الشيخ عزيز الله العطاردي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: انتشارات عطارد
المطبعة: افست
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣١
٤٢ ـ أخبرنا أبو غالب بن البناء ، أنبأنا أبو الغنائم ابن المأمون ، أنبأنا أبو القاسم ابن حبابة ، أنبأنا أبو القاسم البغوى حدّثنى عمّى أنبأنا أبو نعيم ، أنبأنا عبد السلام ، عن يزيد بن أبى زياد ، قال : خرج النبيّ صلىاللهعليهوآله من بيت عائشة ، فمرّ على بيت فاطمة فسمع حسينا يبكى فقال لفاطمة : أى بنية ألم تعلمى أن بكاءه يؤذينى (١).
٤٣ ـ قال ابن أبى الحديد روى ابن ديزيل عن يحيى ، عن يعلى بن عبيد الحنفى ، عن إسماعيل السدّى ، عن زيد بن أرقم ، قال : كنّا مع رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو فى الحجرة يوحى إليه ، ونحن ننتظره حتّى اشتدّ الحرّ ، فجا ، على بن أبى طالب ومعه فاطمة وحسن وحسين عليهمالسلام : فقعدوا فى ظلّ حائط ينتظرونه ، فلمّا خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله ، رآهم فأتاهم ووقفنا نحن مكاننا.
ثمّ جاء إلينا وهو يظلّهم بثوبه ، ممسكا بطرف الثوب ، وعلىّ ممسك بطرفه الآخر ؛ وهو يقول : اللهمّ إنّى أحبّهم ، فأحبّهم ؛ اللهمّ إنّى سلم لمن سالمهم ، وحرب لمن حاربهم. قال : فقال ذلك ثلاث مرّات (٢).
٤٤ ـ عنه كان يمازح ابنى بنته مزاحا مشهورا ، وكان يأخذ الحسين عليهالسلام ، فيجعله على بطنه ، وهو عليهالسلام نائم على ظهره ويقول له : حزقّة ترقّ عين بقّة (٣) ...
٨ ـ باب فطرس الملك
١ ـ الصفّار حدّثنا أحمد بن موسى ، عن محمّد بن المعروف بغزال مولى حرب ابن زياد البجلى ، عن محمّد أبى جعفر الحمامى الكوفى ، عن الأزهر البطّيخى ، عن أبى
__________________
(١) ترجمة الامام الحسين : ١٣٢.
(٢) شرح النهج : ٣ / ٢٠٧.
(٣) شرح النهج : ٦ / ٣٣١.
عبد الله عليهالسلام ، قال : إنّ الله عرض ولاية أمير المؤمنين فقبلها الملائكة واباها ملك يقال لها فطرس فكسر الله جناحه ، فلمّا ولد الحسين بن على عليهالسلام بعث الله جبرئيل فى سبعين ألف ملك إلى محمّد صلىاللهعليهوآله يهنّئهم بولادته فمرّ بفطرس.
فقال له فطرس : يا جبرئيل الى أين تذهب قال بعثنى الله الى محمّد أهنّئهم بمولود ولد فى هذه الليلة فقال له فطرس احملنى معك وسل محمّدا يدعو لى فقال له جبرئيل اركب جناحى فركب جناحه فأتى محمّدا صلىاللهعليهوآله فدخل عليه وهنأه ، فقال له يا رسول الله صلىاللهعليهوآله إنّ فطرس بينى وبينه أخوّة وسألنى أن أسألك أن تدعو الله له أن يردّ عليه جناحه فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله لفطرس أتفعل قال نعم.
فعرض عليه رسول الله صلىاللهعليهوآله ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام فقبلها ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله شأنك بالمهد فتمسّح به وتمرّغ فيه قال فمضى فطرس فمشى الى مهد الحسين ابن على ورسول الله يدعو له ، قال قال رسول الله فنظرت الى ريشه وانّه ليطلع ويجرى منه الدم ويطول حتّى لحق بجناحه الآخر وعرج مع جبرئيل الى السماء وصار الى موضعه (١).
٢ ـ روى ابن شهرآشوب عن ابن عبّاس والصادق عليهالسلام إنّ الحسين عليهالسلام لمّا ولد أمر الله جبرئيل أن يهبط فى ألف من الملائكة فيهنّئ رسول الله من الله تعالى ومن جبرئيل قال : فهبط جبرئيل على جزيرة فى البحر فيها ملك يقال له فطرس فكان من الحملة فبعثه الله فى شيء فابطأ عليه فكسر جناحه وألقاه فى تلك الجزيرة فعبد الله سبع مائة عام حتّى ولد الحسين عليهالسلام فقال الملك لجبرئيل أين تريد.
قال : إنّ الله عزوجل أنعم على محمّد بنعمة فبعثت أهنئه من الله ومنّى فقال : يا جبرئيل احملنى معك ، لعلّ محمّدا يدعو لى قال : فحمله فلمّا ذحل جبرئيل على
__________________
(١) بصائر الدرجات : ٦٨.
النبيّ صلىاللهعليهوآله هنّأه من الله ومنه وأخبره بحال فطرس فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله قل له يتمسّح بهذا المولود وعد الى مكانك.
قال : فتمسّح فطرس بالحسين وارتفع ، فقال يا رسول الله أما انّ أمّتك ستقتله وله علىّ مكافاة لا يزوره زائر إلّا أبلغته ، عنه ولا يسلّم مسلّم إلّا أبلغته سلامه ولا يصلّى عليه مصلّ إلّا أبلغته صلاته ثمّ ارتفع ، قال ابن عبّاس فالملك ليس يعرف فى الجنّة إلّا بأن يقال هذا مولى الحسين بن على عليهماالسلام (١).
٣ ـ أبو جعفر المشهدى باسناده عن إبراهيم بن شعيب الميثمىّ ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : إنّ الحسين صلوات الله عليه لمّا ولد أمر الله تعالى جبرئيل عليهالسلام أن يهبط فى ألف من الملائكة فيهنئ ، رسول الله صلىاللهعليهوآله ببشارة من الله تعالى ومن جبرئيل ، قال : فهبط جبرئيل عليهالسلام ، فمرّ على جزيرة فى البحر فيها ملك يقال له : فطرس وكان من الحملة ، بعثه الله تعالى فى شيء فابطأ عليه ، فكسر جناحيه وألقاه فى تلك الجزيرة.
فعبد الله تعالى فيها سبع مائة عام حتّى ولد الحسين عليهالسلام ، فقال الملك لجبرئيل: يا جبرئيل ، اين تريد؟ قال : إنّ الله تعالى أنعم على محمّد صلىاللهعليهوآله نعمة فبعثنى أهنّئه من الله عزوجل ومنّى قال يا جبرئيل ، احملنى معك لعلّ محمّدا يدعو لى ، فحمله جبرئيل ، قال : فلمّا دخل جبرئيل على النبيّ صلىاللهعليهوآله هنّأه من الله تعالى ومن نفسه ، وأخبره بحال فطرس.
فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : تمسّح بهذا المولود وعد إلى مكانك ، فتمسّح فطرس بالحسين عليهالسلام وارتفع وقال : يا رسول الله ، أما انّ أمّتك ستقتله ، وله علىّ مكافاة الا يزور زائر إلّا أبلغته عنه ولا يسلّم عليه مسلّم إلّا بلّغته عنه ، سلامه ولا يصلّى عليه
__________________
(١) المناقب : ٢ / ١٩٧.
مصلّ إلّا أبلغته صلاته. ثمّ ارتفع (١).
٤ ـ قال الراوندى : انّه لما ولد الحسين عليهالسلام أمر الله تعالى جبرئيل عليهالسلام ان يهبط فى ملاء من الملائكة فيهنّئ محمّدا فهبط فمرّ بجزيرة فيها ملك يقال له فطرس بعثه الله تعالى فى شيء فابطأ فكسر جناحه فألقاه فى تلك الجزيرة فعبد الله سبعمائة سنة قال فطرس لجبرئيل الى أين ، قال الى محمّد صلىاللهعليهوآله قاله فاحملنى معك الى محمّد لعلّه يدعو لى.
فلمّا دخل جبرئيل عليهالسلام وأخبر محمّدا بحال فطرس قال له النبيّ صلىاللهعليهوآله قل له تمسح بهذا المولود جناحه فمسح فطرس فطرس بمهد الحسين عليهالسلام فأعاد الله تعالى عليه فى الحال جناحه ثمّ ارتفع مع جبرئيل الى السماء فسمّى عتيق الحسين (٢).
٩ ـ باب جوده وشجاعته عليهالسلام
١ ـ قال ابن شهرآشوب : انّه كان بين الحسين عليهالسلام وبين الوليد بن عقبه منازعة فى ضيعة فتناول الحسين عمامة الوليد عن رأسه وشدّها فى عنقه وهو يومئذ وال على المدينة فقال مروان بالله ما رأيت كاليوم جرأة رجل على أميره فقال الوليد ، والله ما قلت هذا غضبا لى ولكنّك حسدتنى على حلمى عنه وإنّما كانت الضيعة له ، فقال الحسين الضّيعة لك يا وليد وقام (٣).
٢ ـ عنه ، قيل له يوم الطفّ أنزل على حكم بنى عمّك قال : لا والله ، لا
__________________
(١) الثاقب فى المناقب : ٣٣٨.
(٢) الخرائج : ٢٣٠.
(٣) المناقب : ٢ / ١٩٣.
أعطيكم يدى إعطاء الذليل ولا افر فرار العبيد ، ثمّ نادى يا عباد الله إنّى عذت بربّى وربّكم من كلّ متكبّر لا يؤمن بيوم الحساب (١)
٣ ـ عنه قال عليهالسلام موت فى عزّ خير من حيوة فى ذلّ ، وأنشأ عليهالسلام فى يوم قتل :
الموت خير من ركوب العار |
|
والعار اولى من دخول النار |
والله ما هذا وهذا جارى (٢) |
٤ ـ روى المجلسى عن المناقب عن عمرو بن دينار قال : دخل الحسين عليهالسلام على اسامة بن زيد وهو مريض ، وهو يقول : وا غمّاه ، فقال له الحسين عليهالسلام : وما غمّك يا أخى؟ قال : دينى وهو ستّون ألف درهم ، فقال الحسين : هو علىّ قال : إنّى أخشى أن أموت ، فقال الحسين لن تموت حتّى أقضيها عنك ، قال : فقضاها قبل موته(٣).
٥ ـ عنه كان عليهالسلام يقول : شرّ خصال الملوك : الجبن من الأعداء والقسوة على الضعفاء والبخل عند الإعطاء (٤)
٦ ـ عنه عن كتاب أنس المجالس أنّ الفرزدق أتى الحسين عليهالسلام لمّا أخرجه مروان من المدينة فأعطاه عليهالسلام أربعمائة دينار ، فقيل له : إنّه شاعر فاسق منتهر ، فقال عليهالسلام إنّ خير مالك ما وقيت به عرضك ، وقد أثاب رسول الله صلىاللهعليهوآله كعب بن زهير ، وقال فى عبّاس بن مرداس : اقطع لسانه عنى (٥)
٧ ـ وفد اعرابى المدينة فسأل عن أكرم الناس بها ، فدلّ على الحسين عليهالسلام فدخل المسجد فوجده مصلّيا فوقف بازائه وأنشأ :
__________________
(١) المناقب : ٢ / ٢٩٣.
(٢) المناقب : ٢ / ٢٩٣.
(٣) البحار : ٤٤ / ١٨٩.
(٤) المناقب : ٢ / ٢٩٣.
(٥) البحار : ٤٤ / ١٨٩.
لم يخب الآن من رجاك ومن |
|
حرّك من دون بابك الحلقة |
أنت جواد وأنت معتمد |
|
أبوك قد كان قاتل الفسقة |
لو لا الّذي كان من أوائلكم |
|
كانت علينا الجحيم منطبقة |
قال : فسلّم الحسين وقال : يا قنبر هل بقى من مال الحجاز شيء قال : نعم أربعة آلاف دينار ، فقال : هاتها قد جاء من هو أحقّ بها منّا ، ثمّ نزع برديه ولفّ الدنانير فيها وأخرج يده من شقّ الباب حياء من الأعرابى وأنشأ :
خذها فانّى إليك معتذر |
|
واعلم بأنّى عليك ذو شفقة |
لو كان فى سيرنا الغداة عصا |
|
أمست سمانا عليك مندفقة |
لكنّ ريب الزمان ذو غير |
|
والكفّ منّى قليلة النفقة |
قال : فأخذها الأعرابىّ وبكا فقال له : لعلّك استقللت ما أعطيناك ، قال : لا ، ولكن كيف يأكل التراب جودك ، وهو المروى عن الحسن بن على عليهماالسلام (١).
٨ ـ روى المجلسى عن كشف الغمّة قال : وكتب إليه الحسن عليهالسلام يلومه على إعطاء الشعراء فكتب إليه : أنت أعلم منّى بأنّ خير المال ما وقى به العرض (٢).
٩ ـ الحافظ أبو نعيم : حدّثنا سليمان بن أحمد ، ثنا على بن عبد العزيز ، ثنا الزبير بن بكّار ، حدثني محمّد بن الحسن. قال : لمّا نزل القوم بالحسين وأيقن أنهم قاتلوه ، قام فى أصحابه خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : قد نزل من الأمر ما ترون ؛ وأنّ الدنيا قذ تغيّرت وتنكرت وأدبر معروفها وانشهرت ؛ حتّى لم يبق منها إلّا كصبابة الاناء الا خسيس عيش كالمرعى الوبيل ، ألا ترون الحقّ لا يعمل به ، والباطل لا يتناهى عنه ، ليرغب المؤمن فى لقاء الله وإنّى لا أرى الموت إلّا سعادة ،
__________________
(١) البحار : ٤٤ / ١٩٠.
(٢) البحار : ٤٤ / ١٩٥.
والحياة مع الظالمين إلّا حرما (١).
١٠ ـ قال الاربلى : ولما رأى الحسين عليهالسلام إصرارهم على باطلهم وظهور علائم الشقاء على أخلاقهم وفعائلهم ، وأنّ إبليس وجنوده قادوا فى أشطانهم ، وحبايلهم ، علم بسعادة من قتلوا وشقاوة قاتلهم ، وتحقّق أنّه قد طبع الله على قلوبهم فلا ينجح فيهم ، نصح ناصحهم ، ولا عذل عاذلهم ، فجدّ فى حربهم على بصيرة واجتهد ، وصبر صبر الكرام على تلك العدة وذلك العدد.
ويعزّ علىّ أن يجرى بذكره لسانى ، أو يسمح بسطره بنانى ، أو أتمثله فى خاطرى وجنانىّ ، فأنّى أحد لذكره ألما ، وأبكى لمصابه دمعا ودما ، واستشعر لمّا بلغ منه همّا وندما ، ولكن لا حيلة فيما جرى به القضاء والقدر ، وان ذممنا الورد فانا نحمد الصدر ، والله يجازى كلّا على فعله ولا يبعد الله الّا من كفر (٢).
١١ ـ عنه قال النبيّ صلىاللهعليهوآله وقد جاءته أم هانى يوم الفتح تشكوا أخاها عليّا عليهالسلام لله درّ أبى طالب لو ولد الناس كلّهم كانوا شجعانا ، وكان على عليهالسلام يقول فى بعض حروبه : أملكوا عنّى هذين الغلامين فانى أنفس بهما عن القتل لئلّا ينقطع نسل رسول الله ، وقيل لمحمّد بن الحنفيّة رحمة الله عليه : أبوك يسمح بك فى الحرب ويشحّ بالحسن والحسين عليهماالسلام؟ فقال : هما عيناه وأنا يده ، والانسان يقى عينيه بيده (٣).
١٢ ـ قال محمّد بن طلحة : وقد اشتهر النقل عنه عليهالسلام انه كان يكرم الضعيف ويمنح الطالب ويصل الرّحم وينيل الفقير ، ويسعف السائل ويكسوا العارى ، ويشبع الجائع ويعطى الغارم ويشدّ من الضعيف ويشفق على اليتيم ويعين ذا الحاجة ، وقلّ
__________________
(١) حلية الاولياء : ٢ / ٣٩.
(٢) كشف الغمة : ٢ / ٢٢.
(٣) كشف الغمة : ٢ / ٢٥.
أن وصله مال الّا فرقه ونقل أنّ معاوية لما قدم مكّة وصله بمال كثير وثياب وافرة وكسوة وافية فردّ الجميع عليه ولم يقبله منه.
وهذه سجيّة الجواد وشنشنة الكريم ، وسمة ذى السماحة وصفة من قد حوى مكارم الاخلاق فافعاله المتلوة شاهدة له بصفة الكرم ، ناطقة بانّه متّصف بمحاسن الشيم وقد كان بالعبادة مقتديا بمن تقدّم حتّى نقل عنه عليهالسلام أنه حجّ خمسا وعشرين حجّة الى الحرم وجنائبه تقاد معه وهو ماش على القدم (١).
١٣ ـ الحافظ ابن عساكر : أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنبأنا أحمد بن عبد الملك ، أنبأنا علىّ بن محمّد بن على ، وعلىّ بن جعفر ، وعبد الرحمن بن محمّد بن بالوية قالا ، أنبأنا أبو العباس الأصمّ أنبأنا عبّاس بن محمّد ، أنبأنا يحيى أنبأنا الأصمعي قال : بلغنا عن ابن عون ، قال : كتب الحسن الى الحسين يعيب عليه إعطاء الشعراء قال : فكتب إليه الحسين : إنّ خير المال ما وقى به العرض. (٢)
١٠ ـ باب أنّه عليهالسلام أحبّ أهل الأرض والسماء
١ ـ ابن شهرآشوب عن الرّضا عن آبائه عليهمالسلام قال رسول الله صلىاللهعليهوآله: من أحبّ أن ينظر إلى أهل السماء فلينظر الى الحسين (٣)
٢ ـ عنه الطبريان فى الولاية والمناقب والسّمعانى فى الفضائل بأسانيدهم عن إسماعيل بن رجاء وعمرو بن شعيب ، أنّه مرّ الحسين عليهالسلام على عبد الله بن
__________________
(١) مطالب السؤل : ٧٣.
(٢) ترجمة الامام الحسين : ١٥٣.
(٣) المناقب : ٢ / ١٩٦.
عمرو بن العاص ، فقال عبد الله : من أحبّ أن ينظر إلى أحبّ أهل الأرض الى أهل السماء فلينظر الى هذا المجتاز وما كلمته منذ ليالى صفّين.
فاتى به أبو سعيد الخدرى الى الحسين عليهالسلام فقال الحسين أتعلم انّى أحبّ أهل الارض الى أهل السماء ، وتقاتلنى وأبى يوم صفّين ، والله إنّ أبى لخير منّى فاستعذر وقال انّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال لى اطع أباك ، فقال له الحسين عليهالسلام أمّا سمعت قول الله تعالى «وإن جاهداك على أن تشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما» وقول رسول الله إنّما الطاعة فى المعروف وقوله : لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق (١).
٣ ـ قال الطبرسى : روى سلمان الفارسى قال : سمعت رسول الله وهو يقول : الحسن والحسين ابناى من أحبّهما أحبّنى ومن أحبّنى ومن أحبّنى أحبّه الله ومن أحبّه الله أدخله الجنة ومن أبغضهما أبغضنى ومن أبغضنى أبغضه الله ومن أبغضه الله أدخله النار على وجهه (٢).
٤ ـ الحافظ ابن عساكر : أنبأنا محمّد بن سعد ، أنبأنا قبيصة بن عقبة ، أنبأنا يونس بن أبى إسحاق ، عن العيزار بن حريث قال : بينما عمرو بن العاص جالس فى ظل الكعبة إذ رأى الحسين بن على مقبلا فقال : هذا أحبّ أهل الأرض إلى أهل السماء اليوم. فقال أبو اسحاق : بلغنى أن رجلا جاء ، عمرو بن العاص وهو جالس فى ظل الكعبة فقال : علىّ رقبة من ولد إسماعيل. فقال : ما أعلمها إلّا الحسن والحسين (٣)
__________________
(١) المناقب : ٢ / ١٩٧.
(٢) اعلام الورى : ٢١٩.
(٣) ترجمة الامام الحسين : ١٤٨.
١١ ـ باب انّ الحسين منّى وأنا منه
١ ـ قال السيّد المرتضى : روى انّ النبيّ صلىاللهعليهوآله خرج مع أصحابه إلى طعام دعوا إليه ؛ فاذا بالحسين عليهالسلام ، وهو صبىّ يلعب مع صبية فى السكّة ، فاستقبل رسول الله صلىاللهعليهوآله أمام القوم ، فطفق الصبىّ يفرّ مرّة هاهنا ، ومرّة هاهنا ، ورسول الله صلىاللهعليهوآله يضاحكه ، ثمّ أخذه ، فجعل احدى يديه تحت ذقنه ، والاخرى ، تحت فأس رأسه ، وأعتنقه ، فقبله وقال : أنا من حسين وحسين منّى ، أحبّ الله من أحبّ حسينا ، حسين سبط من الاسباط (١)
٢ ـ الترمذى : حدّثنا الحسن بن عرفة حدّثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الله ابن عثمان بن خيثم عن سعيد بن راشد ، عن يعلى بن مرّة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : حسين منّى وأنا من حسين ، أحبّ الله من أحبّ حسينا ، حسين سبط من الاسباط (٢).
٣ ـ الحاكم النيشابوريّ حدثنا محمّد بن صالح بن هانى ، ثنا الحسين بن الفضل البجلى ثنا عفان ثنا وهيب ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن أبى راشد ، عن يعلى العامرى أنّه خرج مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ، الى طعام دعوا له ، قال فاستقبل رسول الله امام القوم وحسين مع الغلمان يلعب فأراد رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يأخذه.
فطفق الصبىّ يفرّها هنا مرّة وهاهنا مرّة فجعل رسول الله صلىاللهعليهوآله يضاحكه حتّى أخذه قال فوضع إحدى يديه تحت قفاه والاخرى تحت ذقنه فوضع فاه على
__________________
(١) أمالى المرتضى : ١ / ٢١٩.
(٢) صحيح الترمذى : ٥ / ٦٥٨.
فيه ، يقبله فقال حسين منّى وأنا من حسين أحبّ الله من أحبّ حسينا حسين سبط من الاسباط هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه (١).
٤ ـ عنه حدّثنى أبو بكر بن أحمد بن بالويه ، ثنا الحسن بن على بن شبيب المعمرى ، ثنا أبو عبيدة بن الفضيل بن عياض ، ثنا مالك بن سعيد بن الخمس ، ثنا هشام بن سعد ثنا نعيم بن عبد الله المجمر ، عن أبى هريرة قال ما رأيت الحسين بن علىّ إلّا فاضت عينى دموعا وذاك ان رسول الله صلىاللهعليهوآله خرج يوما فوجدنى فى المسجد فأخذ بيدى واتّكأ علىّ فانطلقت معه حتّى جاء سوق بنى قينقاع.
قال : وما كلّمنى فطاف ونظر ثمّ رجع ورجعت معه فجلس فى المسجد واحتبى ، وقال لى ادع لى لكاع فاتى حسين يشتدّ حتّى وقع فى حجره ، ثمّ أدخل يده فى لحية رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فجعل رسول الله صلىاللهعليهوآله يفتح فم الحسين ، فيدخل فاه فى فيه ويقول : اللهمّ إنّى أحبّه فأحبه هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه (٢).
٥ ـ الحافظ ابن عساكر أخبرنا أبو القاسم ابن الحسين ، أنبأنا أبو على ابن المذهب ، قال : أنبأنا أبو بكر ابن مالك ، أنبأنا عبد الله ، حدّثنى أبى أنبأنا عفان ، أنبأنا وهيب ، أنبأنا عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن أبى راشد ، عن يعلى العامرى أنّه خرج مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الى طعام دعوا إليه ، قال : فاستقبل رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال : عفان ، قال وهيب : فاستقبل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ امام القوم وحسين مع غلمان يلعب فأراد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يأخذه قال : فطفق الصبىّ يفرّ هاهنا مرّة وهاهنا مرّة ، فجعل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يضاحكه حتّى أخذه ، قال : فوضع إحدى يديه تحت قفاه ، والاخرى تحت ذقنه فوضع فاه على فيه فقبله ، قال : حسين
__________________
(١) المستدرك : ٣ / ١٧٧.
(٢) المستدرك : ٣ / ١٧٨.
منّى وأنا من حسين ، أحبّ الله من أحبّ حسينا ، حسين سبط من الاسباط (١).
٦ ـ عنه أخبرنا أبو على الحدّاد فى كتابه وأخبرنى أبو مسعود عنه ـ أنبأنا أبو نعيم ، أنبأنا سليمان بن أحمد ، أنبأنا أبو بكر بن سهل ، أنبأنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح ، عن راشد بن سعد ، عن يعلى بن مرّة ، قال : خرجنا مع النبيّ صلىاللهعليهوآله فدعينا الى طعام ، فاذا الحسين يلعب فى الطريق ، فاسرع النبيّ صلىاللهعليهوآله امام القوم.
ثمّ بسط يديه فجعل الحسين يمر مرّة هاهنا ومرّة هاهنا فيضاحكه حتّى أخذه فجعل احدى يديه فى ذقنه والاخرى بين رأسه واذنيه ثمّ اعتنقه فقبّله فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : حسين منّى وأنا منه أحبّ الله من أحبّ الحسن والحسين سبط من الاسباط (٢)
٧ ـ عنه أخبرنا والدى الحافظ أبو القاسم علىّ بن الحسن رحمهالله قال : أخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، أخبرنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد ، أنبأنا أبو الفضل عبيد الله بن محمّد الفامى ، أنبأنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق بن إبراهيم السرّاج ، أنبأنا إسحاق بن إبراهيم ، أنبأنا يحيى بن آدم ، أنبأنا ذرّ ، وابن عمر ، عن ابن جريح ، عن عبد الله بن أبى يزيد :
عن نافع بن جبير ، عن أبى هريرة ، قال : كنت مع رسول الله صلىاللهعليهوآله فى سوق من أسواق المدينة ؛ فانصرف وانصرفت معه ، فقال : ادع الحسين بن على فجاء الحسين بن على يمشى فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله بيده هكذا فقال الحسين بيده هكذا فالتزمه فقال : اللهمّ إنّى أحبّه فأحبّه وأحبّ من يحبّه قال أبو هريرة فما كان بعد أحد أحبّ
__________________
(١) ترجمة الامام الحسين : ٧٩.
(٢) ترجمة الامام الحسين : ٨٢.
إلىّ من الحسين بن علىّ بعد ، ما قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ما قال (١)
١٢ ـ باب ان الامامة فى ولده عليهالسلام
١ ـ علىّ بن إبراهيم فى قوله : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً) قال : الاحسان رسول الله صلىاللهعليهوآله ؛ وقوله : (بِوالِدَيْهِ) عنى الحسن والحسين عليهماالسلام ثمّ عطف على الحسين فقال : (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً) وذلك انّ الله أخبر رسول الله صلىاللهعليهوآله وبشّره بالحسين عليهالسلام قبل حمله وأنّ الامامة تكون فى ولده إلى يوم القيامة ، ثمّ أخبره بما يصيبه من القتل والمصيبة فى نفسه وولده ثمّ عرفه بأن جعل الامامة فى عقبه (٢)
٢ ـ الصدوق : حدّثنا علىّ بن أحمد بن عبد الله بن أبى عبد الله البرقي رضى الله عنه قال : حدّثنى أبى ، عن جدّى أحمد بن أبى عبد الله البرقي ، عن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن أبى يعقوب البلخى ، قال : سألت أبا الحسن الرضا عليهالسلام فقلت له : لاى علة صارت الامامة فى ولد الحسين عليهالسلام دون ولد الحسن؟ فقال : لانّ الله عزوجل جعلها فى ولد الحسين عليهالسلام ولم يجعلها فى ولد الحسين والله لا يسأل عمّا يفعل (٣).
٣ ـ عنه حدّثنا علىّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق رضى الله عنه قال : حدّثنا حمزة بن القاسم العلوى العبّاسى قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك الكوفىّ ، الفزارىّ قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن زيد الزيّات ، قال : حدّثنا محمّد بن
__________________
(١) ترجمة الامام الحسين : ٩٢.
(٢) تفسير القمى : ٢ / ٢٩٧.
(٣) عيون اخبار الرضا : ٢ / ٨٢.
زياد الازدىّ ، عن المفضّل بن عمر ، عن الصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام ، قال :
سألته عن قول الله عزوجل : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ) ما هذه الكلمات؟ قال : هى الكلمات الّتي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه ، وهو أنّه قال : يا ربّ أسألك بحقّ محمّد وعلىّ وفاطمة والحسن والحسين إلّا تبت علىّ فتاب الله عليه ، إنّه هو التوّاب الرّحيم ، فقلت له : يا ابن رسول الله فما يعنى عزوجل بقوله : (فَأَتَمَّهُنَّ)؟ قال : يعنى أتمّهنّ إلى القائم عليهالسلام اثنا عشر إماما تسعة من ولد الحسين عليهالسلام قال المفضّل : فقلت له : يا ابن رسول الله فأخبرنى عن قول الله عزوجل : (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ)؟ قال : يعنى بذلك الامامة جعلها الله فى عقب الحسين إلى يوم القيامة. قال : فقلت له : يا ابن رسول الله فكيف صارت الامامة فى ولد الحسين دون ولد الحسن وهما جميعا ولدا رسول الله وسبطاه وسيّدا شباب أهل الجنّة؟
فقال عليهالسلام : إنّ موسى وهارون كانا نبيّين مرسلين أخوين فجعل الله النبوّة فى صلب هارون دون صلب موسى ولم يكن لأحد أن يقول : لم فعل الله ذلك؟ فانّ الامامة خلافة الله عزوجل ليس لأحد أن يقول : لم جعلها الله فى صلب الحسين دون صلب الحسن لأنّ الله تبارك وتعالى هو الحكيم فى أفعاله لا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون (١)
٤ ـ عنه حدّثنا محمّد بن أحمد الشيبانى رضى الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن أبى عبد الله الكوفى ، قال : حدّثنا موسى بن عمران النخعىّ ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفليّ ، عن الحسن بن علىّ بن أبى حمزة ، عن أبيه ، عن أبى بصير ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ)
__________________
(١) معانى الاخبار : ١٢٦.
قال : هى الامامة جعلها الله عزوجل فى عقب الحسين عليهالسلام باقية إلى يوم القيامة (١)
٥ ـ عنه أبى رحمهالله قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميرى ، عن علىّ بن إسماعيل ، عن سعدان ، عن بعض رجاله ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال لما علقت فاطمة عليهاالسلام بالحسين صلوات الله عليه قال لها رسول الله يا فاطمة إنّ الله قد وهب لك غلاما اسمه الحسين يقتله امّتى قالت فلا حاجة لى فيه قال إنّ الله عزوجل قد وعدني فيه أن يجعل الائمّة من ولده قالت قد رضيت يا رسول الله (٢)
٦ ـ عنه حدّثنا أحمد بن الحسن رحمهالله ، قال : حدّثنا أحمد بن يحيى ، قال : حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب ، قال : حدّثنا تميم بن بهلول ، قال : حدّثنا علىّ بن حسان الواسطى عن عبد الرحمن بن كثير الهاشمى ، قال قلت : لأبى عبد الله عليهالسلام جعلت فداك من أين جاء لولد الحسين الفضل على ولد الحسن وهما يجريان فى شرع واحد.
فقال : لا أريكم تأخذون به أنّ جبرئيل عليهالسلام نزل على محمّد صلىاللهعليهوآله وما ولد الحسين بعد ، فقال له يولد لك غلام يقتله أمّتك من بعدك ، فقال : يا جبرئيل لا حاجة فيه فخاطبه ثلاثا ثمّ دعا عليا فقال له أنّ جبرئيل عليهالسلام يخبرنى عن الله عزوجل أنّه يولد لك غلام يقتله أمّتك من بعدك ، فقال لا حاجة لى فيه يا رسول الله فخاطب عليا عليهالسلام ثلاثا.
ثمّ قال : إنّه يكون فيه وفى ولده الامامة والوراثة والخزانة ، فارسل الى فاطمة عليهاالسلام إنّ الله يبشّرك بغلام يقتله امتى من بعدى فقالت فاطمة ليس لى حاجة فيه يا أبت فخاطبها ثلاثا ثمّ أرسل إليها لا بدّ أن يكون فيه الامامة والوراثة
__________________
(١) معانى الاخبار : ١٣١.
(٢) علل الشرائع : ١ / ١٩٥.
والخزانة ، فقالت له رضيت عن الله عزوجل فعلقت وحملت بالحسين عليهالسلام فحملت ستّة أشهر ثمّ وضعته ولم يعش مولود قطّ لستة أشهر غير الحسين بن علىّ عليهماالسلام ، وعيسى بن مريم عليهماالسلام.
فكفلته أمّ سلمة وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يأتيه فى كلّ يوم فيضع لسانه فى فم الحسين عليهالسلام فيمصّه حتّى يروى فأنبت الله عزوجل لحمه من لحم رسول الله صلىاللهعليهوآله ولم يرضع من فاطمة عليهاالسلام ولا من غيرها لبنا قطّ.
فلمّا أنزل الله تبارك وتعالى فيه (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي) فلو قال اصلح لى ذرّيتى كانوا كلّهم ائمة لكن خصّ هكذا (١)
٧ ـ عنه أبى رحمهالله ، قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد وعبد الله ابنى محمود بن عيسى ، عن أبيهما ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن عبد الله بن مسكان ، عن عبد الرحيم القصير ، عن أبى جعفر قال سألته عن قول الله عزوجل : (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) فيمن نزلت.
قال : نزلت فى الامرة إنّ هذه الآية جرت فى الحسين بن على ، وفى ولد الحسين من بعده فنحن أولى بالأمر وبرسول الله صلىاللهعليهوآله من المؤمنين والمهاجرين فقلت لولد جعفر فيهما نصيب قال لا قال فعددت عليه بطون بنى عبد المطّلب كلّ ذلك يقول : لا ونسيت ولد الحسن فدخلت عليه بعد ذلك فقلت هل لولد الحسن فيها نصيب فقال لا يا عبد الرحمن ما لمحمّدى فيها نصيب غيرنا (٢)
__________________
(١) علل الشرائع : ١ / ١٩٦.
(٢) علل الشرائع : ١ / ١٩٦.
٨ ـ عنه أبى رحمهالله ، قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن حماد بن عيسى ، عن عبد الأعلى بن أعين ، قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : إنّ الله عزوجل خصّ عليّا عليهالسلام بوصيّة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وما يصيبه له ، فأقرّ الحسن والحسين له بذلك ، ثمّ وصيّته للحسن وتسليم الحسين للحسن ، ذلك حتّى أفضى الامر إلى الحسين لا ينازعه فيه أحد له من السابقة مثل ماله واستحقّها علىّ بن الحسين لقول الله عزوجل (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) فلا تكون بعد علىّ بن الحسين إلّا فى الاعقاب وأعقاب الاعقاب (١).
٩ ـ عنه أبى رحمهالله قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميرى ، عن إبراهيم ابن مهزيار ، عن علىّ بن مهزيار ، عن الحسن بن سعيد ، عن محمّد بن سنان ، عن أبى سلام ، عن سورة بن كليب ، عن أبى بصير ، عن أبى جعفر عليهالسلام فى قول الله عزوجل (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ) قال فى عقب الحسين عليهالسلام ، فلم يزل هذا الأمر منذ افضى الى الحسين ينتقل من ولد إلى ولد لا يرجع إلى أخ ولا عمّ ولا يتمّ بعلم أحد منهم إلّا وله ولد ، وإن عبد الله خرج من الدنيا ولا ولد له ولم يمكث بين ظهرانى أصحابه إلّا شهرا(٢).
١٠ ـ عنه حدّثنا محمّد بن الحسن ، قال : حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن عبد الصمد بن بشير ، عن فضيل بن سكرة ، قال دخلت على أبى عبد الله عليهالسلام فقال يا فضيل ، أتدري فى أى شيء كنت انظر ، قبل؟ فقلت لا ، قال كنت أنظر فى كتاب فاطمة عليهاالسلام ، فليس ملك يملك
__________________
(١) علل الشرائع : ١ / ١٩٧.
(٢) علل الشرائع : ١ / ١٩٦.
إلّا هو مكتوب باسمه واسم أبيه وما جدت لولد الحسن فيه شيئا (١).
١١ ـ عنه أبى رحمهالله قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليمانى ، عن أبى الطفيل ، عن أبى جعفر عليهالسلام ، قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لأمير المؤمنين : اكتب ما أملى عليك ، قال يا نبىّ الله وتخاف على النسيان.
فقال لست أخاف عليك النسيان وقد دعوت الله لك أن يحفظك ولا ينسيك ولكن اكتب لشركائك قال فقلت ومن شركائى يا نبىّ الله ، قال : الائمّة من ولدك ، بهم تسقى امتى الغيث وبهم يستجاب دعائهم ، وبهم يصرف الله عنهم البلاء وبهم تنزل الرحمة من السماء وهذا أوّلهم وأومى الى الحسن ، ثمّ أومى بيده إلى الحسين ثمّ قال الأئمّة من ولده (٢)
١٢ ـ عنه ابى رحمهالله ، قال : حدثنا محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن على بن محمد ، عن القسم بن محمد ، عن سليمان بن داود المنقرى ، عن محمد بن يحيى عن الحسين الواسطى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن ابى فاختة عن أبى عبد الله ، قال : لا تكون الامامة فى أخوين بعد الحسن والحسين ، وهى جارية فى الاعقاب فى عقب الحسين عليهالسلام (٣)
١٣ ـ عنه حدثنا على بن أحمد بن عبد الله البرقي ، عن أبيه عن جده ، عن أحمد ابن ابى عبد الله ، عن محمد بن عيسى ، عن محمد بن أبى يعقوب البلخى ، قال سئلت أبا الحسن الرضا عليهالسلام قلت له : لاى علة صارت الامامة ، فى ولد الحسين دون ولد الحسن عليهماالسلام ، قال لان الله عزوجل جعلها فى ولد الحسين ولم يجعلها فى ولد
__________________
(١) علل الشرائع : ١ / ١٩٧.
(٢) علل الشرائع : ١ / ١٩٧.
(٣) علل الشرائع : ١ / ١٩٨.
الحسن ، والله لا يسأل عما يفعل (١).
١٤ ـ عنه حدثنا ابراهيم بن هرون الميثمى ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن أبى الثلج قال : حدثنا عيسى بن مهران ، قال : حدثنا منذر الشراك ، قال : حدثنا إسماعيل ابن علية قال : أخبرنى أسلم بن ميسرة العجلى ، عن أنس بن مالك ، عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قال : ان الله عزوجل خلقنى وعليّا وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق الدّنيا بسبعة آلاف عام ، قلت فاين كنتم يا رسول الله قال قدام العرش نسبح الله عزوجل ونحمده ونقدسه ونمجده.
قلت على اىّ مثال قال : أشباح نور حتى اذا أراد الله عزوجل ان يخلق صورنا صيرنا عمود نور ، ثم قذفنا فى صلب آدم ثم أخرجنا الى أصلاب الآباء وأرحام الأمهات ولا يصيبنا نجس الشرك ولا سفاح الكفر يسعد بنا قوم ويشقى بنا آخرون فلما صيرنا الى صلب عبد المطلب أخرج ذلك النور فشقه نصفين فجعل نصفه فى عبد الله ونصفه فى ابى طالب.
ثم أخرج النصف الذي لى الى آمنة والنصف الى فاطمة بنت أسد ، فأخرجتنى آمنة وأخرجت فاطمة عليا ثم أعاد عزوجل العمود الىّ ، فخرجت منى فاطمة ثم أعاد عزوجل العمود الى علىّ ، فخرج منه الحسن والحسين عليهماالسلام ، يعنى من النصفين جميعا ، فما كان من نور على ، فصار فى ولد الحسن ، وما كان من نورى صار فى ولد الحسين عليهالسلام ، فهو ينتقل فى الائمة من ولده الى يوم القيامة (٢).
١٥ ـ عنه حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدثنا أبو سعيد الحسن بن على السكرى قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن زكريا بن دينار الغلابى البصرى ، قال : حدثنا على بن حاتم ، قال : حدثنا الربيع بن عبد الله ، قال : وقع بينى وبين
__________________
(١) علل الشرائع : ١ / ١٩٨.
(٢) علل الشرائع : ١ / ١٩٨.
عبد الله بن الحسن كلام فى الامامة ، فقال عبد الله بن الحسن : ان الامامة فى ولد الحسن والحسين عليهماالسلام.
فقلت : بل هى فى ولد الحسين الى يوم القيامة ، دون ولد الحسن ، فقال لى : وكيف صارت فى ولد الحسين دون الحسن وهما سيدا شباب أهل الجنة ، وهما فى الفضل سواء الا أن للحسن على الحسين فضلا بالكبر ، وكان الواجب أن يكون الامامة اذن فى ولد الافضل ، فقلت له ان موسى وهارون كانا نبيين مرسلين وكان موسى أفضل من هارون عليهماالسلام.
فجعل الله عزوجل النبوة والخلافة فى ولد هارون دون ولد موسى ، وكذا لك جعل الله عزوجل الامامة فى ولد الحسين دون ولد الحسن ليجرى فى هذه الامة سنة من قبلها من الامم ، حذو النعل بالنعل ، فما أجبت فى أمر موسى وهارون عليهماالسلام بشيء فهو جوابى فى أمر الحسن والحسين عليهماالسلام ، فانقطع ، ودخلت على الصادق عليهالسلام ، فلما بصر بى ، قال لى : أحسنت يا ربيع فيما كلمت به عبد الله بن الحسن ثبّتك الله (١).
١٦ ـ عنه حدثنا أبى : ومحمد بن الحسن رضى الله عنهما ، قالا : حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميرى ، جميعا : عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن الحسين بن ثوير ، أبى فاختة ، عن أبى عبد الله عليهالسلام ، قال : لا تكون الامامة فى أخوين بعد الحسن والحسين عليهماالسلام ، أبدا ، انها جرت من على بن الحسين عليهماالسلام ، كما قال الله جل جلاله : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ). ولا تكون بعد على بن الحسين الا فى الاعقاب وأعقاب الاعقاب (٢)
__________________
(١) علل الشرائع : ١ / ١٩٩.
(٢) كمال الدين : ٤١٤.