الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: سعيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٩
٢٠ ـ ( باب استحباب تكرار التكبير عقيب الصلوات بقدر الإِمكان ، وتكبير المسبوق بعد إتمام صلاته )
٦٦٥٠ / ١ ـ دعائم الإِسلام : عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) أنه قال : « ومن سبقه الإِمام بالصلاة لم يكبر حتى يقضي ما فاته ، ثم يكبر بعد ذلك إذا سلم » .
٢١ ـ ( باب استحباب التكبير في العيدين عقيب النافلة ، والفريضة )
٦٦٥١ / ١ ـ الجعفريات : بالإِسناد عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ( عليهما السلام ) ، قال : « التشريق واجب على الرجال والنساء ، في السفر والحضر دبر كل صلاة » .
٢٢ ـ ( باب استحباب الدعاء بين التكبيرات في صلاة العيد بالمأثور وغيره )
٦٦٥٢ / ١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « ويقنت بين كل تكبيرتين ، والقنوت ، أن يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، ( صلى الله عليه وآله ) ، اللهم أنت أهل الكبرياء والعظمة ، وأهل الجود والجبروت ، وأهل العفو والمغفرة ، وأهل التقوى والرحمة ، أسألك في هذا اليوم الذي جعلته للمسلمين عيداً ، ولمحمد
__________________________
الباب ٢٠
١ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ١٨٧ .
الباب ٢١
١ ـ الجعفريات ص ٤٦ .
الباب ٢٢
١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ١٢ ، وعنه في البحار ج ٩٠ ص ٣٦٧ ح ١٧ .
ذخراً ومزيداً ، أن تصلي عليه وعلى آله ، وأسألك بهذا اليوم الذي شرفته ، وكرمته ، وعظمته ، وفضلته ، بمحمد ( صلى الله عليه وآله ) ، أن تغفر لي ، ولجميع المؤمنين ، والمؤمنات ، والمسلمين ، والمسلمات ، الأحياء منهم ، والأموات ، إنك مجيب الدعوات ، يا أرحم الراحمين » .
٦٦٥٣ / ٢ ـ الشيخ الطوسي في المصباح في صفة صلاة العيد : ثم يرفع يديه بالتكبير : فإذا كبر قال : اللهم أنت (١) أهل الكبرياء والعظمة ، وأهل الجود والجبروت ، وأهل العفو والرحمة ، وأهل التقوى والمغفرة ، أسألك بحق هذا اليوم الذي جعلته للمسلمين عيداً ، ولمحمد ( صلى الله عليه وآله ) ذخراً ومزيداً ، أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تدخلني في كل خير أدخلت فيه محمّداً وآل محمد ، وأن تخرجني من كل سوء أخرجت منه محمّداً وآل محمد ، صلواتك عليه وعليهم ، اللهم إني أسألك خير ما سألك به عبادك الصالحون ، وأعوذ بك مما استعاذ منه عبادك الصالحون (٢) ، ثم يكبر ثالثة ، ورابعة ، وخامسة ، وسادسة ، مثل ذلك تفصل بين كل تكبيرتين بما ذكرنا (٣) من الدعاء .
٦٦٥٤ / ٣ ـ السيد علي بن طاووس : اعلم أننا وقفنا على عدة روايات في صفات صلاة العيد بإسنادنا إلى ابن أبي قرة ، وإلى أبي جعفر بن بابويه ، وإلى أبي جعفر الطوسي ، وها نحن ذاكرون ، رواية واحدة ، ثم ذكر رواية المصباح ، وفي البحار واما ما ذكره الشيخ في المصباح فلم
__________________________
٢ ـ مصباح المتهجد ص ٥٩٨ ، وعنه في البحار ج ٩٠ ص ٣٧٩ ح ٢٩ .
(١) ليس في المصدر .
(٢) في نسخة : المخلصون ، منه ( قدّه ) .
(٣) في المصدر : ذكرناه .
٣ ـ إقبال الأعمال ص ٢٨٨ ، وعنه في البحار ج ٩٠ ص ٣٨٠ ذيل الحديث ٢٩ .
أره في رواية ، والظاهر أنه مأخوذ من رواية معتبرة عنده اختاره فيه ، إذ لا سبيل للاجتهاد في مثله .
٦٦٥٥ / ٤ ـ السيد علي بن طاووس في كتاب عمل شهر رمضان : أخبرنا جماعة بطرقهم المرضيات إلى المشايخ المعظمين محمد بن محمد بن النعمان ، والحسين بن عبيد الله ، وجعفر بن قولويه ، وأبي جعفر الطوسي ، وغيرهم ، بإسنادهم جمعياً إلى سعد بن عبد الله من كتاب فضل الدعاء المتفق على ثقته ، وفضله وعدالته ، باسناده فيه إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « صلاة العيدين تكبر فيهما (١) اثنتي عشرة تكبيرة ، سبع تكبيرات في الأُولى ، وخمس تكبيرات في الثانية ، تكبير (٢) باستفتاح الصلاة ، ثم تقرأ الحمد وسورة سبح اسم ربك الأعلى ، ثم تكبر وتقول : الله أكبر أهل الكبرياء والعظمة ، والجلال والقدرة ، والسلطان والعزة ، والمغفرة والرحمة ، الله أكبر أول كل شيء وآخر كل شيء ، وبديع كل شيء ومنتهاه ، وعالم كل شيء ومنتهاه ، الله أكبر مدبر الأُمور وباعث من في القبور ، قابل الأعمال ، مبدیء الخفيات ، معلن السرائر ، ومصير كل شيء ومرده إليه ، الله أكبر عظيم الملكوت ، شديد الجبروت ، حي لا يموت ، الله أكبر دائم لا يزول ، إذا قضى أمراً فإنّما يقول له كن فيكون ، ثم تكبر ، وتركع ، وتسجد سجدتين ، فذلك سبع تكبيرات ، أولها استفتاح الصلاة ، وآخرها تكبير الركوع ، وتقول في ركوعك : خشع لك قلبي ، وسمعي ، وبصري ، وشعري ، وبشري ، وما أقلت الأرض مني لله رب العالمين ، سبحان ربي العظيم وبحمده ، ثلاث مرات ، فإن
__________________________
٤ ـ إقبال الأعمال ص ٤٢٨ .
(١) في المصدر : فيها .
(٢) وفيه : تكبّر .
أحببت أن تزيد فزد ما شئت ، ثم ترفع رأسك [ من الركوع ] (٣) وتعتدل وتقيم صلبك وتقول : الحمد لله ، والحول ، والعظمة والقدرة ، والقوة ، والعزة ، والسلطان والملك ، والجبروت ، والكبرياء ، وما سكن في الليل والنهار ، لله رب العالمين ، لا شريك له ثم تسجد وتقول في سجودك : سجد وجهي البالي ، الفاني ، الخاطیء ، المذنب ، لوجهك الباقي ، الدائم ، العزيز ، الحكيم ، غير مستنكف [ ولا مستحسر ولا مستعظم ] (٤) ولا متجبر بل بائس فقير خائف مستجير عبد ذليل مهين حقير ، سبحانك [ وبحمدك ] (٥) أستغفرك ، وأتوب إليك ، ثم تسبح وترفع رأسك ، وتقول : اللهم صل على محمد ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، والأئمة ، واغفر لي ، وارحمني ، ولا تقطع بي عن محمد وآل محمد في الدنيا والآخرة ، واجعلني معهم ، وفيهم ، وفي زمرتهم ، ومن المقربين ، آمين رب العالمين ، ثم تسجد الثانية ، وتقول مثل الذي قلت في الأُولى ، فإذا نهضت في الثانية ، تقول : برئت إلى الله من الحول والقوة ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، ثم تقرأ فاتحة الكتاب ، وسورة والشمس وضحيها ، ثم تكبر وتقول : الله أكبر خشعت لك يا رب الأصوات ، وعنت لك الوجوه ، وحارت من دونك الأبصار ، الله أكبر [ الله أكبر ] (٦) كلت الألسن عن صفة عظمتك ، والنواصي كلها بيدك ، ومقادير الأُمور كلها إليك ، لا يقضي فيها غيرك ، ولا يتم شيء منها دونك ، ( الله أكبر أحاط بكل شيء علمك ، وقهر كل شيء عزك ، ونفذ في كل شيء أمرك ، وقام كل شيء بك ) (٧) الله أكبر تواضع كل شيء لعظمتك ، وذل كل شيء
__________________________
(٣) أثبتناه من المصدر .
(٤) و (٥) و (٦) أثبتناها من المصدر .
(٧) ما بين القوسين ليس في المصدر .
لعزك واستسلم كل شيء لقدرتك ، وخضع كل شيء لملكك ، الله أكبر ، ثم تكبر وتقول وأنت راكع مثل ما قلت في ركوعك الأول ، وكذلك في السجود مثل ما قلت في الركعة الأُولى ، ثم تشهد بما تتشهد به في الصلاة (٨) » .
٢٣ ـ ( باب جواز خروج النساء في العيد للصلاة وعدم وجوبها عليهن ، وكراهة خروج ذوات الهيئات والجمال منهن )
٦٦٥٦ / ١ ـ دعائم الإِسلام : عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) أنه قال : « رخص رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في خروج النساء العواتق (١) للعيدين للتعرض للرزق يعني النكاح » .
٦٦٥٧ / ٢ ـ الجعفريات : أخبرنا محمد ، حدثني موسى ، حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي ( عليهم السلام ) أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أمر النساء أن يصلين في العيدين أربع ركعات .
٢٤ ـ ( باب أن وقت صلاة العيد ما بين طلوع الشمس إلى الزوال ، واستحباب كون ذبح الأضحية بعد الصلاة )
٦٦٥٨ / ١ ـ الصدوق في المقنع : وليس لهما أذان ولا إقامة ، وأذانهما طلوع
__________________________
(٨) في المصدر : سائر الصلوات .
الباب ٢٣
١ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ١٨٦ ، وعنه في البحار ج ٩٠ ص ٣٧٤ ح ٢٧ .
(١) العاتق : البكر التي لم تبن عن أهلها . . الشابّة أول ما تدرك ، والجمع عواتق ( لسان العرب ـ عتق ـ ج ١٠ ص ٢٣٥ ) .
٢ ـ الجعفريات ص ٤٠ .
الباب ٢٤
١ ـ المقنع ص ٤٦ .
الشمس قال : ولا تضحي حتى ينصرف الإِمام .
٢٥ ـ ( باب استحباب رفع اليدين عند كل تكبيرة ، واستماع الخطبة )
٦٦٥٩ / ١ ـ دعائم الإِسلام : عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) أنه قال : « يستقبل الناس الإِمام إذا خطب يوم العيد ، وينصتون » .
٢٦ ـ ( باب استحباب استشعار الحزن في العيدين لاغتصاب آل محمد ( عليه السلام ) )
٦٦٦٠ / ١ ـ الشيخ أبو عمرو الكشي في رجاله : عن أحمد بن إبراهيم القزويني (١) ، عن بعض أصحابنا كان المعلى بن خنيس ـ رحمه الله ـ إذا كان يوم العيد خرج إلى الصحراء شعثاً مغبراً في ذل لهوف (٢) فإذا صعد الخطيب المنبر مد يديه نحو السماء ، ثم قال : اللهم هذا مقام خلفائك ، وأصفيائك ، وموضع أُمنائك الذين خصصتهم بها انتزعوها (٣) ، وأنت المقدر للأشياء لا يغلب قضاؤك ، ولا يجاوز المحتوم من تدبيرك كيف شئت ، وأنّى شئت علمك في إرادتك كعلمك في
__________________________
الباب ٢٥
١ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ١٨٦ ، وعنه في البحار ج ٩٠ ص ٣٧٤ ح ٢٧ .
الباب ٢٦
١ ـ رجال الكشي : ص ٣٨١ ح ٧١٥ ، وعنه في البحار ج ٩٠ ص ٣٦٩ ح ١٩ .
(١) في المصدر : القرشي والظاهر أنّ الصواب ما في المصدر « راجع معجم رجال الحديث ج ١٨ ص ٢٤١ ومجمع الرجال ج ٦ ص ١١٠ » .
(٢) اللَّهف واللَّهَف : الأسى والحزن والغيظ ( لسان العرب ـ لهف ـ ج ٩ ص ٣٢١ ) ، وفي المصدر : في زي ملهوف .
(٣) في المصدر : ابتزّوها ، ابتززت الشيء : استلبته . . وابتز ثيابي : جردني منها وغلبني عليها . ( مجمع البحرين ـ بزز ـ ج ٤ ص ٨ ) .
خلقك حتى عاد صفوتك ، وخلفاؤك مغلوبين مقهورين مبتزين يرون حكمك مبدلاً ، وكتابك منبوذاً ، وفرائضك محرفة عن جهات شرائعك ، وسنن نبيك ( صلواتك عليه وآله ) متروكة ، اللهم العن أعداءهم من الأولين والآخرين ، والغادين ، والرائحين ، والماضين ، والغابرين ، اللهم العن جبابرة زماننا ، وأشياعهم ، وأتباعهم ، وأحزابهم ، وإخوانهم ، إنك على كل شيء قدير .
٢٧ ـ ( باب استحباب الجهر بالقراءة في العيدين )
٦٦٦١ / ١ ـ الجعفريات : أخبرنا محمد ، حدثني موسى ، حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي ( عليهم السلام ) قال : « كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يكبر في العيدين ـ إلى أن قال ـ : ويجهر بالقراءة » قال جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) : « قال أبي : فعل ذلك أبو بكر » .
٦٦٦٢ / ٢ ـ وبهذا الإِسناد عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ( عليهما السلام ) أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأبا بكر ، وعمر ، وعثمان ، كانوا يجهرون بالقراءة في العيدين ، وفي الإِستسقاء ، ويصلون قبل الخطبة .
__________________________
الباب ٢٧
١ ـ الجعفريات ص ٤٥ .
٢ ـ الجعفريات ص ٤٥ .
٢٨ ـ ( باب استحباب إحياء ليلتي العيد )
٦٦٦٣ / ١ ـ الجعفريات : أخبرنا محمد ، حدثني موسى ، حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال : كان علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، يقول : « يعجبني أن يفرغ الرجل نفسه أربع ليال ، ليلة الفطر ، وليلة الأضحى ، وأول ليلة من رجب ، وليلة النصف من شعبان » .
ورواه الشيخ الطوسي في أماليه (١) ، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري ، عن هارون بن موسى التلعكبري ، عن محمد بن محمد بن الأشعث مثله .
دعائم الإِسلام (٢) : عن جعفر بن محمد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) مثله .
٦٦٦٤ / ٢ ـ تفسير الإِمام ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إن لله عز وجل خياراً من كل ما خلقه ، فأما خياره من الليالي فليالي الجمع ، وليلة النصف من شعبان ، وليلة القدر ، وليلة العيدين ، وأما خياره من الأيام فأيام الجمع ، والأعياد » .
__________________________
الباب ٢٨
١ ـ الجعفريات ص ٤٦ .
(١) أمالي الطوسي : لم نجده في النسخة المطبوعة عنه وعن دعائم الإِسلام في البحار ج ٩١ ص ١٢٢ ح ١٢ وذكره في مصباح المتهجد ص ٥٩٢ بسند آخر .
(٢) دعائم الإِسلام ج ١ ص ١٨٤ .
٢ ـ تفسير الإِمام العسكري ( عليه السلام ) ص ٢٧٨ ، وعنه في البحار ج ٩١ ص ١٢٦ ح ٢٣ .
٢٩ ـ ( باب استحباب العود من صلاة العيد وغيرها من غير طريق الذهاب )
٦٦٦٥ / ١ ـ الجعفريات : أخبرنا محمد ، حدثني موسى ، حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي ( عليهم السلام ) قال : « كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذا خرج من المصلى لم يرجع في الطريق الذي ابتدأ به » .
٦٦٦٦ / ٢ ـ دعائم الإِسلام : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أنه كان إذا انصرف من المصلى يوم العيد ، لم ينصرف على الطريق الذي خرج عليه .
٦٦٦٧ / ٣ ـ عوالي اللآلي ، لابن أبي جمهور : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه كان يخرج إلى العيد من طريق الشجرة ، ويدخل من طريق المعرس ، وكان ( صلى الله عليه وآله ) يقصد في الخروج أبعد الطريقين ، ويقصد في الرجوع أقربهما .
٣٠ ـ ( باب استحباب كثرة ذكر الله والعمل الصالح يوم العيد ، وعدم جواز الإشتغال باللعب ، والضحك )
٦٦٦٨ / ١ ـ نهج البلاغة : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في بعض الأعياد : « إنما هو عيد لمن قبل الله صيامه ، وشكر قيامه ، وكل يوم لا
__________________________
الباب ٢٩
١ ـ الجعفريات ص ٤٧ .
٢ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ١٨٦ ، وعنه في البحار ج ٩٠ ص ٣٧٤ ح ٢٧ .
٣ ـ عوالي اللآلي ج ٢ ص ٢٢١ ح ٢٢ ، ٢٣ .
الباب ٣٠
١ ـ نهج البلاغة ج ٣ ص ٢٥٥ ح ٤٢٨ .
يعصى الله فيه فهو يوم عيد » .
٦٦٦٩ / ٢ ـ السيد علي بن طاووس في كتاب عمل شهر رمضان : نقلاً عن أبي عبد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني في الجزء السابع من كتابه كتاب الأزمنة ، قال : حدثني عبد الله بن جعفر أبو العباس ، عن محمد بن يزيد النحوي ، قال : خرج الحسن بن علي ( عليهما السلام ) في يوم فطر والناس يضحكون ، فقال : « إن الله عز وجل جعل شهر رمضان مضماراً (١) لخلقه ، يستبقون فيه إلى طاعته ، فسبق قوم ففازوا ، وتخلف آخرون فخابوا ، والعجب من الضاحك في هذا اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ، ويخسر فيه المبطلون ، والله لو كشف الغطاء لشغل محسن بإحسانه ، ومسيء بإساءته عن ترجيل (٢) شعره ، وتصقيل (٣) ثوبه » .
٦٦٧٠ / ٣ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : عن زين العابدين ( عليه السلام ) قال : « يتزين كل منكم يوم العيد إلى غسل وإلى كحل وليدع ما بلغ ما استطاع ولا يكونن أحدكم أحسن هيأة وأرذلكم عملاً » .
__________________________
٢ ـ إقبال الأعمال ص ٢٧٥ ، وعنه في البحار ج ٩١ ص ١١٩ ح ٧ .
(١) مضمار الفرس : غايته في السباق ( لسان العرب ـ ضمر ـ ج ٤ ص ٤٩٢ ) .
(٢) ترجيل الشعر : تسريحه . ورجّل شعره : أرسله بالمرجل وهو المشط ( مجمع البحرين ـ رجل ـ ج ٥ ص ٣٨٠ ) .
(٣) صقلت السيف . . جلوته . . وشيء صقيل : ملس ( مجمع البحرين ـ صقل ـ ج ٥ ص ٤٠٦ ) .
٣ ـ لبّ اللباب : مخطوط .
٣١ ـ ( باب اشتراط وجوب صلاة العيد بحضور خمسة أحدهم الإِمام )
٦٦٧١ / ١ ـ دعائم الإِسلام : عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) أنه قال في صلاة العيدين : « إذا كان القوم خمسة فصاعداً مع إمام في مصر ، فعليهم أن يجمعوا للجمعة ، والعيدين » .
٣٢ ـ ( باب نوادر ما يتعلق بأبواب صلاة العيدين )
٦٦٧٢ / ١ ـ دعائم الإِسلام : عن أبي جعفر ( عليه السلام ) أنه كان يقول في دعائه في العيدين والجمعة : « اللهم من تهيأ أو تعبأ ، أو أعد ، أو استعد لوفادة على مخلوق رجاء رفده (١) وجائزته ونوافله (٢) ، فإليك يا سيدي كان تهيؤي ، وإعدادي ، وإستعدادي رجاء رفدك وجائزتك ونوافلك ، فإني لم اتك بعمل صالح قدّمته ، ولا شفاعة مخلوق رجوته [ بل ] (٣) أتيتك مقراً بالذنوب والإِساءة على نفسي ، يا عظيم يا عظيم يا عظيم ، اغفر لي الذنب العظيم ، فإنه لا يغفر الذنب العظيم إلا أنت ، يا عظيم لا إله إلا أنت » .
٦٦٧٣ / ٢ ـ الصدوق في أماليه : عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن
__________________________
الباب ٣١
١ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ١٨٧ ، وعنه في البحار ج ٩٠ ص ٣٧٥ .
الباب ٣٢
١ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ١٨٥ .
(١) الرفد : العطاء والصلة . ( لسان العرب ـ رفد ـ ج ٣ ص ١٨١ ) .
(٢) ونوافله ليس في المصدر .
(٣) أثبتناه من المصدر .
٢ ـ أمالي الصدوق ص ١٤٢ ح ٥ ، وعنه في البحار ج ٩١ ص ١٣٤ ح ١ .
الحسن بن متيل ، عن يعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن فضال ، عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن عبد الله بن لطيف ، عن الصادق ( عليه السلام ) ، قال : « لما ضُرب الحسين بن علي ( عليهما السلام ) [ بالسيف ] (١) ، ثم ابتدر ليقطع رأسه ، نادى مناد من قبل رب العزة : ألا أيتها الأُمة المتحيرة الظالمة بعد نبيها ، لا وفقكم الله لأضحى ولا فطر » قال : ثم قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « لا جرم والله ، وما وفقوا ولا يوفقون أبداً ، حتى ( يقوم ) (٢) ثائر الحسين ( عليهما السلام ) » .
وفي العلل (٣) : عن علي بن أحمد ، عن الكليني ، عن علي بن محمد ، عمن ذكره ، عن محمد بن سليمان ، عن عبد الله بن لطيف ، عن رزين ، عن الصادق ( عليه السلام ) ، مثله .
٦٦٧٤ / ٣ ـ وعن محمد بن الحسن ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد الأشعري ، عن السياري ، عن محمد بن إسماعيل الرازي ، عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) ، قال : قلت : جعلت فداك ما تقول في العامة ؟ فإنه قد روي أنهم لا يوفقون لصوم ، فقال لي : « أما إنهم (١) قد أُجيب (٢) دعوة الملك فيهم » قال : قلت : وكيف ذلك جعلت فداك ؟ قال : « إن الناس لما قتلوا الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ، أمر الله عز وجل ملكاً ينادي : أيتها الأُمة الظالمة
__________________________
(١) أثبتناه من المصدر .
(٢) في نسخة : يثور ، منه ( قده ) .
(٣) علل الشرائع ص ٣٨٩ ح ٢ ، وعنه في البحار ج ٩١ ص ١٣٤ ح ٢ .
٣ ـ علل الشرائع ص ٣٨٩ ح ١ ، وعنه في البحار ج ٩١ ص ١٣٥ ح ٤ .
(١) في المصدر : إنه .
(٢) وفيه : أُجيبت .
القاتلة عترة نبيها ، لا وفقكم الله لصوم ، ولا فطر ـ وفي حديث آخر ـ لفطر ولا أضحى » .
٦٦٧٥ / ٤ ـ السيد علي بن طاووس في كتاب عمل شهر رمضان : بإسناده إلى أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري ، بإسناده إلى جابر بن يزيد الجعفي ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : كنت بالمدينة وقدر وليها مروان بن الحكم من قبل يزيد بن معاوية ، وكان شهر رمضان ، فلما كان في آخر ليلة منه ، أمر مناديه أن ينادي في الناس بالخروج إلى البقيع لصلاة العيد ، فغدوت من منزلي أُريد إلى سيدي علي بن الحسين ( عليهما السلام ) غلساً (١) ، فما مررت بسكة من سكك المدينة إلا لقيت أهله خارجين إلى البقيع ، فيقولون : إلى أين تريد يا جابر ؟ فأقول : إلى مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، حتى أتيت المسجد ، فدخلته فما وجدت فيه إلا سيدي علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قائماً يصلي صلاة الفجر وحده ، فوقفت وصليت بصلاته ، فلما أن فرغ من صلاته سجد سجدة الشكر ، ثم إنه جلس يدعو ، وجعلت أُؤمن على دعائه ، فما أتى إلى آخر دعائه حتى بزغت الشمس ، فوثب قائماً على قدميه تجاه القبلة ، وتجاه قبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم انه رفع يديه حتى صارتا بإزاء وجهه ، وقال : « إلهي وسيدي » الدعاء وهو طويل .
٦٦٧٦ / ٥ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « إن الله أبدلكم بيومين يومين ، بيوم
__________________________
٤ ـ إقبال الأعمال ص ٢٨٥ ، وعنه في البحار ج ٩١ ص ٧ ح ٣ .
(١) الغلس : ظلام آخر الليل ( لسان العرب ـ غلس ـ ج ٦ ص ١٥٦ ) .
٥ ـ لب اللباب : مخطوط .
النيروز والمهرجان ، الفطر والأضحى » .
٦٦٧٧ / ٦ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : « إن الله بنى الجنة من ياقوت أحمر ، وسبكت بالذهب ، ستورها السندس والإِستبرق أشجارها الزمرد ، ثمارها الحلل ، أعدها الله لهذه الأُمة يوم الفطر » .
٦٦٧٨ / ٧ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : « إن الملائكة يقومون يوم العيد على أفواه السكة ، ويقولون : اغدوا إلى رب كريم يعطي الجزيل ، ويغفر العظيم » .
٦٦٧٩ / ٨ ـ وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أنه قال : « اليوم لنا عيد ، وغداً لنا عيد ، وكل يوم لا نعصي الله فيه فهو لنا عيد » .
٦٦٨٠ / ٩ ـ الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد : خطبة يوم الفطر لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : روى أبو مخنف ، عن جندب بن عبد الرحمن الأزدي ، عن أبيه ، أن علياً ( عليه السلام ) كان يخطب يوم الفطر ، فيقول : الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض ، وجعل الظلمات والنور ( ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ) (١) لا نشرك بالله شيئاً ، ولا نتخذ من دونه وليا ، والحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض ، وله الحمد في الآخرة ، وهو الحكيم الخبير ، يعلم ما يلج في الأرض ، وما يخرج منها ، وما ينزل من السماء ، وما يعرج فيها ، وهو الرحيم الغفور ، كذلك الله ربنا جل ثناؤه ولا أمد له ولا غاية ولا
__________________________
٦ ـ ٨ ـ لب اللباب : مخطوط .
٩ ـ مصباح المتهجد ص ٦٠٣ ، وعنه في البحار ج ٩١ ص ٢٩ ح ٥ ، ورد في هامش الصفحات من النسخة المخطوطة اختلاف بعض ألفاظ الحديث ، ومما يظهر أن المؤلف ( قده ) قد صحح الحديث على نسخة أُخرى من المصدر وأثبت موارد الاختلاف فيها ولكثرتها لم نشر إلّا إلى القليل منها مما تمس الحاجة إليه .
(١) الأنعام ٦ : ١ .
نهاية ولا إله إلا هو ، وإليه المصير ، والحمد لله الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ، إن الله بالناس لرؤوف رحيم ، اللهم ارحمنا برحمتك ، واعممنا بعافيتك ، وامددنا بعصمتك ، ولا تخلنا من فضلك ورحمتك ، إنك أنت الغفور الرحيم ، والحمد لله الذي لا مقنوطاً من رحمته ، ولا مخلواً من نعمته ، ولا مؤيساً من روحه ، ولا مستنكفاً عن عبادته ، الذي بكلمته قامت السموات السبع ، وقرت الأرضون السبع ، وثبتت الجبال الرواسي ، وجرت الرياح اللواقح ، وسار في جو السماء السحاب ، وقامت على حدودها البحار ، فتبارك الله رب العالمين ، اله قاهر قادر ، ذل له المتعززون ، وتضاءل له المتكبرون ، ودان طوعاً وكرهاً له العالمون ، نحمده بما حمد به نفسه وكما هو أهله ، ونستعينه ونستغفره ونستهديه ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، يعلم ما تخفي الصدور ، وما تجن البحار ، وما تواري الأسراب (٢) ، وما تغيض الأرحام (٣) وما تزداد ، وكل شيء عنده بمقدار ، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ، لا توارى منه ظلمات ، ولا تغيب عنه غائبة ( وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ) (٤) ويعلم ما يعمل العاملون ، وإلى أي منقلب ينقلبون ، ونستهدي الله بالهدى ، ونعوذ به من الضلالة والردى ، ونشهد أن محمداً عبده ونبيه ، ورسوله إلى الناس كافة ، وأمينه على وحيه ، وأنه بلغ رسالة ربه ، وجاهد في
__________________________
(٢) السرب : المسلك في خفية . . وحفير تحت الأرض لا منفذ له . . والجمع أسراب ( المعجم الوسيط ص ١ ح ٤٢٥ ) .
(٣) تغيض الأرحام : أي تنقص عن مقدار الحمل الذي يسلم معه الولد . ( مجمع البحرين ـ غيض ـ ج ٤ ص ٢١٩ ) .
(٤) الأنعام ٦ : ٥٩ .
الله المدبرين عنه ، وعبده حتى أتاه اليقين ، ( صلى الله عليه وآله ) ، أُوصيكم عباد الله بتقوى الله ، الذي لا تبرح منه نعمة ، ولا تفقد له رحمة ، ولا يستغني عنه العباد ، ولا تجزئ أنعمه الأعمال ، الذي رغب في الآخرة ، وزهد في الدنيا ، وحذر عن المعاصي ، وتعزز بالبقاء ، وتفرد بالعز والبهاء ( وذلل خلقه بالموت والفناء ) (٥) ، وجعل الموت غاية المخلوقين ، وسبيل الماضين ، فهو معقود بنواصي الخلق كلهم ، حتم في رقابهم ، لا يعجزه إباق الهارب ، ولا يفوته ناء ولا آئب ، يهدم كل لذة ، ويزيل كل بهجة ، ويقشع كل نعمة ، عباد الله إن الدنيا دار رضي الله لأهلها الفناء ، وفدر عليهم منها الجلاء ، وكل ما فيها نافد ، وكل من يسكنها بائد ، وهي مع ذلك حلوة خضرة رائقة نضرة ، قد زينت للطالب ، ولاطت بقلب (٦) الراغب ، يطبِّبها (٧) الطامع ، ويجتويها الوجل الخائف ، فارتحلوا رحمكم الله منها بأحسن ما بحضرتكم من الزاد ، ولا تطلبوا منها سوى البلغة ، وكونوا فيها كسفر نزلوا منزلاً فتمتعوا منها بأدنى ظل ، ثم ارتحلوا لشأنهم ، ولا تمدوا أعينكم فيها إلى ما متع به المترفون ، وأضروا فيها بأنفسكم فإن ذلك أخف للحساب وأقرب من النجاة ، وإياكم والتنعم بزخارفها ، والتلهي بفاكهاتها ، فإن في ذلك غفلة واغتراراً ، الا وان الدنيا قد تنكرت وأدبرت وآذنت بوداع ، الا وان الآخرة قد أقبلت وأشرفت ونادت باطلاع ، الا وإن المضمار اليوم وغداً السباق ، الا وإن السبقة الجنة ، والغاية النار ، أفلا
__________________________
(٥) ليس في المصدر والبحار .
(٦) لاط حبّه بقلبي : لزق لوطاً وليطاً : يعني الحب اللازق بالقلب . ( لسان العرب ـ ليط ـ ج ٧ ص ٣٩٦ ) .
(٧) طباه . . يطبيه : إذا دعاه وصرفه إليه واختاره لنفسه . ( لسان العرب ـ طبي ـ ج ١٥ ص ٣ و ٤ ) .
تائب من خطيئته ، قبل هجوم منيته ، الا عامل لنفسه قبل يوم فقره وبؤسه ، جعلنا الله وإياكم ممن يخافه ويرجو ثوابه ، ألا وان هذا اليوم يوم جعل الله لكم عيداً وجعلكم له أهلاً ، فاذكروا الله يذكركم ، وكبروه وعظموه ، وسبحوه ومجدوه ، وادعوه يستجب لكم ، واستغفروه يغفر لكم ، وتضرعوا وابتهلوا ، وتوبوا وأنيبوا ، وادوا فطرتكم ، فإنها سنة نبيكم ، وفريضة واجبة من ربكم ، فليخرجها كل امریء منكم عن نفسه ، وعن عياله كلهم : ذكرهم وأنثاهم ، صغيرهم وكبيرهم ، وحرهم ومملوكهم ، يخرج عن كل واحد منهم صاعاً من شعير ، أو صاعاً من تمر ، أو نصف صاع من بر ، من طيب كسبه ، طيبة بذلك نفسه ، عباد الله تعاونوا على البر والتقوى ، وتراحموا وتعاطفوا ، وأدوا فرائض الله عليكم فيما أمركم به ، من إقامة الصلوات المكتوبات ، وأداء الزكوات ، وصيام شهر رمضان ، وحج البيت ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والاحسان إلى نسائكم وما ملكت أيمانكم ، واتقوا الله فيما نهاكم عنه ، وأطيعوه في اجتناب قذف المحصنات ، وإتيان الفواحش ، وشرب الخمر ، وبخس المكيال ، ونقص الميزان ، وشهادة الزور ، والفرار من الزحف ، عصمنا الله وإياكم بالتقوى ، وجعل الآخرة خيراً لنا ولكم من هذه الدنيا ، إن أحسن الحديث وأبلغ الموعظة كلام الله ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد » إلى آخره .
ثم جلس وقام فقال : « الحمد لله ، نحمده ونستعينه ، ونستغفره ونستهديه ، ونؤمن به ، ونتوكل عليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهدي الله فهو المهتد ، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله » وذكر فيها باقي الخطبة الصغيرة في يوم الجمعة .
خطبة يوم الأضحى (٨) : روى أبو مخنف ، عن عبد الرحمن بن جندب ، عن أبيه ، أن علياً ( عليه السلام ) خطب يوم الأضحى ، فكبر وقال : « الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله والله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد على ما هدانا ، وله الشكر على ما أبلانا ، والحمد لله على ما رزقنا من بهيمة الأنعام ، الله أكبر زنة عرشه ، ورضى نفسه ، ومداد كلماته ، وعدد قطر سماواته ، ونطف (٩) بحوره ، له الأسماء الحسنى ، وله الحمد في الآخرة والأُولى ، حتى يرضى وبعد الرضى ، انه هو العلي الكبير ، الله أكبر كبيراً متكبراً ، وإلهاً عزيزاً متعززاً ، ورحيماً عطوفاً متحنناً ، يقبل التوبة ويقيل العثرة ، ويعفو بعد القدرة ، ولا يقنط من رحمة الله إلا القوم الضالون ، الله أكبر كبيراً ، ولا اله إلا الله مخلصاً ، وسبحان الله بكرة وأصيلاً ، والحمد لله نحمده ونستعينه ، ونستغفره ونستهديه ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، من يطع الله ورسوله فقد اهتدى وفاز فوزاً عظيماً ، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً بعيداً ، أُوصيكم عباد الله ، بتقوى الله ، وكثرة ذكر الموت ، وأُحذركم الدنيا ، التي لم يمتع بها أحد قبلكم ، ولا تبقى لأحد بعدكم ، فسبيل من فيها سبيل الماضين من أهلها ، الا وانها قد تصرمت (١٠) وآذنت بانقضاء ، وتنكر معروفها وأصبحت مدبرة مولية ، فهي تهتف بالفناء وتصرخ بالموت ، وقد أمرّ منها ما كان حلواً ،
__________________________
(٨) البحار ج ٩١ ص ٩٩ ح ٤ .
(٩) النطفة : القليل من الماء . . والجمع : نطف . . والقربة تنطف : أي تقطر . ( لسان العرب ـ نطف ـ ج ٩ ص ٣٣٥ ـ ٣٣٦ ) .
(١٠) الانصرام : الانقطاع ، وانصرم الليل وتصرّم : ذهب . ( مجمع البحرين ـ صرم ـ ج ٦ ص ١٠١ ) .
وكدر منها ما كان صفواً ، فلم يبق منها إلا شفافة (١١) كشفافة الإِناء ، وجرعة كجرعة الإدواة ، لو تمززها (١٢) الصديان (١٣) لم تنقع (١٤) غلته ، فازمعوا عباد الله على الرحيل عنها ، واجمعوا متاركتها ، فما من حي يطمع في بقاء ، ولا نفس إلا وقد أذعنت للمنون ، ولا يغلبنكم الأمل ، ولا يطل عليكم الأمد ، فتقسو قلوبكم ، ولا تغتروا بالمنى ، وخدع الشيطان وتسويفه ، فإن الشيطان عدوكم ، حريص على إهلاككم ، تعبدوا لله عباد الله ، أيام الحياة ، فوالله لو حننتم حنين الواله المعجال ، ودعوتم دعاء الحمام ، وجأرتم جؤار (١٥) متبتلي (١٦) الرهبان ، وخرجتم إلى الله عز وجل من الأموال والأولاد ، التماس القربة إليه في ارتفاع درجة عنده ، أو غفران سيئة أحصتها كتبته ، وحفظتها رسله ، لكان قليلاً فيما ترجون من ثوابه ، وتخشون من عقابه ، وتالله لو انماثت (١٧) قلوبكم انمياثاً ، وسالت من رهبة الله عيونكم
__________________________
(١١) الشفافة : بقيّة الماء واللبن في الإِناء . ( لسان العرب ـ شفف ـ ج ٩ ص ١٨١ ) .
(١٢) التمزز : شرب الشراب قليلاً قليلاً ومزّه : مصّه ، والمزّة : المرّة الواحدة . ( لسان العرب ـ مزز ـ ج ٥ ص ٤١٠ ) .
(١٣) الصدى : شدة العطش . . صدي فهو صديان . ( لسان العرب ـ صدي ـ ج ١٤ ص ٤٥٣ ) .
(١٤) شرب حتى نقع : أي شفي غليله وروي . ( لسان العرب ـ نقع ـ ج ٨ ص ٣٦١ ) .
(١٥) جأر . . جؤاراً : رفع صوته مع تضرع واستغاثة . ( لسان العرب ـ جأر ـ ج ٤ ص ١١٢ ) .
(١٦) التبتل : الإِنقطاع إلى الله تعالى وإخلاص النية . ( مجمع البحرين ـ بتل ـ ج ٥ ص ٣١٦ ) .
(١٧) مثت الشيء في الماء : إذا أذبته فانماث هو فيه انمياثاً ( مجمع البحرين ـ موث ـ ج ٢ ص ٢٦٥ ) .
دماً (١٨) ، ثم عمرتم عمر الدنيا ، على أفضل اجتهاد وعمل ، ما جزت أعمالكم حق نعمة الله عليكم ، ولا استحققتم الجنة بسوى رحمة الله ومنه عليكم ، جعلنا الله وإياكم من المقسطين التائبين الأوابين ، الا وان هذا اليوم يوم حرمته عظيمة ، وبركته مأمولة ، والمغفرة فيه مرجوة ، فأكثروا ذكر الله ، وتعرضوا لثوابه بالتوبة والإِنابة ، والخضوع (١٩) والتضرع ، فإنه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ، وهو الرحيم الودود ، ومن ضحى منكم فليضح بجذع من الضان ، فلا يجزیء عنه جذع من المعز ، ومن تمام الأضحية استشراف (٢٠) أُذنيها ، وسلامة عينيها ، فإذا سلمت الأُذن والعين سلمت الأضحية وتمت ، وإن كانت عضباء (٢١) القرن ، تجر رجليها (٢٢) إلى المنسك ، فإذا أضحيتم فكلوا منها وأطعموا وادخروا ، واحمدوا الله على ما رزقكم من بهيمة الأنعام ، وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ، وأحسنوا العبادة ، وأقيموا الشهادة بالقسط ، وارغبوا فيما كتب الله لكم ، وادوا ما فرض الله عليكم ، من الحج ، والصيام ، والصلاة ، والزكاة ، ومعالم الإِيمان ، فإن ثواب الله عظيم ، [ لا ينفد ] (٢٣) وخيره جسيم ، [ لا يبيد ] (٢٤) وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ، وأعينوا الضعيف ، وانصروا المظلوم ، وخذوا فوق يد الظالم أو المريب ، واحسنوا إلى نسائكم وما ملكت
__________________________
(١٨) في نسخة : دماءاً ، منه ( قده ) .
(١٩) في نسخة : الخشوع ، منه ( قده ) .
(٢٠) في حديث التضحية ( أمر أن تستشرف العين والأُذن ) أي تتأمل سلامتهما من آفة كالعور والجدع ( مجمع البحرين ـ شرف ـ ج ٥ ص ٧٥ ) .
(٢١) العضباء : مكسورة القرن الداخل ( مجمع البحرين ـ عضب ـ ج ٢ ص ١٢٣ ) .
(٢٢) في نسخة : رجلها ، منه ( قده ) .
(٢٣ و ٢٤) اثبتناه من المصدر .