الشيخ عزيز الله العطاردي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: انتشارات عطارد
المطبعة: افست
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣١
صاح السقنبر ، يقول : لا قوّة إلّا بالله العظيم واذا صاحت النعامة يقول لا معبود سوى الله ، واذا صاحت الخطافة فانّها تقرأ سورة الحمد ويقول يا قابل توبة التوّابين يا الله لك الحمد.
اذا صاحت الزرافة يقول لا إله إلّا الله وحده واذا صاح الحمد يقول كفى بالموت واعظا ، واذا صاح الحمدى يقول عاجلنى الموت فقلّ ذنبى ، واذا زار الأسد يقول : أمر الله مهمّ ، واذا صاح الثور يقول : مهلا مهلا يا ابن آدم أنت بين يدى من يرى ولا يرى وهو الله ، واذا صاح الفيل يقول لا يغنى عن الموت قوّة ولا حيلة.
اذا صاح الفهد يقول يا عزيز يا جبّار يا متكبّر يا الله ، واذا صاح الجمل يقول : سبحان يا مذلّ الجبّارين ، سبحانه ، واذا اصهل الفرس يقول : سبحانه ربّنا سبحانه واذا صاح الذئب ، يقول : ما حفظ الله فلن يطيع ابدا ، واذا صاح ابن آوى يقول : الويل الويل للمذنب المصرّ ، واذا صاح الكلب يقول : كفى بالمعاصى ذلّا واذا صاح الأرنب يقول : لا تهلكنى يا الله لك.
اذا صاح الثعلب يقول : الدنيا دار غرور ، واذا صاح الغزال يقول نجنى من الأذى واذا صاح الكركدن يقول : اغثنى وإلّا أهلكت يا مولاى ، واذا صاح الابل يقول : حسبى الله ونعم الوكيل ، واذا صاح النمر يقول : سبحان من تعزّز بالقدرة سبحانه.
اذا نبحت الحيّة يقول ما أشقى من عصاك يا رحمن ، واذا نبحت العقرب يقول الشرّ شيء وحش ثمّ قال عليهالسلام ما خلق الله من شيء الا وله تسبيح يحمد به ربّه ، ثمّ تلى هذه الآية (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) (١).
٣٢ ـ عنه قال : انّه عليهالسلام لمّا أراد العراق ، قالت له أمّ سلمة رضى الله عنها لا
__________________
(١) الخرائج : ٢٢٧.
تخرج الى العراق فانّى سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : يقتل ابنى الحسين عليهالسلام بالعراق وعندى تربة دفعها الىّ فى قارورة فقال : والله إنّى لمقتول كذلك وان لم أخرج إلى العراق يقتلوننى ، وان أحببت ان اريك مضجعى ومصرع أصحابى ثمّ مسح بيده على وجهها فمسح الله فى بصرها حتّى رأت ذلك كلّه وأخذ تربة فاعطاها من تلك التربة أيضا فى قارورة أخرى.
قال عليهالسلام : اذا صار أفاض دما فاعلمى انّى قتلت فقالت أمّ سلمة فلمّا كان يوم عاشوراء نظرت الى القارورتين بعد الظهر ، فاذا هما قد فاصتادما فصاحت ولم يقلب فى ذلك اليوم حجر ولا مدر الّا وجدوا تحته دما عبيطا (١)
٣٣ ـ عنه قال : ما روى عن زين العابدين عليهالسلام انّه قال : لما كانت اللّيلة التي قتل فيها الحسين عليهالسلام فى صبيحتها ، قام فى أصحابه فقال : إنّ هؤلاء يريدوننى دونكم ولو قتلونى لم يقبلوا إليكم فالنجا النجا وأنتم فى حلّ فانكم ان أصبحتم معى قتلتم كلّكم ، فقالوا لا نخذلك ولا نختار العيش بعدك فقال انّكم تقتلون كلّكم حتّى لا يفلت منكم واحد وكان كما قال (٢)
٣٤ ـ روى ابن شهرآشوب عن كتاب الانوار انّ الله تعالى هنأ النبيّ عليهالسلام بحمل الحسين عليهالسلام وولادته وعزّاه بقتله فعرفت فاطمة فكرهت ذلك فنزلت (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) فحمل النساء تسعة أشهر ولم يولد مولود لستة أشهر عاش غير عيسى والحسين عليهماالسلام (٣).
٣٥ ـ عنه عن غرر أبى الفضل بن خيرانة باسناده أنّه اعتلّت فاطمة لمّا ولدت الحسين عليهالسلام وجفّ لبنها فطلب رسول الله صلىاللهعليهوآله مرضعا فلم يجد فكان يأتيه فيلقمه
__________________
(١) الخرائج : ٢٣١.
(٢) الخرائج : ٢٣١.
(٣) المناقب : ٢ / ١٧٩
إبهامه فيمصّها ويجعل الله فى إبهام رسول الله صلىاللهعليهوآله رزقا يغذوه ويقال بل كان رسول الله يدخل لسانه فى فيه فيغرّه كما يغرّا الطير فرخه فيجعل الله فى ذلك رزقا ففعل ذلك أربعين يوما وليلة فنبت لحمه من لحم رسول الله صلىاللهعليهوآله (١)
٣٦ ـ عنه ، روى عن برة ابنة اميّة الخزاعى قال لمّا حملت فاطمة عليهاالسلام بالحسن خرج النبيّ عليهالسلام فى بعض وجوهه فقال لها انّك ستلدين غلاما قد هنأنى به جبرئيل ، فلا ترضعيه حتى أصير إليك قالت فدخلت على فاطمة حين ولدت الحسن عليهالسلام وله ثلث ما أرضعته فقلت لها : أعطنيه حتّى أرضعه فقالت كلّا ثمّ أدركتها رقّة الامّهات فأرضعته.
فلمّا جاء النبيّ عليهالسلام ، قال لها ما ذا صنعت قالت ادركنى عليه رقّة الامّهات فأرضعته فقال أبى الله عزوجل إلّا ما أراد ، فلمّا حملت بالحسين عليهالسلام قال لها يا فاطمة إنّك ستلدين غلاما فد هنّأنى به جبرئيل ، فلا ترضعيه حتّى أجيئ إليك ولو أقمت شهرا قالت : أفعل ذلك فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله فى بعض وجوهه فولدت فاطمة الحسين عليهالسلام فما أرضعته حتّى جاء رسول الله صلىاللهعليهوآله.
فقال لها ما ذا صنعت قالت ما أرضعته فأخذه فجعل لسانه فى فمه فجعل الحسين يمصّ حتّى قال النبيّ عليهالسلام أيها حسين أيها حسين ، ثمّ قال أبى الله إلّا ما يريد هى فيك وفى ولدك يعنى الامامة ، ولمّا منع الماء من الحسين عليهالسلام أخذ سهما وعدّ فوق خيام النساء تسع خطوات فحفر الموضع فنبع ماء طيّب فشربوا وملأ واقربهم عليهالسلام(٢).
٣٧ ـ عنه روى الكلبى أنّه قال مروان للحسين عليهالسلام : لو لا فخركم بفاطمة بم كنتم تفخرون علينا ، فوثب الحسين عليهالسلام فقبض على حلقه فعصره ولوّى عمامته فى عنقه حتّى غشى عليه ، ثمّ تركه ثمّ تكلّم وقال فى آخر كلامه والله ما بين جابرسا و
__________________
(١) المناقب : ٢ / ١٧٩
(٢) المناقب : ٢ / ١٧٩
جابلقا رجل ممّن ينتحل الإسلام أعدى لله ولرسوله ولأهل بيته منك ومن أبيك ، اذ كان وعلامة قولى فيك أنّك إذا غضبت سقط ردائك ، عن منكبك ، قال : فو الله قام مروان من مجلسه حتّى سقط رداؤه عن عاتقه (١).
٣٨ ـ عنه باسناده عن زرارة بن أعين سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يحدّث عن آبائه عليهمالسلام ، أنّ مريضا شديد الحمّى عاده الحسين عليهالسلام فلمّا دخل من باب الدّار طار الحمّى عن الرجل فقال له : رضيت بما أوتيتم به حقّا حقّا ، الحمّى يهرب عنكم ، فقال له الحسين عليهالسلام : والله ما خلق الله شيئا الّا وقد امره بالطاعة لنا قال : فاذا نسمع الصوت ولا نرى الشخص يقول لبّيك قال : أليس أمير المؤمنين أمرك أن لا تقربى إلّا عدوّا أو مذنبا لكى تكونى كفارة لذنوبه فما بال هذا وكان المريض عبد الله ابن شدّاد بن الهادى اللّيثى (٢).
٣٩ ـ عنه تهذيب الاحكام قال أبو عبد الله عليهالسلام : إنّ امرأة كانت تطوف وخلفها رجل فأخرجت ذراعها ، فمال بيده حتّى وضعها على ذراعها فاثبت الله يده فى ذراعها حتّى قطع الطّواف وأرسل إلى الامير واجتمع الناس وارسل الى الفقهاء فجعلوا يقولون : اقطع يده فهو الّذي جنى الجناية ، فقال هاهنا أحد من ولد محمّد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقالوا : نعم الحسين بن علىّ عليهماالسلام قدم اللّيلة.
فأرسل إليه فدعاه فقال : انظر ما لقى ذان فاستقبل الكعبة ورفع يديه فمكث طويلا يدعوا ثمّ جاء إليها حتّى تخلّصت يده من يدها ، فقال الأمير ألّا نعاقبه بما صنع قال لا (٣).
٤٠ ـ عنه روى عبد العزيز بن كثير ، أنّ قوما أتوا إلى الحسين عليهالسلام ، وقالوا :
__________________
(١) المناقب : ٢ / ١٨٠.
(٢) المناقب : ٢ / ١٨٠.
(٣) المناقب : ٢ / ١٨٠.
حدّثنا بفضائلكم ، قال لا تطيقون وانحازوا عنّى لا شير إلى بعضكم ، فان أطاق سأحدّثكم فتباعدوا عنه فكان يتكلّم معه أحدهم حتّى دهش ووله وجعل يهيم ولا يجيب أحدا وانصرفوا عنه (١).
٤١ ـ عنه ، صفوان بن مهران قال سمعت الصادق عليهالسلام يقول : اختصم رجلان فى زمن الحسين عليهالسلام فى امرأة وولدها ، فقال هذا لى وقال هذا لى فمرّ بهما الحسين فقال لهما فيما ذا تمرجان قال أحدهما : أنّ الامرأة لى ، فقال للمدّعى الأوّل اقعد فقعد وكان الغلام رضيعا.
فقال الحسين يا هذه اصدقى من قبل أن يهتك الله سترك فقالت هذا زوجى والولد له ولا اعرف هذا فقال عليهالسلام : يا غلام ما تقول هذه انطق باذن الله تعالى فقال له ما انا لهذا ولا لهذا وما أبى الّا راع لآل فلان فأمر عليهالسلام برجمها قال جعفر عليهالسلام : فلم يسمع أحد نطق ذلك الغلام بعدها (٢).
٤٢ ـ عنه عن الاصبغ بن نباته قال سألت الحسين عليهالسلام ، فقلت سيّدى أسألك عن شيء أنا به موقن وانّه من سرّ الله وأنت المسرور إليه ذلك السرّ فقال عليهالسلام يا أصبغ أتريد أن ترى مخاطبة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، لأبى دون يوم مسجد قبا ، قال هذا الذي أردت قال قم ، فاذا أنا وهو بالكوفة ، فنظرت فاذا المسجد من قبل أن يرتدّ إلىّ فتبسّم فى وجهى.
فقال يا أصبغ انّ سليمان بن داود أعطى الريح غدوّها شهر ورواحها شهر وأنا قد أعطيت أكثر ممّا أعطى سليمان فقلت صدقت والله يا ابن رسول الله فقال نحن الّذين عندنا علم الكتاب وبيان ما فيه وليس لأحد من خلقه ما عندنا لأنّا أهل سرّ الله فتبسّم فى وجهى.
ثمّ قال نحن آل الله وورثة رسوله ، فقلت : الحمد لله على ذلك ، ثمّ قال لى
__________________
(١) المناقب : ٢ / ١٨٠.
(٢) المناقب : ٢ / ١٨١.
ادخل فدخلت فاذا أنا برسول الله صلىاللهعليهوآله محتب فى المحراب بردائه فنظرت فاذا أنا بأمير المؤمنين عليهالسلام قابض على تلابيب الأعسر فرأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله يعضّ على الأنامل وهو يقول بئس الخلف خلفتنى أنت وأصحابك عليكم لعنة الله ولعنتى الخبر (١).
٤٣ ـ عنه عن كتاب الابانة قال بشر بن عاصم سمعت أنّ عبد الله بن الزبير يقول قلت للحسين بن على عليهماالسلام انّك تذهب الى قوم قتلوا أباك وخذلوا أخاك فقال : لان اقتل بمكان كذا وكذا أحبّ الىّ من أن يستحلّ بى مكّة عرّض به عليهالسلام (٢).
٤٤ ـ عنه ، عن كتاب التخريج عن العامرى بالاسناد عن هبيرة بن بريم ، عن ابن عبّاس قال رأيت الحسين عليهالسلام قبل أن يتوجّه الى العراق على باب الكعبة وكفّ جبرئيل فى كفّه وجبرئيل ينادى هلمّوا الى بيعة الله عزوجل وعنف ابن عبّاس على تركه الحسين عليهالسلام ، فقال انّ أصحاب الحسين لم ينقصوا رجلا ولم يزيد وارجلا فعرفهم بأسمائهم من قبل شهودهم ، وقال محمّد بن الحنفية وانّ أصحابه عندنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم(٣).
٤٥ ـ روى المجلسى عن كتاب الدلائل لعبد الله بن جعفر الحميرىّ باسناده الى أبى عبد الله عليهالسلام قال : خرج الحسين بن علىّ الى مكّه سنة ماشيا فورمت قدماه فقال له بعض مواليه : لو ركبت ليسكن عنك هذا الورم ، فقال : كلّا إذا أتينا هذا المنزل فانّه يستقبلك أسود ومعه دهن فاشتره منه ولا تماكسه ، فقال له مولاه : بأبى أنت وأمّى ما قدّامنا منزل فيه أحد يبيع هذا الدواء؟ فقال : بلى امامك دون المنزل.
فسار ميلا فاذا هو بالاسود ، فقال الحسين لمولاه : دونك الرجل فخذ منه
__________________
(١) المناقب : ٢ / ١٨١.
(٢) المناقب : ٢ / ١٨١.
(٣) المناقب : ٢ / ١٨١.
الدّهن ، فأخذ منه الدّهن وأعطاه الثمن ، فقال له الغلام لمن أردت هذا الدّهن ، فقال للحسين بن على عليهماالسلام فقال : انطلق به إليه فصار الاسود نحوه فقال : يا ابن رسول الله إنّى مولاك لا آخذ له ثمنا ولكن ادع الله أن يرزقنى ولدا ذكرا سويّا يحبّكم أهل البيت فانّى خلفت امرأتى تمخض ، فقال : انطلق الى منزلك فانّ الله قد وهب لك ولدا ذكرا سويّا.
فولدت غلاما سويّا ثمّ رجع الاسود الى الحسين ودعا له بالخير بولادة الغلام له وإنّ الحسين عليهالسلام قد مسح رجليه فما قام من موضعه حتّى زال ذلك الورم (١).
٤٦ ـ روى عن الكشى عن حمدويه ، عن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبى نجران ، عن اسحاق بن سويد الفرّاء ، عن إسحاق بن عمّار ، عن صالح بن ميثم قال : دخلت أنا وعباية الاسدى على حبابة الوالبية فقال لها : هذا ابن أخيك ميثم ، قالت : ابن أخى والله حقّا ألا أحدّثكم بحديث عن الحسين بن على عليهماالسلام؟ فقلت : بلى ، قالت : دخلت عليه وسلّمت فردّ السلام ورحّب.
ثمّ قال : ما بطأ بك عن زيارتنا والتسليم علينا يا حبابة؟ قلت : ما بطأنى عنك إلّا علّة عرضت ، قال : وما هى؟ قالت : فكشفت خمارى عن برص ، قالت : فوضع يده على البرص ودعا ، فلم يزل يدعو حتّى رفع يده وقد كشف الله ذلك البرص. ثمّ قال : يا حبابة انّه ليس أحد على ملّة إبراهيم فى هذه الامة غيرنا وغير شيعتنا ومن سواهم منها براء(٢).
٤٧ ـ عنه عن عيون المعجزات للمرتضى رحمهالله : عن جعفر بن محمّد بن عمارة عن أبيه ، عن الصادق ، عن أبيه ، عن جدّه عليهمالسلام قال : جاء أهل الكوفة إلى علىّ
__________________
(١) بحار الانوار : ٤٤ / ١٨٥.
(٢) بحار الانوار : ٤٤ / ١٨٦.
عليهالسلام فشكوا إليه إمساك المطر ، وقالوا له : استسق لنا ، فقال للحسين عليهالسلام قم واستسق فقام ، وحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبيّ وقال : اللهمّ معطى الخيرات ، ومنزل البركات ، أرسل السماء علينا مدرارا ، واسقنا غيثا مغزارا ، واسعا ، غدقا ، مجلّلا سحأ ، سفوحا ، فجاجا ، تنفس به الضعف من عبادك ، وتحيى به الميت من بلادك آمين يا ربّ العالمين.
فما فرغ عليهالسلام من دعائه حتّى غاث الله تعالى غيثا بغتة وأقبل أعرابىّ من بعض نواحى الكوفة فقال : تركت الأودية والآكام يموج بعضها فى بعض (١).
٤٨ ـ عنه عن عيون المعجزات حدّث جعفر بن محمّد بن عمارة ، عن أبيه ، عن عطاء بن السّائب ، عن أخيه قال : شهدت يوم الحسين صلوات الله عليه فأقبل رجل من تيم يقال له : عبد الله بن جويرة ، فقال : يا حسين فقال صلوات الله عليه : ما تشاء؟ فقال : أبشر بالنار ، فقال عليهالسلام : كلّا إنّى أقدم على ربّ غفور ، وشفيع مطاع وأنا من خير الى خير من أنت؟ قال : أنا ابن جويرة فرفع يده الحسين حتّى رأينا بياض إبطيه وقال :
اللهمّ جرّه الى النار ، فغضب ابن جويرة فحمل عليه فاضطرب به فرسه فى جدول وتعلّق رجله بالركاب ووقع رأسه فى الارض ونفر الفرس فأخذ يعدو به ويضرب رأسه بكلّ حجر وشجر وانقطعت قدمه وساقه وفخذه ، وبقى جانبه الآخر متعلّقا فى الركاب فصار لعنه الله الى نار الجحيم (٢).
٤٩ ـ عنه قال : روى فى بعض الكتب المعتبرة عن الطبرىّ ، عن طاوس اليمانى إنّ الحسين بن على عليهماالسلام ، كان إذا جلس فى المكان المظلم يهتدى إليه الناس ببياض جبينه ونحره ، فانّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان كثيرا ما يقبّل جبينه ونحره ، وأنّ
__________________
(١) بحار الانوار : ٤٤ / ١٨٧.
(٢) بحار الانوار : ٤٤ / ١٨٧.
جبرئيل عليهالسلام نزل يوما فوجد الزهراء عليهاالسلام نائمة والحسين فى مهده يبكى ، فجعل يناغيه ويسليه حتّى استيقظت ، فسمعت صوت من يناغيه فالتفتت فلم تر أحدا فأخبرها النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه كان جبرئيل عليهالسلام (١).
٧ ـ باب منزلته عند النبيّ عليهماالسلام
١ ـ الكلينى باسناده ، عن أبى الحسن الرضا عليهالسلام أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله كان يؤتى به الحسين فيلقمه لسانه فيمصّه فيتجزى ، به ولم يرتضع من أنثى (٢).
٢ ـ قال أبو جعفر الطوسى : قال عمر بن أبى المقدام : فحدّثنى سدير ، عن أبى جعفر عليهالسلام أنّ جبرئيل جاء الى النبيّ صلىاللهعليهوآله بالتربة التي يقتل عليها الحسين عليهالسلام قال أبو جعفر : فهى عندنا (٣).
٣ ـ قال المرتضى : روى أنّه كان يدلع لسانه للحسين بن على عليهماالسلام ، وهو صبىّ ، فيرى الصبىّ لسانه ، فيهشّ له ، فقال له عيينة : ألا أراك تصنع هذا بهذا ، فو الله إنّه ليكون لى الابن رجلا قد خرج وجهه ، ما قبّلته قطّ ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله إنّه من لم يرحم لا يرحم (٤).
٤ ـ قال أبو جعفر الطبرى الامامى فى حديث طويل وأمّا الحسين فانّه منّى وهو ابنى وولدى وخير الخلق بعد أبيه وأخيه وهو إمام المسلمين ومولى المؤمنين وخليفة ربّ العالمين غياث المستغيثين ، وكهف المستجيرين وحجّة الله على خلقه أجمعين ، وهذا سيّدى شباب أهل الجنّة وباب نجاة الامّة أمره أمرى ، وطاعته
__________________
(١) بحار الانوار : ٤٤ / ١٨٧.
(٢) الكافى : ١ / ٤٦٥.
(٣) أمالي الطوسى : ١ / ٣٢٣.
(٤) أمالي المرتضى : ١ / ٥٣٢.
طاعتى من تبعه فانّه منّى ومن عصاه فليس منّى وانّى لما رأيته تذكرت ما يصنع به.
كأنّى به قد استجار بحرمى وقبرى فلا يجار فاضمّه فى منامه الى صدرى وآمره بالرحلة عن دار هجرتى ، وابشره بالشهادة فيرتحل عنها الى أرض مقتله وموضع مصرعه أرض كرب وبلاء وقتل وفناء ينصره عصابة من المسلمين اولئك من سادات شهداء امّتى يوم القيامة ، كأنّى أنظر إليه وقد رمى بسهم فخرّ عن فرسه صريعا ثمّ يذبح كما يذبح الكبش مظلوما ثمّ بكى رسول الله صلىاللهعليهوآله وبكى من حوله وارتفع أصواتهم بالضجيج ، ثمّ قال عليهالسلام : اللهمّ إنّى أشكو إليك ما يلقى أهل بيتى بعدى ودخل منزله (١)
٥ ـ روى ابن شهرآشوب باسناده عن الصادق عليهالسلام وابن عبّاس أنّه أخبر النبيّ عليهالسلام إنّ أمّ أيمن لا تزال تبكى من اللّيل الى اليوم ، فأتاها وقال : ما الّذي أبكاك قالت يا رسول الله رأيت رؤيا عظيمة شديدة فقال عليهالسلام : تقصّيها على رسول الله فانّ الله ورسوله أعلم ، قالت تعظم علىّ أن أتكلّم بها ، فقال عليهالسلام : انّ الرؤياء ليست على ما ترى فقصّيها ، على رسول الله ، قالت رأيت فى ليلتى هذه كانّ بعض اعضائك ملقى فى بيتى.
فقال عليهالسلام نامت عينك يا أمّ أيمن تلد فاطمة الحسين تربّيه وتلبّيه فيكون بعض أعضائى فى بيتك ، فلمّا كان اليوم السّابع من ولادة الحسين عليهالسلام أقبلت به الى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال مرحبا بالحامل والمحمول هذا تأويل رؤياك اخرجه القيروانى فى التعبير وصاحب فضائل الصحابة (٢).
٦ ـ عنه عن سليم بن قيس عن سلمان الفارسى قال كان الحسين عليهالسلام على فخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو يقبّله ويقول أنت السيّد ابن السيّد أبو السادة أنت
__________________
(١) بشارة المصطفى : ٢٤٦.
(٢) المناقب : ٢ / ١٩٥.
الامام ابن الامام أبو الأئمّة أنت الحجّة ابن الحجّة أبو الحجج ، تسعة من صلبك وتاسعهم قائمهم (١).
٧ ـ عنه باسناده عن ابن عمر انّ النبيّ صلىاللهعليهوآله بينما يخطب على المنبر اذ خرج الحسين فوطأ فى ثوبه فسقط وبكى فنزل النبيّ عن المنبر فضمّه إليه وقال قاتل الله الشيطان ، انّ الولد لفتنة والذي نفسى بيده ما دريت أنّى نزلت عن منبرى (٢).
٨ ـ عنه عن أبى السعادات فى فضائل العشرة قال يزيد بن أبى زياد خرج النبيّ صلىاللهعليهوآله من بيت عائشة فمرّ على بيت فاطمة فسمع الحسين يبكى فقال ألم تعلمى أنّ بكاؤه يؤذينى (٣)
٩ ـ عنه عن ابن ماجة فى السنن والزمخشري فى الفائق رأى النبيّ عليه الصلاة والسلام الحسين يلعب مع الصبيان فى السكة فاستقبل النبيّ صلىاللهعليهوآله امام القوم فبسط احدى يديه فطفق الصبىّ يفرّ مرّة من هاهنا ومرّة من هاهنا ورسول الله يضاحكه ثمّ أخذه فجعل احدى يديه تحت ذقنه والاخرى على فاس رأسه وأقنعه فقبّله وقال : أنا من حسين وحسين منّى أحبّ الله من أحبّ حسينا حسين سبط من الاسباط (٤).
١٠ ـ عنه قال المغيرة بن عبد الله مرّ الحسين عليهالسلام فقال له أبو ظبيان ماله قبّحه الله إن كان رسول الله صلىاللهعليهوآله ليخرج بين رجليه ويقبّل زبيبه (٥).
١١ ـ عنه عن عبد الرحمن بن أبى ليلى قال كنّا جلوسا عند رسول الله صلىاللهعليهوآله إذ أقبل الحسين عليهالسلام فجعل ينزوا على ظهر النبيّ عليه الصلاة والسلام وعلى بطنه فبال ، فقال : دعوه (٦)
__________________
(١) المناقب : ٢ / ١٩٥.
(٢) المناقب : ٢ / ١٩٥.
(٣) المناقب : ٢ / ١٩٥.
(٤) المناقب : ٢ / ١٩٥.
(٥) المناقب : ٢ / ١٩٥.
(٦) المناقب : ٢ / ١٩٥.
١٢ ـ عنه عن أبى عبيد فى غريب الحديث أنّه قال عليهالسلام لا ترزموا ابنى ، أى لا تقطعوا عليه بوله ثمّ دعا بماء فصبّه على بوله (١).
١٣ ـ عنه عن سنن أبى داود أنّ الحسين عليهالسلام بال فى حجر رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : لبانة اعطنى ازارك حتّى اغسله قال : إنمّا يغسل من بول الانثى وينضح من بول الذكر (٢).
١٤ ـ عنه عن أحاديث الليث بن سعد إنّ النبيّ عليه الصلاة والسلام كان يصلّي يوما فى فئة والحسين صغير بالقرب منه وكان النبيّ اذا سجد جاء الحسين فركب ظهره ثمّ حرّك رجليه وقال حلّ حلّ ، وإذا أراد رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يرفع رأسه أخذه فوضعه إلى جانبه ، فاذا سجد عاد على ظهره.
قال : حلّ حلّ فلم يزل يفعل ذلك حتّى فرغ النبيّ عليه الصلاة والسلام من صلاته ، فقال يهودىّ : يا محمّد انّكم لتفعلون بالصبيان شيئا ما نفعله نحن ، فقال النبيّ عليه الصلاة والسلام : أما لو كنتم تؤمنون بالله وبرسوله فاسلم لمّا راى كرمه من عظم قدره (٣).
١٥ ـ عنه عن أمالى الحاكم قال أبو رافع : كنت الاعب الحسين عليهالسلام وهو صبىّ بالمداحى فاذا أصابت مدحاتى مدحاته قلت احملنى فيقول أتركب ظهرا حمله رسول الله فاتركه فاذا أصابت مدحاته مدحاتى قلت : لا أحملك كما لم تحملنى فيقول أما ترضى أن تحمل بدنا حمله رسول الله فاحمله (٤).
١٦ ـ عنه عن ابن عبّاس سألت هند عائشة أن تسأل النبيّ عليه الصلاة والسلام ، تعبير رؤيا فقال صلىاللهعليهوآله قولى لها فلتقصص رؤياها ، فقالت رأيت كان
__________________
(١) المناقب : ٢ / ١٩٥.
(٢) المناقب : ٢ / ١٩٥.
(٣) المناقب : ٢ / ١٩٥.
(٤) المناقب : ٢ / ١٩٦.
الشمس قد طلعت من فوقى والقمر قد خرج من مخرجى وكان كوكبا قد خرج من القمر اسود فشدّ على شمس خرجت من الشمس أصغر من الشمس فابتلعها فاسودّ الافق لابتلاعها.
ثمّ رأيت كواكب بدت من السماء وكواكب مسودّة فى الأرض إلّا أنّ المسودّة أحاطت بافق الارض من كلّ مكان فاكتحلت عين رسول الله صلىاللهعليهوآله بدموعه ثمّ قال : هى هند اخرجى يا عدوّة الله مرّتين فقد جددت علىّ احزانى ونعيت إلىّ أحبابى فلمّا خرجت قال : اللهمّ العنها والعن نسلها فسأل عن تعبيرها.
فقال عليهالسلام : الشمس التي طلعت عليها فعلىّ بن أبى طالب والكوكب الّذي اخرج من القمر أسود فهو معاوية مفتون فاسق جاحد لله وتلك الظلمة التي زعمت ورأت كوكبا يخرج من القمر أسود فشدّ على شمس خرجت من الشمس أصغر من الشمس فابتلعتها فاسودّت ، فكذلك ابنى الحسين يقتله ابن معاوية فتسود الشّمس ويظلم الافق وأمّا الكواكب المسودّة فى الأرض أحاطت الأرض من كلّ مكان فتلك بنو اميّة (١).
١٧ ـ عنه عن تفسير النقّاش باسناده ، عن سفيان الثورى ، عن قابوس بن أبى ظبيان ، عن أبيه عن ابن عبّاس ، قال كنت عند النبيّ عليه الصلاة والسلام وعلى فخذه الأيسر ابنه إبراهيم وعلى فخذه الأيمن الحسين بن علىّ عليهماالسلام وهو تارة يقبّل هذا وتارة يقبّل هذا ، اذا هبط جبرئيل بوحى من ربّ العالمين ، فلمّا سرى عنه قال أتانى جبرئيل من ربّى.
فقال يا محمّد إنّ ربّك يقرأ عليك السّلام ، ويقول لست أجمعهما فافد أحدهما بصاحبه فنظر النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى إبراهيم فبكى وقال : إنّ إبراهيم امّه امة ومتى مات لم
__________________
(١) المناقب : ٢ / ١٩٦.
يحزن عليه غيرى وأمّ الحسين عليهالسلام فاطمة وأبوه علىّ ابن عمّى لحمى ودمى ومتى مات حزنت ابنتى وحزن ابن عمّى ، وحزنت أنا عليه وأنا أوثر حزنى على حزنها يا جبرئيل يقبض إبراهيم فديته بالحسين عليهالسلام قال فقبض بعد ثلاث فكان النبيّ صلىاللهعليهوآله اذا رأى الحسين عليهالسلام مقبلا قبّله وضمّه إلى صدره ورشف ثناياه وقال فديت من فديته بابنى إبراهيم (١).
١٨ ـ الترمذى حدّثنا محمّد بن بشّار ، حدّثنا أبو عامر العقدى حدّثنا زمعة ابن صالح عن سلمة بن وهرام ، عن عكرمة عن ابن عباس قال : كان رسول الله حامل الحسين بن علىّ على عاتقة ، فقال رجل : نعم المركب ركبت يا غلام ،
فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله: ونعم الراكب هو (٢).
١٩ ـ الحاكم النيشابوريّ عن محمّد بن صالح بن هانئ ثنا الحسين بن الفضل البجلى ثنا عفان ثنا وهيب ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن أبى راشد ، عن يعلى العامرى أنّه خرج مع رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى طعام دعوا له قال : فاستقبل رسول الله صلىاللهعليهوآله أمام القوم ، وحسين مع الغلمان يلعب فأراد رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يأخذه.
فطفق الصبىّ يفرّها هنا مرّة وهاهنا مرّة فجعل رسول الله صلىاللهعليهوآله يضاحكه حتّى أخذه قال : فوضع إحدى يديه تحت قفاه والاخرى تحت ذقنه فوضع فاه على فيه يقبّله ، فقال حسين منّى وأنا من حسين أحبّ الله من أحبّ حسينا ، حسين سبط من الاسباط ، هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه (٣).
٢٠ ـ عنه حدّثنى أبو بكر محمّد بن أحمد بن بالويه ثنا الحسن بن علىّ بن شبيب
__________________
(١) المناقب : ٢ / ٢٠٣.
(٢) صحيح الترمذى : ٥ / ٦٦١.
(٣) المستدرك : ٣ / ١٧٧
المعمرى ، ثنا أبو عبيدة بن الفضيل بن عياض ثنا مالك بن سعيد بن الخمس ، ثنا هشام بن سعد ثنا نعيم بن عبد الله المجمر ، عن أبى هريرة قال ما رأيت الحسين بن علىّ إلّا فاضت عينى دموعا ، وذلك أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله خرج يوما فوجدنى فى المسجد.
فاخذ بيدى واتكأ علىّ فانطلقت معه حتّى جاء ، سوق بنى قينقاع قال : وما كلّمنى ، فطاف ونظر ، ثمّ رجع ورجعت معه فجلس فى المسجد ، واحتبى وقال لى ادع لى لكاع ، فأتى حسين يشتدّ حتّى وقع فى حجره ثمّ ادخل يده فى لحية رسول الله ، فجعل رسول الله صلىاللهعليهوآله يفتح فم الحسين فيدخل فاه فيه ويقول : اللهمّ إنّى أحبّه فأحبّه هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه (١).
٢١ ـ أخبرنى أبو الحسن أحمد بن محمّد العنزى ، ثنا عثمان بن سعيد الدارمى ، ثنا أبو اليمان ، ثنا إسماعيل بن عياش ، ثنا عطاء بن عجلان ، عن عكرمة عن ابن عبّاس ، عن أمّ الفضل رضى الله عنها ، قالت دخل علىّ رسول الله صلىاللهعليهوآله وأنا أرضع الحسين بن على بلبن ابن كان يقال له قثم.
قالت فتناوله رسول الله صلىاللهعليهوآله فناولته إيّاه فبال عليه ، قالت فأهويت بيدى إليه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله لا تزرمى ابنى ، قالت فرشه بالماء قال ابن عباس : بول الغلام الذي لم يأكل يرشّ وبول الجارية يغسل هذا حديث قد روى باسانيد ولم يخرجاه(٢).
٢٢ ـ ابن أبى شيبة حدثنا وكيع عن ابن أبى ليلى ، عن جدّه أبى ليلى ، قال : كنّا عند النبيّ صلىاللهعليهوآله جلوسا فجاء الحسين بن على ، يحبو حتّى جلس على صدره فبال
__________________
(١) المستدرك : ٣ / ١٧٨.
(٢) المستدرك : ٣١ / ١٨٠.
عليه قال : فابتدرناه لنأخذه ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : ابنى ابنى ثمّ دعا بماء فصبّه عليه(١).
٢٣ ـ الهيتمى عن بشر بن غالب ، قال : كنت مع أبى هريرة فرأى الحسين بن على وقال يا أبا عبد الله لقد رأيتك على يدى رسول الله صلىاللهعليهوآله قد خضبتهما دما حين أتى بك حين ولدت فسررت فلفك فى خرقة ولقد تفل فى فيك ولقد تكلّم بكلام لا أدرى ما هو ، ولقد كانت فاطمة سبقته بسرّة الحسن فقال لا تسبقينى بهذا (٢).
٢٤ ـ عنه باسناده عن على يعنى ابن أبى طالب ، قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله للحسين بن على : من أحبّ هذا فقد أحبّنى (٣).
٢٥ ـ عنه باسناده عن أبى هريرة ، قال كان الحسين بن على رضى الله عنهما عند النبيّ صلىاللهعليهوآله وكان يحبّه حبّا شديدا ، فقال اذهب الى امّى فقلت أذهب معه فجاءت برقة من السماء فمشى فى ضوئها حتّى بلغ (٤).
٢٦ ـ عنه باسناده عن أبى سعيد قال جاء الحسين يشتدّ ورسول الله صلىاللهعليهوآله يصلّى فالتزم عنق رسول الله صلىاللهعليهوآله فقام به وأخذ بيده فلم يزل ممسكها حتّى رجع(٥).
٢٧ ـ عنه باسناده ، عن ابن عبّاس قال رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله فرّج ما بين فخذى الحسين وقبل زبيبه (٦).
٢٨ ـ عنه باسناده ، عن رجاء بن ربيعة قال : كنت فى مسجد رسول الله إذا مر الحسين ابن على فسلم فردّ عليه القوم السلام ، وسكت عبد الله بن عمرو ثم رفع ابن عمرو صوته بعد ما سكت القوم ، فقال : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ثم أقبل على القوم فقال : ألا أخبركم بأحب أهل الارض الى أهل السماء ، قالوا : بلى ،
__________________
(١) المصنف : ١٤ / ١٧٢.
(٢) مجمع الزوائد : ٩ / ١٨٥.
(٣) مجمع الزوائد : ٩ / ١٨٥.
(٤) مجمع الزوائد : ٩ / ١٨٦.
(٥) مجمع الزوائد : ٩ / ١٨٦.
(٦) مجمع الزوائد : ٩ / ١٨٦.
قال : هو هذا المقفى.
والله ما كلمته كلمة ولا كلمنى كلمة منذ ليالى صفين ، وو الله لان يرضى عنّى أحبّ الى من أن يكون لى مثل أحد ، فقال له أبو سعيد : ألا تغدو إليه ، قال بلى فتوا عدوا أن يغدو إليه ، وغدوت معهما فاستأذن أبو سعيد فأذن فدخلنا فاستأذن لابن عمرو ، فلم يزل به حتى أذن له الحسين فدخل.
فلما رآه زحل له وهو جالس الى جنب الحسين ، فمده الحسين إليه ، فقام ابن عمرو فلم يجلس ، فلما رأى ذلك خلا عن أبى سعيد فأزحل له فجلس بينهما فقصّ أبو سعيد القصة ، فقال أكذالك يا بن عمرو ، أتعلم أنى أحب أهل الارض الى أهل السماء قال : أى وربّ الكعبة انك لاحب أهل الارض الى أهل السماء ، قال فما حملك على أن قاتلتنى وأبى يوم صفين ، والله لأبى خير منى.
قال أجل ، ولكن عمرو شكانى الى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال ان عبد الله يصوم النهار ويقوم الليل ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله صلّ ونم وصم ، وافطر واطع عمروا ، فلما كان يوم صفين أقسم علىّ ، والله ما كثرت لهم سوادا ولا اخترطت لهم سيفا ، ولا طعنت برمح ، ولا رميت بسهم فقال الحسين أما علمت أنه لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق قال بلى قال : كأنه قبل منه. (١)
٢٩ ـ عنه باسناده ، عن جابر قال : من سره أن ينظر الى رجل من أهل الجنة فلينظر الى الحسين بن على ، فانى سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقوله (٢).
٣٠ ـ عنه عن يزيد ابن أبى زياد قال : خرج النبيّ صلىاللهعليهوآله من بيت عائشة فمر على بيت فاطمة فسمع حسينا يبكى ، فقال : ألم تعلمى أن بكاءه يؤذينى (٣)
__________________
(١) مجمع الزوائد : ٩ / ١٨٦.
(٢) مجمع الزوائد : ٩ / ١٨٧.
(٣) مجمع الزوائد : ٩ / ٢٠١.
٣١ ـ قال ابن الجوزى كنيته أبو عبد الله ، ويلقب : بالسيد ، والوفى ، والولى ، والمبارك والسبط وشهيد كربلا ، ولد سنة أربع من الهجرة فى شعبان (١).
٣٢ ـ عنه قال ابن عباس كان رسول الله صلىاللهعليهوآله ، يحبه ويحمله على كتفيه ويقبل شفتيه وثناياه ، قال : ودخل عليه يوما جبرئيل وهو يقبله ، قال : أتحبه؟ قال : نعم قال : أمتك ستقتله (٢)
٣٣ ـ عنه قال البخاري حدثنا موسى بن اسماعيل ، أخبرنا مهدى ، عن محمد ابن أبى يعقوب ، عن ابن أبى نعيم ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله هما ريحانتاى من الدنيا ، يعنى الحسن والحسين (٣)
٣٤ ـ عنه اخبرنا أبو احمد الجوهرى أنبأنا القاضى بن معروف : حدثنا أبو محمد بن صادق ، حدثنا يوسف ابن موسى القطان ، أخبرنا أبو بكر بن عياش ، حدثنا عاصم بن بهدلة ، عن زر بن حبيش ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله: هذان ابناى ، فمن أحبّهما فقد أحبنى ومن أبغضهما فقد أبغضنى يعنى الحسن والحسين.(٤)
٣٥ ـ عنه قال أحمد فى الفضائل حدثنا محمد بن مصعب ، حدثنا الاوزاعى ، عن شداد بن عمار ، عن واثلة بن الاسقع قال أتيت فاطمة أسألها عن على عليهماالسلام فقالت توجه الى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فجلست انتظره واذا برسول الله صلىاللهعليهوآله قد اقبل ومعه علىّ والحسن والحسين قد اخذ بيد كل واحد منهم حتى دخل الحجرة
فأجلس الحسن على فخذه اليمنى والحسين على فخذه اليسرى ، وجلس على وفاطمة ، بين يديه ثم لف عليهم كساه أو ثوبه ثمّ قرأ : صلىاللهعليهوآله (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ
__________________
(١) تذكرة الخواص : ٢٣٢.
(٢) تذكرة الخواص : ٢٣٢.
(٣) تذكرة الخواص : ٢٣٣.
(٤) تذكرة الخواص : ٢٣٣.
الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) الآية ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتى حقا ، وهذا الحديث مشتمل على فضل الحسين وغيره (١)
٣٦ ـ عنه ذكرا حمد فى الفضائل عن على بن الحسين ، عن أبيه عن جده أن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، أخذ بيد الحسن والحسين وقال من أحبنى وأحب هذين وأباهما كان معى فى درجتى يوم القيامة (٢).
٣٧ ـ الحافظ ابن عساكر أخبرنا أبو القاسم ابن الحصين ، أنبأنا أبو علىّ بن المذهب ، قالا أنبأنا أحمد بن جعفر ، أنبأنا عبد الله ، حدثني أبى ، أنبأنا زيد بن الحباب ، حدثني حسين بن واقد :
حدثني عبد الله بن بريدة ، قال : سمعت ابى بريدة يقول : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يخطبنا فجاء الحسن والحسين وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران ، فنزل رسول الله صلىاللهعليهوآله من المنبر فحملهما فوضعهما بين يديه ثم قال : صدق الله ورسوله (أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) نظرت الى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثى ورفعتهما. (٣)
٣٨ ـ عنه أخبرنا ابو سهل محمد بن ابراهيم ، أنبأنا أبو الفضل الرازى أنبأنا جعفر بن عبد الله ، أنبأنا محمد بن هرون أنبأنا محمد بن اسحاق ، أنبأنا على بن الحسن ابن شفيق أنبأنا الحسين بن واقد.
أنبأنا عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : بينما رسول الله صلىاللهعليهوآله يخطب اذ أقبل الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران ، اذ نزل رسول الله صلىاللهعليهوآله من المنبر فرفعهما ثم قال : صدق الله ورسوله : (أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) نظرت الى
__________________
(١) تذكرة الخواص : ٢٣٣.
(٢) تذكرة الخواص : ٢٣٣.
(٣) ترجمة الامام الحسين : ١٠٧.
هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثى ورفعتهما (١).
٣٩ ـ عنه أخبرنا أبو القاسم الشحامى أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنبأنا الحسن بن مكرم ، أنبأنا زيد بن الحباب ، أنبأنا حسين بن واقد ، عن عبد الله بن بريدة عن أبيه ، قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يخطب فأقبل الحسن والحسين وعليهما ـ وقال ابن عفان : عليهما ـ قميصان أحمران يعثران ويقومان ، فلمّا رآهما نزل فأخذهما ثمّ صعد فوضعهما فى حجره ثمّ قال : صدق الله (أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) رأيت هذين فلم أصبر حتّى أخذتهما(٢).
٤٠ ـ أخبرنا أبو بكر المزرفى أنبأنا أبو الحسين ابن المهتدى أنبأنا أبو الحسن على بن عمر بن محمّد الحربى ، أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن ـ يعنى الصوفى ـ أنبأنا عبد الرحمن بن صالح ، أنبأنا على بن هاشم بن البريد ، أنبأنا محمّد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى :
عن عطية العوفى : عن أبى سعيد الخدرى قال : جاء حسين يشتدّ والنبيّ صلىاللهعليهوآله يصلّى فالتزم عنقه فقام النبيّ وأخذ بيده فلم يزل يمسكه حتّى ركع (٣).
٤١ ـ عنه أخبرنا أبو الاعزّ قراتكين بن الاسعد ، أنبأنا أبو محمّد الجوهرى ، أنبأنا أبو حفص ابن شاهين ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، أنبأنا أحمد بن يحيى الصوفى ، أنبأنا الحكم بن سليمان ، أنبأنا يحيى بن يعلى ، عن أبى موسى عن أبى حازم : عن أبى هريرة قال: رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله يمصّ لسان الحسين بن على كما يمصّ الصبىّ التمرة (٤)
__________________
(١) ترجمة الامام الحسين : ١٠٧.
(٢) ترجمة الامام الحسين : ١٠٩.
(٣) ترجمة الامام الحسين : ١٠٩.
(٤) ترجمة الامام الحسين : ١٢٧.