الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: سعيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٩
٦٧١٨ / ٣ ـ دعائم الإِسلام : عن جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « صلاة الاستسقاء كصلاة العيدين ، يصلّي الإِمام ركعتين ، ويكبّر فيهما كما يكبّر في صلاة العيدين ، ثم يرقى المنبر ، فإذا استوى عليه جلس جلسة خفيفة ، ثم قام فحوّل رداءه ، فجعل ما على عاتقه الأيمن منه ، على عاتقه الأيسر ، وما على عاتقه الأيسر ، على عاتقه الأيمن ، كذلك فعل رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وعلي ( عليه السلام ) ، وهي من (١) السنّة ، ثم يكبر الله رافعاً صوته ، ويحمده بما هو أهله ، ويسبّحه ويثني عليه ، ويجتهد في الدعاء ، ويكثر من التسبيح والتهليل والتكبير ، مثل ( ما يفعل في ) (٢) صلاة العيدين ، ثم يستسقي (٣) ويكبّر بعض التكبير مستقبل القبلة [ ثم يلتفت ] (٤) عن يمينه وعن شماله ، ويخطب ويعظ الناس » .
وعنه ( عليه السلام ) ، أنه قال : « ليس فيهما أذان ولا إقامة » .
٦٧١٩ / ٤ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « اعلم يرحمك الله : أن صلاة الاستسقاء ركعتان ، بلا أذان ولا إقامة ، يخرج الإِمام يبرز إلى ما تحت السماء ، ويخرج المنبر والمؤذنون أمامه ، فيصلّي بالناس ركعتين ، ثم يسلّم ويصعد المنبر ، فيقلب رداءه الذي على يمينه على يساره ، والذي على يساره على يمينه مرّة واحدة ، ثم يحوّل وجهه إلى القبلة ، فيكبّر مائة تكبيرة يرفع بها صوته ، ثم يلتفت عن يمينه ويساره إلى الناس ، فيهلل مائة رافعاً صوته ، ثم يرفع يديه إلى السماء ، فيدعو الله ويقول : اللهم
__________________________
٣ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٢٠٣ ، وعنه في البحار ج ٩١ ص ٢٩٢ ح ١ .
(١) و (٢) ليس في المصدر .
(٣) وفيه زيادة : الله لعباده .
(٤) أثبتناه من المصدر .
٤ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ١٥ ، وعنه في البحار ج ٩١ ص ٣٣٣ ح ١٨ .
صلّ على محمّد وآل محمد ، اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً ، مجلّلاً ، طبقاً ، مطبقاً ، جللاً ، مونقاً ، راحباً (١) ، غدقاً ، مغدقاً ، طيّباً ، مباركاً ، هاطلاً ، مهطلاً (٢) ، متهاطلاً ، رغداً ، هنيئاً ، مريئاً ، دائماً ، رويّاً ، سريعاً ، عاماً ، مسيلاً ، نافعاً غير ضار ، تحيي به العباد والبلاد ، وتنبت به الزرع والنبات ، وتجعل فيه بلاغاً للحاضر منّا والباد ، اللهم أنزل علينا من بركات سمائك ، ماء طهوراً ، وأنبت لنا من بركات أرضك نباتاً مسبغاً (٣) ، وتسقيه ممّا خلقت انعاماً وأناسي كثيراً ، اللهم ارحمنا بالمشايخ ركّعاً (٤) وصبيان (٥) رضّع وبهائم رتّع وشبّان خضّع .
قال : وكان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، يدعو عند الاستسقاء بهذا الدعاء يقول : « يا مغيثنا ومغنينا ، ومعيننا على ديننا ودنيانا ، بالذي تنشر علينا من الرزق ، نزل بنا عظيم لا يقدر على تفريجه غير منزله ، عجل على العباد فرجه ، فقد أشرفت الأبدان على الهلاك ، فإذا هلكت الأبدان هلك الدين ، يا ديّان العباد ، ومقدّر أُمورهم بمقادير أرزاقهم ، لا تحل بيننا وبين رزقك ، وما أصبحنا فيه من كرامتك معترفين ، قد أُصيب من لا ذنب له من خلقك بذنوبنا ، ارحمنا بمن جعلته أهلاً لاستجابة (٦) دعائه حين سألك ، يا رحيم لا تحبس عنّا ما في السماء ، وانشر علينا نعمك (٧) ، وعد علينا برحمتك ، وابسط علينا كنفك ، وعد
__________________________
(١) في المصدر : راجياً .
(٢) في المصدر : منهطلاً .
(٣) في نسخة : سقياً ، منه ( قدّه ) . وفي المصدر : مسقياً .
(٤) في المصدر : ركع .
(٥) في نسخة البحار : والصبيان رضعاً والبهائم رتعاً والشبان خضعاً ـ منه ( قده ) .
(٦) في المصدر : باستجابة .
(٧) في المصدر والبحار : كنفك .
علينا بقبولك ، واسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، ولا تهلكنا بالسنين ، ولا تؤاخذنا بما فعل المبطلون ، وعافنا يا ربّ من النقمة في الدين ، وشماتة القوم الكافرين ، يا ذا النفع والضر ، إنّك إن أحببتنا فبجودك وكرمك ، ولإِتمام ما بنا من نعمائك ، وإن تردنا فبلا ذنب منك لنا ، ولكن بجنايتنا على أنفسنا ، فاعف عنّا قبل أن تصرفنا ، وأقلنا واقلبنا بانجاح الحاجة ، يا الله » .
٦٧٢٠ / ٥ ـ الشيخ إبراهيم الكفعمي في البلد الأمين والجنّة : أفضل القنوت في صلاة الاستسقاء ، ما روي عن النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) وهو : « أستغفر الله الذي لا إله إلا هو ، الحيّ القيوم ، الرحمن الرحيم ، ذا الجلال والإِكرام ، وأسأله أن يتوب عليّ توبة عبد (١) ذليل ، خاضع فقير بائس ، مسكين مستكين ، لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ، ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً .
اللهم معتق الرقاب ، ورب الأرباب ، ومنشیء السحاب ، ومنزل القطر من السماء إلى الأرض بعد موتها ، فالق الحبّ والنوى ، ومخرج النبات ، وجامع الشتات ، صلّ على محمد وآل محمّد ، واسقنا غيثاً مغيثاً ، غدقاً مغدقاً ، هنيئاً مريئاً ، تنبت به الزرع ، وتدرّ به الضرع ، وتحيي به مما خلقت أنعاماً وأناسي كثيراً ، اللهم اسق عبادك وبهائمك ، وانشر رحمتك ، واحي بلادك الميتة » .
٦٧٢١ / ٦ ـ عوالي اللآلي : روى ابن عباس ، عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه صلّى ركعتين للاستسقاء ، كصلاة العيد .
__________________________
٥ ـ البلد الأمين ص ١٦٦ ، وجُنّة الأمان ( المصباح ) ص ٤١٦ ، وعنهما في البحار ج ٩١ ص ٣٣٩ ح ٢٥ .
(١) في البلد والمصباح : على عبد .
٦ ـ عوالي اللآلي ج ٢ ص ٢٢٣ ح ٣٤ .
٦٧٢٢ / ٧ ـ الشيخ الطوسي في مجالسه : عن الحسين بن عبد الله بن إبراهيم ، عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري ، قال : حدثنا محمّد بن همام بن سهيل قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمد بن خالد الطيالسي الخزاز ، قال : حدثنا أبو العباس رزيق بن الزبير الخلقاني ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « إن قوماً أتوا النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، فقالوا : يا رسول الله إن بلادنا قد قحطت ، وتأخّر عنا المطر ، وتواترت علينا السنون ، فادع الله تعالى أن يرسل السماء علينا ، فأمر رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) بالمنبر فأُخرج ، واجتمع الناس ، فصعد المنبر ودعا ، وأمر الناس أن يؤمّنوا ، فلم يلبث أن هبط جبرئيل فقال : يا محمّد ، أخبر الناس ، أن ربّك قد وعدهم أنّهم يمطرون في يوم كذا ، وكذا ، ( في ساعة كذا وكذا ) (١) ، قال : فلم يزل الناس يتلومون (٢) ذلك اليوم وتلك الساعة ، حتى إذا كانت تلك الساعة ، أهاج الله ريحاً فأثارت سحاباً ، وجلّلت السماء وأرخت عزاليها (٣) » .
٦٧٢٣ / ٨ ـ الشيخ الطبرسي في مجمع البيان : عن علي ( عليه السلام ) ، أنه قد صعد المنبر للاستسقاء ، فما سمع منه غير الاستغفار ، فقيل له في ذلك ، فقال : « ألم تسمعوا قوله تعالى : ( اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ
__________________________
٧ ـ أمالي الطوسي ج ٢ ص ٣٠٨ ، وعنه في البحار ج ٩١ ص ٣١٧ ح ٥ .
(١) ما بين القوسين ليس في الأمالي .
(٢) في الأمالي : ويتتبعون . وتَلَوَّم في الأمر : تمكث وانتظر . . والتلوّم : الانتظار والتلبّث ( لسان العرب ـ لوم ـ ج ١٢ ص ٥٥٧ ) .
(٣) العزلاء : مصبّ الماء من الراوية والقِربة . . . . وفي الحديث : أرسلت السماء عزاليها : كثر مطرها ( لسان العرب ـ عزل ـ ج ١١ ص ٤٤٣ ) .
٨ ـ مجمع البيان : لم نجده في مظانّه ، ورواه الكفعمي في المصباح ص ٥٩ ـ الهامش
غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ) (١) ثم قال ( عليه السلام ) : وأيّ دعاء أفضل من الاستغفار وأعظم بركة منه في الدنيا والآخرة » .
٢ ـ ( باب استحباب الصوم ثلاثاً ، والخروج للاستسقاء يوم الثالث ، وأن يكون الإِثنين أو الجمعة )
٦٧٢٤ / ١ ـ الصدوق في المقنع : وإذا أحببت أن تصلي صلاة الاستسقاء ، فليكن اليوم الذي تصلّي فيه يوم الاثنين .
٦٧٢٥ / ٢ ـ دعائم الإِسلام : عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « ويستحب أن يكون الخروج إلى الاستسقاء يوم الإِثنين ، [ ويخرج الناس ] (١) ويخرج المنبر كما يخرج للعيدين ، وليس فيهما أذان ولا إقامة » .
٣ ـ ( باب استحباب تحويل الإِمام رداءه في الاستسقاء ، فيجعل ما على اليمين على اليسار ، وبالعكس )
٦٧٢٦ / ١ ـ الجعفريات : أخبرنا محمّد ، حدثني موسى ، حدثنا أبي عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه : أن رسول الله
__________________________
(١) نوح ٧١ : ١٠ ـ ١٢ .
الباب ٢
١ ـ المقنع ص ٤٧ .
٢ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٢٠٣ ، وعنه في البحار ج ٩١ ص ٢٩٣ ح ١ .
(١) أثبتناه من المصدر .
الباب ٣
١ ـ الجعفريات ص ٤٩ .
( صلى الله عليه وآله ) ، خرج إلى المصلّى ، فاستسقى واستقبل القبلة ، ونظر إلى السماء ، وحوّل رداءه يمينه على شماله ، وشماله على يمينه .
٦٧٢٧ / ٢ ـ الصدوق في الهداية : سئل الصادق ( عليه السلام ) ، عن تحويل النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) رداءه إذا استسقى ، قال : « علامة بينه وبين أصحابه ، تحوّل الجدب خصباً » .
وتقدم ما في فقه الرضا ، وخبر الدعائم (١) .
٤ ـ ( باب استحباب الاستسقاء في الصحراء ، لا في المسجد إلّا بمكة )
٦٧٢٨ / ١ ـ الصدوق في الهداية : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « مضت السنة أن لا يستسقى إلّا بالبراري ، حيث ينظر الناس إلى السماء ، ولا يستسقى في المساجد إلّا بمكّة » .
٦٧٢٩ / ٢ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « يخرج الإِمام يبرز إلى ما تحت السماء ، ويخرج المنبر والمؤذّنون أمامه » .
__________________________
٢ ـ الهداية ص ٣٨ ، وعنه في البحار ج ٩١ ص ٣٢١ ح ٨ .
(١) تقدّم في الباب الأول الحديثان ٣ و ٤ .
الباب ٤
١ ـ الهداية ص ٣٧ ، وعنه في البحار ج ٩١ ص ٣٢١ ح ٨ .
٢ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ١٥ ، وعنه في البحار ج ٩١ ص ٣٣٣ ح ١٨ .
٥ ـ ( باب أن الخطبة في الاستسقاء بعد الصلاة ، واستحباب الجهر فيها بالقراءة )
٦٧٣٠ / ١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « ويصلّي بالناس ركعتين ، ثم يسلّم ويصعد المنبر » إلى آخره .
٦٧٣١ / ٢ ـ الصدوق في المقنع : ثم تخرج كما تخرج يوم العيد ، يمشي المؤذنون بين يديك ، حتى تنتهوا (١) إلى المصلّى ، فتصلّي بالناس ركعتين ، بغير أذان ولا إقامة ، ثم تصعد المنبر . . . إلى آخره .
٦ ـ ( باب استحباب التسبيح عند سماع صوت الرعد ، وكراهة الإِشارة إلى المطر والهلال ، واستحباب الدعاء عند نزول الغيث )
٦٧٣٢ / ١ ـ محمّد بن مسعود العياشي في تفسيره : عن يونس بن عبد الرحمن : أن داود قال : كنّا عنده ( عليه السلام ) ، فأرعدت السماء ، فقال هو : « سبحان من يسبّح [ له ] (١) الرعد بحمده ، والملائكة من خيفته » فقال له أبو بصير : جعلت فداك ، إن للرعد كلاماً ؟ ! فقال : « يا أبا محمد ، سل عمّا يعنيك ، ودع ما لا يعنيك » .
٦٧٣٣ / ٢ ـ الجعفريات : أخبرنا محمّد ، حدثني موسى ، حدثنا أبي ، عن
__________________________
الباب ٥
١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ١٥ ، وعنه في البحار ج ٩١ ص ٣٣٣ ح ١٨ .
٢ ـ المقنع ص ٤٧ .
(١) في المصدر : يمشون .
الباب ٦
١ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٠٧ ح ٢٢ .
(١) أثبتناه من المصدر .
٢ ـ الجعفريات ص ٣١ .
أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي ( عليهم السلام ) قال : « قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : لا تشيروا إلى الهلال بالأصابع ، ولا إلى المطر بالأصابع » .
٦٧٣٤ / ٣ ـ الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق : إذا سمعت صوت الرعد ورأيت الصواعق ، فقل : اللهم لا تقتلنا بغضبك ، ولا تهلكنا بعذابك ، وعافنا قبل ذلك ، وإذا مطرت السماء ، فقل : صبّاً هنيئاً .
٦٧٣٥ / ٤ ـ الصحيفة الكاملة السجادية : وكان من دعائه ( عليه السلام ) إذا نظر إلى السحاب والبرق ، وسمع صوت الرعد : « اللهم إن هذين آيتان من آياتك » الدعاء ، وهو الدعاء السادس والثلاثون منها .
٧ ـ ( باب وجوب التوبة ، والإِقلاع عن المعاصي ، والقيام بالواجبات ، عند الجدب وغيره )
٦٧٣٦ / ١ ـ ابن الشيخ في أماليه : عن أبيه ، عن المفيد ، عن جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن ياسر ، عن الرضا ( عليه السلام ) ، قال : « إذا كذب الولاة حبس المطر ، وإذا جار السلطان هانت الدولة ، وإذا حبست الزكاة ماتت المواشي » .
٦٧٣٧ / ٢ ـ البحار عن أعلام الدين للديلمي : عن الصادق قال :
__________________________
٣ ـ مكارم الأخلاق ص ٣٥٢ ، وعنه في البحار ج ٩١ ص ٣٣٦ ح ١٩ .
٤ ـ الصحيفة الكاملة السجاديّة ص ١٩٣ د ٣٦ .
الباب ٧
١ ـ أمالي الطوسي ج ٢ ص ٧٧ ، وعنه في البحار ج ٩١ ص ٣٣٠ ح ١٥ .
٢ ـ البحار ج ٩١ ص ٣٣٦ ح ٢٠ .
« قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إن الله تعالى ابتلى عباده عند ظهور الأعمال السيئة ، بنقص الثمرات ، وحبس البركات ، وإغلاق خزائن الخيرات ، ليتوب تائب ، ويقلع مقلع ، ويتذكر متذكر ، ويزدجر مزدجر ، وقد جعل الله تعالى الإِستغفار سبباً لدرور الرزق (١) ورحمة الخلق ، فقال سبحانه : ( اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ) (٢) فرحم الله عبداً قدّم توبته ، واستقال عثرته ، وذكر خطيئته ، وحذر منيّته ، فإن أجله مستور عنه ، وأمله خادع له ، والشيطان موكل به ، يزيّن له المعصية ليركبها ، ويمنّيه التوبة ليسوّفها (٣) ، حتى تهجم عليه منيّته أغفل ما يكون عنها ، فيالها حسرة على ذي غفلة ، أن يكون عمره عليه حجّة ، وأن تؤدّيه أيامه إلى شقوة ، نسأل الله سبحانه ، أن يجعلنا وإياكم ممّن لا تبطره نعمة ، ولا تحلّ به بعد الموت ندامة ولا نقمة » .
٦٧٣٨ / ٣ ـ الصدوق في مجالسه : عن علي بن الحسين بن شاذويه ، عن محمّد بن عبد الله بن جعفر ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن العباس بن معروف ، عن علي بن الحكم ، عن منذر (١) بن علي ، عن محمد بن مطرف ، عن مسمع ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن علي ( عليه السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إذا غضب الله تبارك وتعالى على أُمّة ، ولم ينزل بها العذاب ، غلت
__________________________
(١) في المصدر : الأرزاق .
(٢) نوح ٧١ : ١٠ ـ ١٢ .
(٣) سوّفته : إذا قلت له مرّة بعد مرة : سوف أفعل ، والتسويف في الأمر : تأخيره ( مجمع البحرين ج ٥ ص ٧٣ ) .
٣ ـ أمالي الصدوق ص ٤٦٦ ح ٢٣ ، وعنه في البحار ج ٩١ ص ٣٢٨ ح ١٢ .
(١) في المصدر : مندل والظاهر أنّ الصحيح ما في المصدر « راجع معجم رجال الحديث ج ١٧ ص ٢٦٣ » .
أسعارها ، وقصرت أعمارها ، ولم تربح تجارها ، ولم تزك (٢) ثمارها ، ولم تغزز أنهارها ، وحبس عنها أمطارها ، وسلّط عليها شرارها » .
٦٧٣٩ / ٤ ـ وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، في حديث الأربعمائة ، أنه قال : « ولو أنّهم إذا نزلت بهم النقم ، وزالت عنهم النعم ، فزعوا إلى الله بصدق من نيّاتهم ، ولم يتمنّوا (١) ولم يسرفوا ، لأصلح الله لهم كلّ فاسد ، ولردّ عليهم كلّ صالح » .
نهج البلاغة : عنه ( عليه السلام ) ، ما يقرب منه (٢) .
٦٧٤٠ / ٥ ـ القطب الراوندي في لبّ اللباب : عن النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) قال : « ما مطر قوم إلّا برحمته ، وما قحطوا إلّا بسخطه » .
وقال ( صلّى الله عليه وآله ) : « قال ربّي : لو أن عبادي أطاعوني ، لسقيتهم المطر بالليل ، واطلعت عليهم الشمس بالنهار ، ولم أسمعهم صوت الرعد » .
ووفد قوم إليه ( صلّى الله عليه وآله ) فشكوا إليه القحط ، فقال : « اجثوا على ركبكم ، وتضرّعوا إلى ربّكم ، واسألوا يسقيكم » ففعلوا ذلك ، فسقوا حتى سألوا أن يكشف عنهم .
__________________________
(٢) في نسخة : تزل ، منه ( قدّه ) .
٤ ـ الخصال ص ٦٢٤ .
(١) في المصدر : يهنوا .
(٢) نهج البلاغة ج ٢ ص ١١٩ ح ١٧٣ .
٥ ـ لبّ اللباب : مخطوط .
٨ ـ ( باب استحباب القيام في المطر ، أول ما يمطر )
٦٧٤١ / ١ ـ الجعفريات : بإسناده عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : « إنّ المطر الذي يكون منه أرزاق الحيوان ، من تحت العرش ، فمن ثم كان رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، يستمطر أوّل مرّة ، ويقوم ( صلّى الله عليه وآله ) حتى يبلّ رأسه ولحيته ، ثم يقول : إن هنا ماء قريب عهد بالعرش ، فإذا أراد الله تبارك وتعالى أن يمطر ، أنزله من ذلك إلى البحر ، إلى سماء بعد سماء ، حتى يقع إلى مكان يقال له : مزن (١) ، ثم يوحي الله تبارك وتعالى إلى الريح ، فينفخ السحاب ، حتى يقع إلى مكان ، ثم ينزل من المزن (٢) إلى السحاب ، فليس من قطرة في الأرض إلّا ومعها ملك ، يضعها موضعها ، وليس من قطرة تقع على قطرة » .
السيد الراوندي في نوادره : بإسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، مثله ، مع اختلاف يسير وفيه « يستمطر أول مطر » (٣) .
٦٧٤٢ / ٢ ـ القطب الراوندي في دعواته : كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، إذا أصابه المطر مسح به صلعته ، وقال : « بركة من السماء ، لم يصبها يد ولا سقاء » .
__________________________
الباب ٨
١ ـ الجعفريات ص ٢٤١ .
(١) في المصدر : مدن .
(٢) وفيه : المدن .
(٣) نوادر الراوندي ص ٤١ .
٢ ـ دعوات الراوندي ص ٨٣ ، وعنه في البحار ج ٥٩ ص ٣٨٤ ح ٢٩ .
٩ ـ ( باب استحباب الدعاء للاستصحاء ، عند زيادة الأمطار ، وخوف الضرر )
٦٧٤٣ / ١ ـ الشيخ الطوسي في مجالسه : عن الحسين بن عبد الله بن إبراهيم ، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري ، عن محمد بن همام ، عن عبد الله بن جعفر ، عن محمد بن خالد الطيالسي ، عن أبي العباس رزيق بن الزبير الخلقاني ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، في حديث استسقاء النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) كما تقدم ، قال : « فجاء أولئك النفر باعيانهم الى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقالوا : يا رسول الله ادع الله أن يكف عنّا السماء ، فإنا قد كدنا أن نغرق ، فاجتمع الناس ، ودعا النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) ، وأمرهم أن يؤمّنوا ، فقال له رجل : يا رسول الله [ أسمعنا ] (١) فإن كل ما تقول ليس نسمع ، فقال : قولوا : حوالينا ولا علينا ، اللهم صبّها في بطون الأودية ، وفي منابت الشيح (٢) ، وحيث يرعى أهل الوبر ، اللهم اجعله رحمة ولا تجعله عذاباً » .
٦٧٤٤ / ٢ ـ الشيخ المفيد في أماليه : عن علي بن بلال ، عن النعمان بن أحمد القاضي ، عن إبراهيم بن عرفة ، عن أحمد بن رشيد بن خيثم ، عن عمّه سعيد ، عن مسلم الغلابي ، قال : جاء اعرابي إلى النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) فقال : والله يا رسول الله ، لقد أتيناك وما لنا بعير يئطّ (١) ولا غنم يغط (٢) ثم أنشأ يقول : .
__________________________
الباب ٩
١ ـ أمالي الطوسي ج ٢ ص ٣٠٩ ، وعنه في البحار ج ٩١ ص ٣١٧ ح ٥ .
(١) أثبتناه من المصدر والبحار .
(٢) في المصدر : الشجر .
٢ ـ أمالي المفيد ص ٣٠١ ح ٣ .
(١) في حديث الاستسقاء « ومالنا بعير
يئط » : أي يحن ويصيح ، يريد مالنا =
أتيناك يا خير البرية كلها |
|
لترحمنا مما لقينا من الأزل (٣) |
أتيناك والعذراء يدمي لبانها (٤) |
|
وقد شغلت أم البنين (٥) عن الطفل |
وألقى بكفيه الفتى استكانة |
|
من الجوع ضعفاً لا يمرّ ولا يحلي (٦) |
ولا شيء مما يأكل الناس عندنا سوى |
|
الحنظل العاميّ (٧) والعلهز (٨) الفسل (٩) |
وليس لنا إلّا إليك فرارنا |
|
وأين فرار الناس إلا إلى الرسل |
فقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : « إن هذا الأعرابي يشكو قلة المطر وقحطاً شديداً ـ ثم قام يجرّ رداءه حتى صعد المنبر ، فحمد الله
__________________________
= بعير أصلاً لأن البعير لا بد أن يئط . ( لسان العرب ـ أطط ـ ج ٧ ص ٢٥٦ ) .
(٢) غطّ البعير : أي هدر في الشقشقة . ( لسان العرب ـ غطط ـ ج ٧ ص ٣٦٢ ) .
(٣) الأزل : الضيق والشدة . . . والجدب . ( لسان العرب ـ أزل ـ ج ١١ ص ١٣ و ١٤ ) .
(٤) أي يدمي صدرها لامتهانها نفسها في الخدمة ، حيث لا تجد ما تعطيه من يخدمها من الجدب وشدة الزمان . ( النهاية ـ ج ٤ ص ٢٣٠ ) .
(٥) في المصدر : الصبي .
(٦) أي ما ينطق بخير ولا شر من الجوع والضعف . . . وفلان لا يمر ولا يحلي : أي لا يضر ولا ينفع . ( لسان العرب ـ مرر ـ ج ٥ ص ١٦٧ ) .
(٧) هو منسوب إلى العام ، لأنه يتخذ في عام الجدب . ( النهاية ج ٣ ص ٣٢٣ ) .
(٨) العلهز : هو شيء يتخذونه في سنين المجاعة ، يخلطون الدم بأوبار الإِبل ثم يشوونه بالنار ويأكلونه . وقيل شيء ينبت ببلاد بني سليم له أصل كأصل البردي . ( النهاية ج ٣ ص ٢٣٩ ) .
(٩) يروى بالسين والشين ، فعلى الرواية الأُولى ، الفسل : الرديء الرذل من كل شيء ( النهاية ج ٣ ص ٤٤٦ ) وعلى الرواية الثانية ، الفشل : الضعيف ، يعني الفشل مدخره وآكله ( النهاية ج ٣ ص ٤٤٩ ) .
وأثنى عليه ، فكان فيما (١٠) حمده به (١١) أن قال : ـ الحمد لله الذي علا في السماء فكان عالياً ، وفي الأرض قريباً دانياً ، أقرب إلينا من حبل الوريد ـ ورفع يديه إلى السماء وقال ـ اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً ، مريئاً مريعاً ، غدقاً طبقاً ، عاجلاً غير رائث ، نافعاً غير ضار ، تملأ به الضرع ، وتنبت به الزرع ، وتحيي به الأرض بعد موتها » فما ردّ يده إلى نحره ، حتى أحدق السحاب بالمدينة كالإِكليل (١٢) ، ( وألقت السماء بأوداقها ) (١٣) ، وجاء أهل البطاح يصيحون (١٤) : يا رسول الله الغرق الغرق ، فقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : « اللهم حوالينا ولا علينا » فانجاب (١٥) السحاب عن السماء ، فضحك رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، الخبر .
٦٧٤٥ / ٣ ـ القطب الراوندي في لبّ اللباب : واستسقى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) لمّا شكوا إليه الجدب ، فأتاهم المطر ، ودام حتى خافوا الغرق والخراب ، فقال : « حوالينا ولا علينا » وكان يمطر حوالي المدينة ولا يمطر فيها .
__________________________
(١٠) في المصدر : وكان ممّا .
(١١) في المصدر : حمد ربّه .
(١٢) يريد أن الغيم تقشع عنها واستدار بآفاقها . ( لسان العرب ـ كلل ـ ج ١١ ص ٥٩٦ ) .
(١٣) في المصدر : والتقت السماء بأردافها .
(١٤) في المصدر : يضجون .
(١٥) إنجابت السحابة : انكشفت ( لسان العرب ـ جوب ـ ج ١ ص ٢٨٧ ) .
٣ ـ لبّ اللباب : مخطوط .
١٠ ـ ( باب عدم جواز الاستسقاء بالأنواء )
٦٧٤٦ / ١ ـ عليّ بن إبراهيم في تفسيره : عن محمد بن أحمد بن ثابت ، عن الحسن محمد بن سماعة ، وأحمد بن الحسن القزاز جميعاً ، عن صالح بن خالد ، عن ثابت بن شريح ، عن أبان بن تغلب ، عن عبد الأعلى الثعلبي ولا أراني إلّا وقد سمعته من عبد الأعلى ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، أن علياً ( عليه السلام ) قرأ بهم الواقعة ( وتجعلون شكركم أنّكم تكذبون ) فلما انصرف ، قال : « إني قد عرفت أنه سيقول قائل : لم قرأ هكذا ؟ إنّي (١) سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقرأها هكذا ، وكانوا إذا مطروا ( قال مطرنا ) (٢) بنوء كذا وكذا ، فأنزل الله ( وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ) (٣) » .
٦٧٤٧ / ٢ ـ الشهيد في الذكرى : عن الشيخ رحمه الله ، عن زيد بن خالد الجهني ، قال : صلّى بنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، صلاة الصبح بالحديبية ، في اثر سماء كانت من الليل ، فلما انصرف استقبل الناس ، فقال : « هل تدرون ماذا قال ربّكم ؟ » قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : « قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بالكوكب (١) ، من قال مطرنا بفضل الله ورحمته ، فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب (٢) ،
__________________________
الباب ١٠
١ ـ تفسير القمي ج ٢ ص ٣٤٩ .
(١) في المصدر : قرأتها لأنّي .
(٢) في المصدر : قالوا أمطرنا .
(٣) الواقعة ٥٦ : ٨٢ .
٢ ـ ذكرى الشيعة ص ٢٥١ ح ١٧ .
(١) في المصدر : بالكواكب وكافر بي ومؤمن بالكواكب .
(٢) في المصدر : بالكواكب .
وأمّا من قال : مطرنا بنوء (٣) كذا وكذا ، فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب (٤) » .
٦٧٤٨ / ٣ ـ القطب الراوندي في الخرائج : روي أنه في وقعة تبوك ، أصاب الناس عطش ، فقالوا : يا رسول الله ، لو دعوت الله لسقانا ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : « لو دعوت الله لسقيت » ، قالوا : يا رسول الله ادع لنا (١) ليسقينا ، فدعا فسالت الأودية ، فإذا قوم على شفير الوادي ، يقولون : مطرنا بنوء الذراع (٢) ، وبنوء كذا ، فقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : « ألا ترون » فقال خالد : الا اضرب اعناقهم ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « [ لا هم ] (٣) يقولون هكذا ، وهم يعلمون أن الله أنزله » .
٦٧٤٩ / ٤ ـ عوالي اللآلي : عن النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) قال : « أربع في أُمتي من أمر الجاهلية ، لن يدعوها : الطعن في الأنساب ، والتفاخر بها وبالأحساب ، والنياحة والعدوی ، وقول : مطرنا بنوء كذا » .
__________________________
(٣) الأنواء : هي ثمان وعشرون منزلة ، ينزل القمر كل ليلة في منزلة منها والمفرد : نوء ( النهاية ج ٥ ص ١٢٢ ) .
(٤) في المصدر : بالكواكب .
٣ ـ الخرائج ص ٢١ .
(١) في المصدر : الله .
(٢) في المصدر : الدراع .
(٣) أثبتناه من المصدر .
٤ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ١١٤ ح ٣٠ .
١١ ـ ( باب نوادر ما يتعلق بأبواب صلاة الاستسقاء )
٦٧٥٠ / ١ ـ عبد الله بن جعفر الحميري ، في قرب الإِسناد : عن السندي بن محمد ، عن أبي البختري ، عن الصادق ( عليه السلام ) ، عن أبيه ، عن جده ، قال : « إجتمع عند علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قوم فشكوا إليه قلّة المطر ، وقالوا : يا أبا الحسن ، ادع لنا بدعوات في الإِستسقاء ، قال : فدعا عليّ الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، فقال للحسن ( عليه السلام ) : ادع لنا بدعوات في الاستسقاء ، فقال [ الحسن ] (١) ( عليه السلام ) : اللهم هيّج لنا السحاب ، بفتح الأبواب ، بماء عباب (٢) ورباب (٣) ، بانصباب وانسكاب ، يا وهاب ، اسقنا مغدقة (٤) مطبقة (٥) مونقة (٦) ، فتح أغلاقها ، ويسّر أطباقها ، [ وسهل إطلاقها ] (٧) وعجل سياقها بالأندية (٨)
__________________________
الباب ١١
١ ـ قرب الإِسناد ص ٧٣ باختلاف في بعض الألفاظ . وعنه في البحار ج ٩١ ص ٣٢١ ح ٩ .
(١) أثبتناه من المصدر .
(٢) عباب الماء : أوله ومعظمه ( لسان العرب ـ عبب ـ ج ١ ص ٥٧٣ ) .
(٣) الرباب بالفتح : سحاب أبيض وقيل : هو سحاب واحدته ربابة ( لسان العرب ـ ربب ـ ج ١ ص ٤٠٢ ) ويظهر من المادة التي ساقها ابن منظور أنّه سحاب ممدوح بكثرة مائه .
(٤) مطر مُغدودق : كثير ( لسان العرب ـ غدق ـ ج ١٠ ص ٢٨٣ ) .
(٥) طبّق السحاب الجو : غشاه ( لسان العرب ـ طبق ـ ج ١٠ ص ٢١٠ ) .
(٦) في المصدر : بروقة .
(٧) أثبتناه من المصدر .
(٨) الأندية : جمع ندى وهو البلل . . والندى على وجوه فأمّا ندى الماء فمنه المطر . ( لسان العرب ـ ندى ـ ج ١٥ ص ٣١٣ ـ ٣١٤ ) .
في بطون الأودية ، بصبوب (٩) الماء ، يا فعّال اسقنا مطراً قطراً ، طلاً مطلاً ، مطبقاً طبقاً ، عامّاً معمّاً ، دهماً (١٠) بُهماً (١١) ، رحماً رشّاً مرشّاً ، واسعاً كافياً ، عاجلاً طيّباً [ مريئاً ] (١٢) مباركاً ، سلاطحاً (١٣) بلاطحا ، يباطح الأباطح مغدودقاً مطبوبقاً مغرورقاً ، اسق سهلنا وجبلنا ، وبدونا وحضرنا ، حتى ترخص به أسعارنا ، وتبارك لنا في صاعنا ومدّنا ، ارنا الرزق موجوداً ، والغلا مفقوداً ، آمين ربّ العالمين .
ثم قال ( عليه السلام ) للحسين ( عليه السلام ) : ادع ، فقال الحسين ( عليه السلام ) اللهم يا معطي الخيرات من مناهلها ، ومنزل الرحمات من معادنها ، ومجري البركات على أهلها ، منك الغيث المغيث ، وأنت الغياث المستغاث ، ونحن الخاطئون وأهل الذنوب ، وأنت المستغفر الغفّار ، لا إله إلا أنت ، اللهم ارسل السماء علينا لحينها مدراراً ، واسقنا الغيث واكفاً مغزاراً ، غيثاً مغيثاً ، واسعاً متسعاً ، مهطلاً مرياً ممرعاً ، غدقاً مغدقاً ، غيداقاً مجلجلاً (١٤) ، سحّاً (١٥) سحساحاً (١٦) ، ثجاً ثجاجاً (١٧) ، سائلاً مسبلاً عامّاً ، ودقاً (١٨)
__________________________
(٩) في المصدر : بضرب .
(١٠) الدَّهم : العدد الكثير ( لسان العرب ـ دهم ـ ج ١٢ ص ٢١١ ) .
(١١) البُهم : السود . ( لسان العرب ـ بهم ـ ج ١٢ ص ٥٨ ) .
(١٢) أثبتناه من المصدر .
(١٣) السُلاطح : العريض ، وانشد : سلاطح يناطح الأباطحا ( لسان العرب ـ سلطح ـ ج ٢ ص ٤٨٨ ) .
(١٤) المجلجل من السحاب : الذي فيه صوت الرعد ( لسان العرب ـ جلل ـ ج ١١ ص ١٢٢ ) .
(١٥) سح المطر سحاً أي سال من فوق واشتد انصبابه ( لسان العرب ـ سحح ـ ج ٢ ص ٤٧٦ ) .
(١٦) مطر سحساح : شديد يسح جداً يقشر
وجه الأرض . ( لسان العرب =
مطفاحاً (١٩) ، يدفع الودق بالودق دفاعاً ، ويتلو القطر منه قطراً ، غير خلّب برقه ، ولا مكذّب رعده ، تنعش به الضعيف من عبادك ، وتحيي به الميت من بلادك ، وتونق به ذرى الآكام من بلادك ، وتستحق به علينا من مننك آمين ربّ العالمين .
فما فرغا من دعائهما ، حتى صب الله تبارك وتعالى عليهم ماء صبّاً ، قال : فقيل لسلمان : يا أبا عبد الله ، اعلما هذا الدعاء ؟ فقال : ويحكم أين أنتم من حديث رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، حيث يقول : إن الله أجرى على ألسن أهل بيتي مصابيح الحكمة » .
ورواه الصدوق في الفقيه (٢٠) مرسلاً ، هكذا « وجاء قوم من أهل الكوفة » ، إلى آخره ، وفيه إشكال ، لأن سلمان لم يبق إلى خلافة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كما أوضحناه في كتاب نفس الرحمن .
٦٧٥١ / ٢ ـ نهج البلاغة : ومن خطبة له ( عليه السلام ) في الاستسقاء : « اللهم قد انصاحت جبالنا (١) ، واغبرّت أرضنا ، وهامت دوابّنا ، وتحيّرت في مرابضها ، وعجّت عجيج الثكالى على أولادها ، وملت
__________________________
= ـ سحسح ـ ج ٢ ص ٤٧٦ ) .
(١٧) الثجّ : الصبّ الكثير ، مطر ثجاج : شديد الإِنصباب جداً . ( لسان العرب ـ ثجج ـ ج ٢ ص ٢٢١ ) .
(١٨) ودق أي قطر . ( لسان العرب ـ ودق ـ ج ١٠ ص ٣٧٣ ) .
(١٩) طفح الإِناء والنهر . . امتلأ وارتفع حتى يفيض . ( لسان العرب ـ طفح ـ ج ٢ ص ٥٣٠ ) .
(٢٠) من لا يحضره الفقيه ج ١ ص ٣٣٨ ح ١٧ .
٢ ـ نهج البلاغة ( محمد عبده ) ج ١ ص ٢٢٥ ح ١١١ ، وعنه في البحار ج ٩١ ص ٣١٨ ح ٧ .
(١) انصاحت جبالنا : اي تشققت من المحول . . انصاح النبت إذا جف ويبس ( شرح ابن أبي الحديد ج ٧ ص ٢٦٥ ) .
التردد إلى مراتعها ، والحنين إلى مواردها ، [ اللهم ] (٢) فارحم أنين الآنة وحنين الحانة ، اللهم فارحم حيرتها في مذاهبها ، وأنينها في معالجها (٣) ، اللهم خرجنا إليك حين اعتكرت (٤) علينا حدابير (٥) السنين ، واخلفتنا مخائل (٦) الجود ، فكنت الرجاء للمبتئس والبلاغ للملتمس ، ندعوك حين قنط الأنام ، ومنع الغمام ، وهلك السوام ، أن لا تؤاخذنا بأعمالنا ، ولا تأخذنا بذنوبنا ، وانشر علينا رحمتك ، بالسحاب المنبعق ، والربيع المغدق ، والنبات المونق ، سحاباً (٧) وابلاً ، تحيي به ما قد مات ، وتردّ به ما قد فات ، اللهم سقياً منك محيية مروية ، تامّة عامة ، طيّبة مباركة ، هنيئة مريئة (٨) ، زاكياً نبتها ، ثامراً فرعها ، ناضراً ورقها ، تنعش بها الضعيف من عبادك ، وتحيي بها الميت من بلادك .
اللهم سقياً منك تعشب بها نجادنا (٩) ، وتجري بها وهادنا (١٠) ،
__________________________
(٢) أثبتناه من المصدر .
(٣) في المصدر والبحار : موالجها .
(٤) اعتكرت : ردف بعضها بعضاً ( ابن أبي الحديد ج ٧ ص ٢٦٥ ) .
(٥) حدابير : جمع حدبار ، وهي الناقة التي أضناها السير فشبه بها السنة التي فشا فيها الجدب . ( ابن ابي الحديد ج ٧ ص ٢٦٣ ) .
(٦) مخائل : جمع مخيلة ، وهي السحابة التي تظهر كأنها ماطرة ثم لا تمطر ( مصادر نهج البلاغة ج ٢ ص ٢٥٣ ) .
(٧) في المصدر والبحار : سحّاً .
(٨) في المصدر : مريعة .
(٩) النجاد : جمع نجد ، وهو ما ارتفع من الأرض ( شرح ابن أبي الحديد ج ٧ ص ٢٦٦ ) .
(١٠) الوهاد : جمع وهد ، وهو المطمئن منها ( ابن أبي الحديد ج ٧ ص ٢٦٦ ) .