العبادات .
ب : في الحديث ١٤ ، ١٦ ، ٣١ من الباب ٤ من أبواب جهاد النفس .
الباب ٢١ فيه ٧ أحاديث
١ ـ الكافي ٢ : ٦٧ / ٥ .
[ ٢٢١ ] ٢ ـ وبالإِسناد ، عن فضالة ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : كان علي بن الحسين ( عليه السلام ) يقول : إنّي لأحبّ أن أُداوم على العمل وإن قلّ .
[ ٢٢٢ ] ٣ ـ وبالإِسناد ، عن معاوية بن عمّار ، عن نجّية (١) عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ما من شيء أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من عمل يداوم عليه وإن قلّ .
[ ٢٢٣ ] ٤ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حمّاد ، عن الحلبي قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : إذا كان الرجل على عمل فليدم عليه سنة ، ثمّ يتحول عنه إن شاء إلى غيره ، وذلك انّ ليلة القدر يكون فيها في عامه ذلك ما شاء الله أن يكون .
[ ٢٢٤ ] ٥ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال : أحبُّ الأعمال إلى الله عزّ وجلّ ما داوم (١) العبد عليه وإن قلّ .
ورواه ابن إدريس في آخر ( السرائر ) نقلاً من كتاب حريز بن عبد الله ، مثله (٢) .
[ ٢٢٥ ] ٦ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن جعفر بن بشير ، عن عبد الكريم بن عمرو ، عن سليمان بن
__________________
٢ ـ الكافي ٢ : ٦٧ / ٤ .
٣ ـ الكافي ٢ : ٦٧ / ٣ .
(١) في المصدر : نَجَبَة .
٤ ـ الكافي ٢ : ٦٧ / ١ .
٥ ـ الكافي ٢ : ٦٧ / ٢ ، ويأتي صدره في الحديث ١١ من الباب ٢٧ من هذه الأبواب . وتمامه في الحديث ١٠ من الباب ٣ من أبواب المواقيت .
(١) في هامش المخطوط : دام ( منه قدّه ) . |
(٢) السرائر : ٤٨٠ . |
٦ ـ الكافي ٢ : ٦٧ / ٦ .
خالد قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : إيّاك أن تفرض على نفسك فريضة فتفارقها إثني عشر هلالاً .
[ ٢٢٦ ] ٧ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما أقبح الفقر بعد الغنى ، وأقبح الخطيئة بعد المسكنة ، وأقبح من ذلك العابد لله ثمّ يدع عبادته .
أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك (١) .
٢٢ ـ باب استحباب الاعتراف بالتقصير في العبادة
[ ٢٢٧ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن سعد بن أبي خلف ، عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) قال : قال لبعض ولده : يا بُنيّ ، عليك بالجدّ ، لا (١) تُخْرِجَنَّ نفسك من حدّ التقصير في عبادة الله عزّ وجلّ وطاعته ، فإنّ الله لا يعبد حقّ عبادته .
ورواه الصدوق بإسناده عن الحسن بن محبوب (٢) .
ورواه ابن إدريس في ( السرائر ) نقلاً من كتاب ( المشيخة ) للحسن بن محبوب (٣) .
__________________
٧ ـ الكافي ٢ : ٦٨ / ٦ .
(١) يأتي في أ ـ الحديث ١٠ من الباب ٢٨ من هذه الأبواب .
ب ـ الحديث ١ من الباب ١٤ من أبواب اعداد الفرائض .
جـ ـ الحديث ٢ من الباب ٢٦ من أبواب اعداد الفرائض .
الباب ٢٢ فيه ٧ أحاديث
١ ـ الكافي ٢ : ٥٩ / ١ .
(١) في الأصل عن نسخة : ( ولا ) .
(٢) الفقيه ٤ : ٢٩٢ / ٨٨٢ باختلاف .
(٣) السرائر : ٤٨١ ويأتي ذيله في الحديث ٤ من الباب ٦٦ من أبواب جهاد النفس .
ورواه الطوسي في ( المجالس ) عن أبيه ، عن المفيد ، عن جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن محمّد بن يعقوب ، مثله (٤) .
[ ٢٢٨ ] ٢ ـ وبالاسناد ، عن ابن محبوب ، عن الفضل بن يونس ، وعن أبي علي الأشعري ، عن عيسى بن أيّوب ، عن علي بن مهزيار ، عن الفضل بن يونس ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : أكثر من انْ تقول : اللهم لا تجعلني من المعارين ، ولا تخرجني من التقصير ، قال : قلت : أمّا المعارون فقد عرفت ، أنّ الرجل يعار الدين ثمّ يخرج منه ، فما معنى : لا تخرجني من التقصير ؟ فقال : كلّ عمل تريد به الله عزّ وجلّ فكن فيه مقصّراً عند نفسك ، فإنّ الناس كلّهم في أعمالهم فيما بينهم وبين الله مقصِّرون ، إلّا من عصمه الله عزّ وجلّ .
[ ٢٢٩ ] ٣ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة قال : سمعت أبا الحسن ( عليه السلام ) يقول : لا تستكثروا كثير الخير ، ولا تستقلّوا قليل الذنوب ، الحديث .
[ ٢٣٠ ] ٤ ـ وعنهم ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن بعض العراقيين ، عن محمّد بن المثنّى الحضرمي ، عن أبيه ، عن عثمان بن زيد ، عن جابر قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : يا جابر ، لا أخرجك الله من النقص والتقصير .
[ ٢٣١ ] ٥ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن داود بن كثير ، عن أبي عبيدة الحذّاء ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : قال الله عزّ وجلّ : لا يتّكل العاملون لي على أعمالهم التي يعملونها لثوابي ، فإنّهم لو اجتهدوا وأتعبوا أنفسهم ،
__________________
(٤) أمالي الطوسي ١ : ٢١٥ .
٢ ـ الكافي ٢ : ٥٩ / ٤ .
٣ ـ الكافي ٢ : ٣٣١ / ١٧ .
٤ ـ الكافي ٢ : ٥٩ / ٢ .
٥ ـ الكافي ٢ : ٥٠ / ٤ قطعة من حديث طويل .
أعمارهم (١) في عبادتي ، كانوا مقصّرين ، غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي فيما يطلبون عندي من كرامتي ، والنعيم في جناني (٢) ، ورفيع الدرجات العلى في جواري ، ولكن برحمتي فليثقوا ، وفضلي فليرجوا ، وإلى حسن الظنّ بي فليطمئنّوا ، الحديث .
وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، مثله (٣) .
ورواه الصدوق في ( التوحيد ) عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد (٤) .
ورواه الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن المفيد ، عن ابن قولويه ، عن محمّد بن يعقوب (٥) .
ورواه أيضاً عن أبيه ، عن المفيد ، عن عمر بن محمّد ، عن علي بن مهرويه ، عن داود بن سليمان ، عن الرضا ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، مثله (٦) .
[ ٢٣٢ ] ٦ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( الخصال ) : عن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن محمّد بن عبد الحميد ، عن عامر بن رباح ، عن عمر (١) بن الوليد ، عن سعد الإِسكاف ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ثلاث قاصمات الظهر : رجل استكثر عمله ، ونسي ذنوبه ، وأعجب برأيه .
وفي ( معاني الأخبار ) عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن عبد
__________________
(١) في المصدر : وأتعبوا أعمارهم .
(٢) في نسخة : جنّاتي ، منه قدّه .
(٣) الكافي ٢ : ٥٨ / ١ .
(٤) التوحيد : ٤٠٤ / ١٢ قطعة أخرى من حديث الكافي ٢ : ٥٠ / ٤ وهي القطعة الواردة في الحديث ١ من الباب الآتي .
(٥) أمالي الطوسي ١ : ٢١٥ .
(٦) أمالي الطوسي ١ : ١٦٨ .
٦ ـ الخصال : ١١١ / ٨٥ .
(١) في المصدر : عمرو .
الحميد ، مثله (٢) .
[ ٢٣٣ ] ٧ ـ وفي ( الخصال ) عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبد الرحمٰن بن الحجّاج ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال إبليس (١) : إذا استمكنت من ابن آدم في ثلاث لم أُبال ما عمل ، فإنّه غير مقبول منه : إذا استكثر عمله ، ونسي ذنبه ، ودخله العجب .
أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك (٢) ، وفي أدعية الصحيفة وغيرها من الأدعية المأثورة دلالة واضحة على ذلك (٣) .
٢٣ ـ باب تحريم الإِعجاب بالنفس ، وبالعمل والإِدلال به
[ ٢٣٤ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن داود بن كثير ، عن أبي عبيدة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : قال الله تعالى : إنّ من عبادي المؤمنين لمن يجتهد في عبادتي ، فيقوم من رقاده ولذيذ وساده ، فيجتهد لي الليالي ، فيتعب نفسه في عبادتي ، فأضربه بالنعاس اللّيلة والليلتين نظراً منّي له ، وإبقاء عليه ، فينام حتى يصبح ، فيقوم وهو ماقت لنفسه زارىء عليها ، ولو أُخلّي بينه وبين ما يريد من عبادتي لدخله العجب من ذلك ، فيصيّره العجب إلى الفتنة بأعماله ، فيأتيه من ذلك ما فيه هلاكه لعجبه بأعماله ،
__________________
(٢) معاني الأخبار : ٣٤٣ / ١ .
٧ ـ الخصال : ١١٢ / ٨٦ .
(١) في المصدر زيادة : لعنة الله عليه لجنوده .
(٢) يأتي ما يدل على ذلك في الحديث ١ من الباب الآتي .
(٣) الدعاء ١٢ في الاعتراف وطلب التوبة الى الله من أدعية الصحيفة السجادية .
الباب ٢٣ فيه ٢٥ حديثاً
١ ـ الكافي ٢ : ٥٠ / ٤ .
ورضاه عن نفسه ، حتى يظنّ أنّه قد فاق العابدين ، وجاز في عبادته حدّ التقصير ، فيتباعد مني عند ذلك ، وهو يظن أنه يتقرّب إليّ ، الحديث .
ورواه الصدوق والطوسي كما تقدّم (١) .
[ ٢٣٥ ] ٢ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن عبد الرحمٰن بن الحجّاج قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : الرجل يعمل العمل وهو خائف مشفق ، ثم يعمل شيئاً من البرّ فيدخله شبه العجب به ، فقال : هو في حاله الأولى وهو خائف أحسن حالاً منه في حال عجبه .
ورواه البرقي في ( المحاسن ) : عن عبد الرحمٰن بن أبي نجران ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، مثله (١) .
[ ٢٣٦ ] ٣ ـ وبالإِسناد ، عن يونس ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ في حديث ـ : قال موسى بن عمران ( عليه السلام ) لإِبليس : أخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت (١) عليه ؟ قال : إذا أعجبته نفسه ، واستكثر عمله ، وصغر في عينه ذنبه ، وقال : قال الله عزّ وجلّ لداود : يا داود ، بشّر المذنبين ، وأنذر الصدّيقين ، قال كيف أبشّر المذنبين ، وأنذر الصدّيقين ؟ قال : يا داود ، بشّر المذنبين أنّي أقبل التوبة وأعفو عن الذنب ، وأنذر الصدّيقين أن لا يعجبوا بأعمالهم ، فإنّه ليس عبد أنصبه للحساب إلا هلك .
[ ٢٣٧ ] ٤ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الرحمٰن بن
__________________
(١) تقدم في ذيل الحديث ٥ من الباب السابق ، إلّا أنّ الطوسي لم يرو هذه القطعة في أمالية ، وانّما وردت فيه قطعة الحديث ٥ المذكور .
٢ ـ الكافي ٢ : ٢٣٧ / ٧ .
(١) المحاسن : ١٢٢ / ١٣٥ .
٣ ـ الكافي ٢ : ٢٣٧ / ٨ .
(١) استحوذ : غلب ( لسان العرب ٣ : ٤٨٧ ) .
٤ ـ الكافي ٢ : ٢٣٦ / ٤ .
الحجّاج ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إنّ الرجل ليذنب الذنب فيندم عليه ، ويعمل العمل فيسرّه ذلك ، فيتراخى عن حاله تلك ، فلأن يكون على حاله تلك خير له ممّا دخل فيه .
ورواه الحسين بن سعيد ، في كتاب ( الزهد ) عن محمّد بن أبي عمير ، مثله (١) .
[ ٢٣٨ ] ٥ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن علي بن أسباط ، عن أحمد بن عمر الحلال ، عن علي بن سويد ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : سألته عن العجب الذي يفسد العمل ؟ فقال : العجب درجات ، منها أن يزيّن للعبد سوء عمله فيراه حسناً فيعجبه ، ويحسب أنه يحسن صنعا ، ومنها أن يؤمن العبد بربّه ، فيمنّ على الله عزّ وجلّ ، ولله عليه فيه المنّ .
ورواه الصدوق في ( معاني الأخبار ) : عن محمد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن علي بن أسباط ، مثله (١) .
[ ٢٣٩ ] ٦ ـ وعنه ، عن موسى بن إبراهيم ، عن الحسن بن موسى ، عن موسى بن عبد الله ، عن ميمون بن علي ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله .
[ ٢٤٠ ] ٧ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن أسباط ، عن رجل يرفعه عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إنّ الله علم أنّ الذنب خير للمؤمن من العجب ولولا ذلك ما ابتلي مؤمن بذنب أبداً .
__________________
(١) الزهد : ٦٧ / ١٧٨ .
٥ ـ الكافي ٢ : ٢٣٦ / ٣ .
(١) معاني الأخبار : ٢٤٣ .
٦ ـ الكافي ١ : ٢١ / ٣١ .
٧ ـ الكافي ٢ : ٢٣٦ / ١ .